اليوم تحتفل الكنيسة بتذكار انعقاد مجمع برومية على نوباطس القس (١٢ كيهك) ٢٢ ديسمبر ٢٠٢٣
في مثل هذا اليوم من سنة 249 م. اجتمع برومية مجمع مقدس. وذلك في أول سنة من ملك داكيوس الوثني، وفي بطريركية انبا قرنيليوس بابا رومية، وقداسة البابا ديونوسيوس بابا الإسكندرية، وانبا فلابيانوس بطريرك إنطاكية، وانبا جرمانوس أسقف بيت المقدس، وذلك لمحاكمة نوباطس القس الذي قال:
"إن الذي أنكر الإيمان وقت الاضطهاد، لا يقبل إذا تاب. وإن الذي يقع في الزنا لا تقبل له توبة ايضًا".
فنهاه الآب قرنيليوس عن ذلك، فلم ينته. فجمع مجمعا من ستين أسقفا وثمانية عشر قسا وشماسا من علماء رومية، وناظروه في هذا القول. فاحتج بقول بولس الرسول في رسالته إلى العبرانيين
"لان الذين استنيروا مرة وذاقوا الموهبة السماوية وصاروا شركاء الروح القدس. وذاقوا كلمة الله الصالحة وقوات الدهر الأتي وسقطوا لا يمكن تجديدهم أيضًا للتوبة إذ هم يصلبون لأنفسهم ابن الله ثانية ويشهرونه".
فرد عليه الآباء موضحين له إن الرسول لم يقل هذا عمن يتوب. بل عمن يقصد إن يعتمد كلما أخطاء. لان المعمودية إنما تكون دفعة واحدة. ولهذا اتبع الرسول القول بقوله: "إذ هم يصلبون لأنفسهم ابن الله مرة ثانية ويشهرونه". فاضح بهذا انه لما كان الصلب قد حدث مرة واحدة، هكذا تكون المعمودية مرة واحدة.
أما التوبة فبابها مفتوح لكل تائب، وإلا فيكون كل من سقط في الكفر أو الخطية غير مقبول ولو تاب. فداود النبي إذن لم تقبل توبته، وبطرس لما جحد لم تقبل أيضًا توبته، وعلي ذلك يكون باطلا حلول الروح المعزي عليه، وباطلا ايضا تقليده رعاية خرافه، وتكون معمودية كل من اعتمد من يده باطلة، وبالإجمال يكون الكل علي حسب رأيك قد هلكوا، وفي هذا منتهى الجهل.
هذا والسيد المسيح لم يأت إلى العالم إلا ليخلص الخطاة ويقتادهم إلى التوبة، بدليل قوله "إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون"، فأرجع عن هذا الرأي النجس وتب عنه،و لا تكن عدوا لله ولنفسك وللإنسانية، وإذ لم يرجع نوباطس عن رأيه نفاه المجمع وحرمه هو وكل من يقول بقوله.
بركه صلاة هؤلاء القديسين تكون معنا امين...
ولربنا المجد دائمًا أبديًا آمين...