د. أمير فهمى زخارى المنيا
- يا عم ارحمنا ده انت كداب كدب الإبل.
- «كيس جوافة»، «انت فاكرني كيس جوافة»، «ده طلع كيس جوافة»
- الى ميرضاش بالخوخ ... يرضى بشرابه.
- «وصلت ع الحوركروك»، «نجحت ع الحوركروك»، «الفلوس كفت ع الحوركروك».


دلالات ومعاني تثري العقل، وتبعث على التفكر، هذا هو الوصف الأمثل لتلك الأمثال الشعبية التي يستخدمها المصريون في مواقفهم الحياتية اليومية، فتجد الكلمة والجملة مختصره، غير أن دلالتها عظيمة؛ أبحرنا في هذا الجانب من الثقافة الشعبية علنا نأتي لك عزيزي القارئ لصفحتي بلآلئ تثري معرفتك لهذه الأمثال.

هانعرف اليوم أصل وحكايه أربعه من أمثلنا وكلامنا الشعبي..

المثل الأول:
 - يا عم ارحمنا ده انت كداب كدب الإبل.

لا يعرف أحداً ماذا يعنى كدب الإبل، لكنها مقولة اعتاد المصريون على ترديدها عند العلم بكذب شخص ما واستمراره فى الكذب، فيطلقون عليه "كذب الإبل" وهى كناية عن كثرة الكذب، فمثله مثل الكثير من الأمثال الشعبية التى لا يعرف الكثيرون أصلها، لكن تم تداولها فى مجتمعنا بمرور السنوات، وغالباً ما يرتبط كل مثل شعبى بحكاية تاريخية قديمة.

ووفقاً للروايات، فتعود قصة مثل "كداب كدب الإبل" إلى البدو حين كانوا يتجولون بخيولهم وجمالهم فى الصحراء لساعات طويلة فى النهار، وفجأة تقوم الإبل بتحريك فمها وشفتيها يميناً ويساراً وكأنها تأكل الطعام، فيظن الرعاة أن الإبل وجدت حشائش أو أي شيء يؤكل وسط الصحراء ليكتشفوا أنهم يلاعبون شفاهم فقط، فأطلقوا على ذلك الفعل كذب الإبل، بمعنى إيهام الآخرين بشيء غير حقيقي....

وبالنسبة للمثل الثاني:
«كيس جوافة»، «انت فاكرني كيس جوافة»، «ده طلع كيس جوافة»

مثل «كيس جوافة»، أصله عند المصريين هو زراعة شجر الجوافة على حدود الأراضي الزراعية للفصل بين الحيازات لكل مالك، وكان المصريون لا يعتبرون الجوافة ذات قيمة، فإن مر عابر سبيل وحصل على الجوافة فإن مالك الأرض لا يعتبر نفسه خسر قيمة هذه الجوافة، فهي حينها بلا قيمة.
أما عن الكيس المستخدم في مثل: «كيس جوافة»، فإنه كان يُصنع في حقبة الثلاثينيات من القرن الماضي من الورق باللون البني، وكان دائمًا يتقطع وتسقط منه المحتويات التي بداخله، فيصبح حينها بلا فائدة، أو قيمة؛ وعليه فعندما جمع المصريون الكلمتين في جملة واحدة «كيس جوافة» تطلق على الشيء الذي ليس له قيمة.

المثل الثالث:
الى ميرضاش بالخوخ ... يرضى بشرابه.

هذا المثل يعود لعصر الملكةً كليوباترا اخر ملوك البطالمة فى مصر
استوردت فى ذلك الوقت شجرة الخوخ من اليونان وزرعته فى مصر بالاكراااه والى رفض المزارعين يزرع الخوخ فى ارضه، كان يُجْبر على الشغل فى عصر فاكهة الخوخ.

نيجى للمثل الأخير وأصله..
- «وصلت ع الحوركروك»، «نجحت ع الحوركروك»، «الفلوس كفت ع الحوركروك»
«وصلت ع الحوركروك»، «نجحت ع الحوركروك»، «الفلوس كفت ع الحوركروك»، استخدام واسع للمصريين لهذه الكلمة في التعبير عن استطاعة تحقيق الحد الأدنى من المطلوب في إنجاز الشيء.

ولا تجد أبدًا أي كلمة أو تعبير مستغرب إلا وله أصل في اللغة؛ وعليه فكلمة «الحوركروك»، مأخوذة من كلمة «الحارك»، وهي اسم لبداية منطقة الرقبة عند الحصان.

وهذه المنطقة من الصعب على الإنسان الجلوس عليها عند ركوب الحصان، وقد يُضطر إلى الجلوس عليها إذا كان هناك عدة أفراد يريدون الانتقال ومعهم حصان واحد، فيجلس أحدهم على هذه المنطقة وهي أيضًا تؤثر على سير الحصان، لأن وزن هذه الشخص يكون ثقيلًا على رقبته، كما أن الشخص الجالس على هذه المنطقة يكون ممسكًا بنفسه بالقوة، والمعاناة؛ كي لا يقع، ويواجه صعوبة في التشبث بالحصان، وعند هذا الأمر يصف حاله قائلًا: «وصلت ع الحوركروك».

والى اللقاء في أصل المثل... تحياتى.
د. أمير فهمى زخارى المنيا