( بقلم : أشرف ونيس )
هممنا لارساء أمن و أمان و تواصل فى درب ذي ( الحياة ) من دون رجاء لها ، فإذ بأعمارنا و قد همت بنا عن دون ما تقدمه لنا مقدما ؛ بأن الزمن من دون أمل ، كان و سيبقى كهفًا مترفعًا فوق ساحات ما تدنى عنه ، بجبال لا تدركها أرضنا ، لكنها قمم قد تهاوت من ضيائها ، فكان الظلام - من غير آخر معه - هو الأول و السيد و الرأس فوق الجميع .
قد جثا الكل مما يحمل شيئًا من القسوة بين طياته حين أطال شاخصا و ناظرًا حياة لإنسان دامت بعيدًا عن ما يحملها وسط سعير رمالها و جدوبة ينابيعها ، فإذ بالقسوة و قد اعتراها اللين ، و الجدوبة قد اعترضها الإثمار كما أن اليبوسة و قد داهمها شيء بل كثير من الرطوبة و التندي و السخاء ...... ، فكيف للبحر أن يغدو من غير مياه ؟ و كيف الجبل ان يكون من دون إرتفاع ؟ بل و كيف للحقول و الغرس و الإنبات أن تمسي بلا ارتواء و شبع و استقساء ؟ فقد ظل و سيبقى عامودًا فقريا لبدن العيش و جسد التعايش و الإبقاء و الحياة ؛ الأمل !!!
إنه الأمل ؛ و أى شي يضاهي تلك القامة و القيمة و التي حري بالجميع أن يحنو قامتهم حين تلوح إرهاصاته فى الأفق أو حين قبوعه منتصبا ناصبا هامته خلف سحب الضيقات و سحائب الخيبة و اليأس و القنوط ، و هل من شيء يحتفظ بضياء القلب وسط عتمة لياليه الليلاء سوى الأمل متى احتفظ ببريقه ، و متى احتوى شمسه ذات الاشعة اللامعة و أهدابها الذهبية حيث تنجلى فينقشع الغيم و يمسي كل داكن فى طى العدم كما بدرج اللاوجود ؟!
نعم ؛ فيجذب - الأمل - أطراف الابتسامات الشاردة فى دائرة الأحزان جراء منحنيات الزمن بأيامه المنقلبة و المتقلبة ! كما يبعث الهدوء إلى الأنفس وسط زوبعة الصراعات التي تبغى و تبتغى غير الظهور لكنها فاعلة بكل قوتها خلف الصدور و بين حنايا ذوات الحيوات العاقلة ! إنه ملاذ لأرجل قد ترنحت و تمايلت ثم تثبتت على يقين الابتهاج المنبثق و النابع من عبق الأمل حين بزغ و حين تراءى فملأ الدنا عبيرًا . يربت على أرواحنا فتستشعر هى نسمات حنينه فتسكن آمنة ، و ينطلق جسدنا طليقًا متحملاً و محتملاً في ذلك عاصف اليأس و عواصف الخيبة و الفشل و الإخفاق ....... إنه الأمل حين يمسك بنا امساكا ، حافظا إيانا من الانزلاق الى مهالك الموت حيًا ، و وقتما يترفع برؤوسنا شامخة فوق صروف الحياة فيبقيها عالية شاهقة سامية مجيدة ...... الأمل !