كتب - محرر الاقباط متحدون
وجه نيافة الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران طنطا للروم الأرثوذكس، والمتحدث باسم الكنيسة في مصر، رسالة بمناسبة ذكرى استشهاد اطفال بيت لحم على يد هيردوس .

ﺗﻌﻴﺪ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﻟﺬﻛﺮﻯ ﺍلأﺭﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮ أﻟﻒ ﻁﻔﻼً ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺘﻠﻬﻢ ﻫﻴﺮﻭﺩﺱ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﻟﺤﻢ يوم 29 ديسمبر.

عن المشهد المحزن الذي ﻳﺘﻌﺬﺭ ﻭﺻﻔﻪ لأمهات أطفال بيت لحم كتب ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﺬﻫﺒﻲ ﺍﻟﻔﻢ، قائلاً: "ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻻﻣﻬﺎﺕ ﺗﺴﺘﺠﺪﻳﻦ ﺍﻟﻘﺘﻠﺔ، ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﺬﺑﺤﻮﻥ ﺍﻭﻻﺩﻧﺎ؟ أﻳﺔ إﺳﺎءﺓ ﺳﺒﺒﻮﺍ ﻟﻜﻢ أﻭ ﻟﻤﻠﻜﻜﻢ؟ أﻣﺎ ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ ﻓﻜﺎﻧﻮﺍ ﻏﺎﺭﻗﻴﻦ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻬﻢ ﺍﻟﺸﻨﻴﻊ، ﻓﻠﻢ ﻳﺠﻴﺒﻮﺍ ﺑﻜﻠﻤﺔ. ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ، ﻻ ﺷﻲء ﻳﻤﻜﻨﻪ أﻥ ﻳﻬﺪﻱء ﺧﺎﻁﺮ ﺍلأﻣﻬﺎﺕ ﺍﻟﻠﻮﺍﺗﻲ ﺭﺣﻦ ﻳﺼﺮﺧﻦ ﻟﻮﻋﺔ ﻭﺣﺰﻧﺎ، ﻭﻳﻘﻠﻦ: ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ! ﺍﻟﺮﺣﻤﺔ! أﻟﻴﺲ ﻟﻜﻢ أﻣﻬﺎﺕ؟ أﻟﻴﺲ ﻟﻜﻢ ﺯﻭﺟﺎﺕ؟ إﺭﺛﻮﺍ ﻟﺤﺎﻟﻨﺎ، إﺫﺑﺤﻮﻧﺎ ﺑﺪﻻً ﻣﻦ أﻭﻻﺩﻧﺎ. ﻧﺤﻦ ﻻ ﻧﺤﺘﻤﻞ ﺭﺅﻳﺘﻬﻢ ﻳﻤﻮﺗﻮﻥ. ﺧﺬﻭﺍ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ أﻭﻻً! ﺑﻠﻠﻮﺍ ﺳﻴﻮﻓﻜﻢ ﺑﺪﻣﺎﺋﻨﺎ! إﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ إﺭﺗﻜﺒﻮﺍ ﺧﻄﻴﺌﺔ، أﻣﻴﺘﻮﻧﺎ ﻣﻌﻬﻢ".

ﻭﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﻳﻮﺣﻨﺎ ﺍﻟﺪﻣﺸﻘﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺘﺐ ﻋﻦ ﻧﻮﺡ ﺍلأﻣﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺄﻟﻤﺎﺕ، ﻗﺎﻝ: "ﻭﺭﺅﻭﺳﻬﻦ ﻣﻜﺸﻮﻓﺔ ﻭأﻳﺪﻳﻬﻦ ﻣﺮﻓﻮﻋﺔ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎء، ﺟﻠﺴﻦ ﺑﺎﺯﺍء أﻭﻻﺩﻫﻦ ﻭﻫﻦ ﻳﺬﻗﻦ ﺍلآﻡ ﺍلإﻧﺠﺎﺏ، ﻭﺭﺣﻦ ﻳﺸﺪﺩﻥ ﺷﻌﻮﺭﻫﻦ ﻭﻳﺠﻌﻠﻦ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﻋﻠﻰ أﺟﺴﺎﺩﻫﻦ ﻭﻳﻨُﺤﻦ ﺑﻤﺮﺍﺭﺓ ﻭﻫﻦ ﻳﺘﻮﺳﻠﻦ إﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎء ﻛﻲ ﺗﺸﻬﺪ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺣﺸﻴﺔ. ﻭﻛﻦ ﻳﺸﺘﻤﻦ ﻫﻴﺮﻭﺩﺱ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻒ أﻣﺎﻣﻬﻦ، ﻭﻳﻘﻠﻦ: ﻷﻳﺔ ﻋﻠﺔ أﺻﺪﺭﺕ ﻫﺬﺍ ﺍلأﻣﺮ أﻳﻬﺎ ﺍﻟﻤﻠﻚ؟ أﻧﺖ أﺏ ﻭﺗﻌﻠﻢ أﻳﺔ ﻣﺤﺒﺔ ﻳﻜﻨﻬﺎ ﺍلأﺑﺎء ﻷﻭﻻﺩﻫﻢ؟ ﻫﻞ أﻏﺎﻅﻚ ﺍﻟﻨﺠﻢ؟ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺣﺮﻱ ﺑﻚ أﻥ ﺗﻮﺟﻪ ﺳﻬﺎﻣﻚ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺴﻤﺎء ﻭأﻥ ﺗﺘﺮﻙ ﻟﺒﻨﺎً ﻳﻔﻴﺾ ﻣﻦ ﺻﺪﻭﺭﻧﺎ. ﻫﻞ إﺯﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎء؟ إﺫﺍ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻓﻌﻠﻮﺍ، ﻓﻌﻠﻴﻚ أﻥ ﺗﺸﻦ ﺣﻤﻠﺘﻚ ﻋﻠﻰ ﻓﺎﺭﺱ ﺗﺎﺭﻛًﺎ ﺑﻴﺖ ﻟﺤﻢ ﻣﻊ ﺃﻭﻻﺩﻫﺎ".

في ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ أﻋﻘﺒﺖ ﺫﻟﻚ، ﻓﺎﻥ ﻛﺜﻴﺮﻳﻦ ﻣﻨﻬﻢ ﺩﻓﻨﻮﺍ ﻋﻤﻴﻘًﺎ ﻓﻲ ﻣﻐﺎﺭﺓ ﻛﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﻟﺤﻢ، ﺗﺤﺖ المذود ﺣﻴﺚ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﻘﺪﻭﺱ.

عن عدد الأطفال الـ 1400 الذين قتلهم هيرودس:
الرقم 14000 هو رقم رمزي يرمز إلى الذين مع المسيح في صهيون السماوية. الرقم 14000 يساوي 1000×7×2. الرقم 1000 يدل على جميع عقود الأعداد (الآحاد والعشرات والمئات)، ويساوي 10×10×10 وهذا يشير إلى الشيء الكثير جدًّا؛ لأن الرقم 10 هو كمال الأعداد يرمز إلى الشيء الكثير. أما الرقم 7 فهو الذي يرمز إلى الكمال. وضرب الرقمين السابقين (1000×7) × 2 يعني أضعافهما، أي عدد غير محصور. وهذا يُشير إلى جميع الذين استشهدوا من أجل يسوع المسيح بالشهادة الحمراء (الشهداء) والذين استشهدوا  من أجل يسوع المسيح بالشهادة البيضاء (القديسين والأبرار) في الماضي والحاضر والمستقبل، إنهم مختاروا الله.

ﻗﻨﺪﺍﻕ العيد (ﺑﺎﻟﻠﺤﻦ السادس):
"ﻟﻤﺎ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﻟﺤﻢ، ﺟﺎء ﻣﺠﻮﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻕ ﺑﺎﻟﻬﺪﺍﻳﺎ، ﻣﺴﺘﺮﺷﺪﻳﻦ ﺑﻜﻮﻛﺐ ﻣﻦ ﺍﻻﻋﺎﻟﻲ، ﻟﻜﻦ ﻫﻴﺮﻭﺩﺱ ﺍﺿﻄﺮﺏ، ﻭﺣﺼﺪ ﺍلأﻁﻔﺎﻝ ﻛﻤﺎ ﺗُﺤﺼﺪ ﺍﻟﺤﻨﻄﺔ، ﻷﻥ ﻋﺰﺓ ﺳﻠﻄﺘﻪ ﺗُﺴﺘﺄﺻﻞ ﺳﺮﻳﻌًﺎ".