القمص اثناسيوس فهمي جورج
الانجيلي الطبيب لوقا مسوق من الروح القدس  ،  كتب عن الامور المتيقنة ليبدء بشارته  ، فهي وان كانت اعلانا الهيا مباشرا وموحي به من الروح القدس ، الا انه كمؤرخ قدر اعمال السابقين  ،  وبحث عنها بترتيب موثق ومنطقي وواقعي  .

كان قد سبق وسجلها وتتبعها خدام معاينين للكلمة . دونها باسلوب الادب اليوناني الكلاسيكي المنمق   ... سجل التاريخ بصحة الكلمة منذ البشارة بولادة يوحنا المعمدان .

حيث زكريا الكاهن ( الله يذكر ) وهو  يكهن و يقدم البخور في الاقداس ، هناك  ظهر له الملاك غبريال المبشر  عن يمين المذبح وبشره  بان طلبته قد سمعت  ، وان اليصابات ( الله يقسم ) ستلد ابنا وتسميه يوحنا ( الله يتحنن - يهوه حنون ) ، وان ابنه هذا سيكون سبب فرح وابتهاج مسياني ، وسيكون عظيما عند الرب ، وسيكون نذيرا ولايشرب الخمر ولا المسكر  . وسيمتليء من الروح القدس وهو بعد في بطن امه .

وقد سبق وحدد الله له مهمة وبوصلة  حياته بانه سيرد كثيرين الي الرب الههم ، ويهييء للرب شعبا مستعدا ، كارزا لهم بالتوبة وبالملكوت الاتي ...  وبقي الكاهن زكريا  صامتا كعلامة توبيخ بسبب شكه وعدم تصديقه لكلام جبرائيل الجليل المبشر الواقف امام الله الذي كلمه وبشره بهذا . ثم بعد  ايام تحققت البشارة  .

فيوحنا هذا ابن الموعد سبق المسيح الهنا لانه هو السابق والصابغ له وهو الكاهن الشهيد . يوحنا هو الصوت اما المسيح هو الكلمة . يوحنا هو السراج اما المسيح هو النور ، يوحنا هو الخادم اما المسيح هو السيد ، يوحنا هو العبد اما المسيح هو الرب ، يوحنا هو صديق العريس اما المسيح فهو العريس . يوحنا شهد له انه الاقوي والاعظم  الذي   ينبغي له ان  يزيد وانه هو ينقص ، فكان بذلك يوحنا هو اعظم مواليد النساء  ،   الذي صار ملاك يهيئ الطريق قدام الهنا بصوت صارخ معلنا مجده الذي يراه كل بشر   ،

كما هو مكتوب في الانبياء .. صار يوحنا يصرخ قدامه حتي صرخ المخلص وهو علي عود الصليب ليخلص البشرية كلها كي  تستيقظ البشرية اللاهية النائمة .

وكما ذهب يوحنا ليعد للمسيح مكانا وسط العالم  ، هكذا جاء مسيحنا ليعد لنا مكانا في منازل ابيه ... الكاهن ابن الكاهن صار سراجا منيرا ونبي مابين العهدين  ،الذي اتاه سيد الكل ليعتمد ويكمل كل بر ، فلنذهب لنخدم ونرفع صلواتنا وبخورنا وطلباتنا لان ملاك الرب حاضر معنا في ليتورجياتنا عن يمين المذبح ليرفع كل ما لنا ويستجيب ، ولنقبل رسالة خلاصنا ونسجد له بخوف ورعدة حتي نتمم خلاصنا  .