أيمن زكى
في مثل هذا اليوم تنيح القديس المجاهد أنبا تيموثاؤس السائح، وقد ولد من أبوين محبين لله فربياه وأدباه بآداب الكنيسة، واشتاق إلى السيرة الرهبانية، فقصد بعض الأديرة وترهب بها، ثم احب العزلة فانفرد في قلاية قريبة من الدير، ومكث بها مدة عائشًا من عمل يديه،
فاحتال عليه عدو الخير وظهر له في شكل امرأة راهبة أتت إليه لتشتري من عمل يديه ولكثرة ترددها عليه صارت بينهما دالة، وكانا يجتمعان للطعام علي مائدة واحدة، وبعد قليل فطن القديس إلى انها أحبولة من الشيطان لسقوطه في الخطية،
فتذكر ساعة الموت وهول الدينونة، ونهض هاربا من ذلك المكان، فأرشده الله إلى مكان آخر تجري فيه عين ماء وبجانبها نخلة، فمكث هناك عاكفا علي عبادته ونسكه،
وحسده عدو الخير على نموه الروحي فأصابه بأمراض في بطنه، أما هو فكان يحسب ذلك تأديبًا بسيطًا من أجل ما قد سقط فيه. وبعد أربع سنوات أرسل الرب ملاكًا وشفاه
وقد بلغ هذا الآب من النسك مبلغا عظيما حتى إن الوحوش كانت تأنس به، وقد استمر علي هذا الحال مده ثلاثين سنة، خلالها طال شعره وأغناه عن الملابس، ولما اكمل جهاده الحسن تنيح بسلام،
بركه صلاته تكون معنا آمين...
ولربنا المجد دائمًا أبديًا آمين...