ياسر أيوب
فى 1887، لعب أستون فيلا الإنجليزى وهيبرنيان الأسكتلندى أول مباراة فى التاريخ الكروى تجمع بين ناديين من دولتين مختلفتين.. وفى 1909 كانت كأس ليبتون أول بطولة شاركت فيها أندية تنتمى لأكثر من دولة.. وفى 1951 كانت كوبا ريو أول بطولة شاركت فيها أندية من قارتى أوروبا وأمريكا اللاتينية.. واحتفل كثيرون بكوبا ريو، باعتبارها أول كأس عالم للأندية، أو الحلم الذى تحقق أخيرًا وكان أقدم من حلم كأس العالم للمنتخبات.. لكن رفض الفيفا الاعتراف بكل ذلك مثلما رفض الأوروبيون واللاتينيون فى المقابل الاستسلام، وظلوا يحاولون إقامة بطولات دولية للأندية مثل بطولة فنزويلا 1952 وبطولة باريس 1957.. وفى 1958 تمت دعوة هافيلانج، رئيس الاتحاد البرازيلى، لحضور اجتماعات الاتحاد الأوروبى.
وتم الاتفاق على بدء بطولة جديدة فى 1960 اسمها «إنتركونتننتال» بين بطل أوروبا وبطل أمريكا اللاتينية.. وفاز بها ريال مدريد، واعترض الفيفا على لقب بطل العالم للأندية الذى أطلقته عليه الصحافة.. وأكد الفيفا أنه سيمنع إقامة البطولة الثانية 1961 إن لم يعلن المسؤولون عنه بوضوح أنها مباراة ودية بين بطلى أوروبا وأمريكا اللاتينية.. وفى نفس الوقت لم ينجح الفيفا برئاسة السير ستانلى راوس فى إقامة بطولة رسمية للأندية.. واستمرت بطولة «إنتركونتننتال» ورفض الأوروبيون واللاتينيون طلب اتحاد الكونكاكاف المشاركة.. وطالبت أوروجواى فى 1967 بإشراف الفيفا على بطولة إنتركونتننتال، وأن يضع لها قوانين صارمة وملزمة للجميع.. وكان ذلك عقب مباراة اشتهرت باسم معركة مونتيفيديو بين «سلتيك» بطل أسكتلندا وأوروبا و«ريسينج» بطل الأرجنتين وأمريكا اللاتينية.. وكانت مباراة شهدت الكثير من العنف والفوضى مع حكم ضعيف من باراجواى.. واستدعى الأمر دخول رجال الشرطة للملعب أكثر من مرة لفض اشتباك لاعبى الفريقين.. وتم طرد أربعة لاعبين من سلتيك واثنين من ريسينج.
ورفض بيرتى أولد لاعب سلتيك الخروج من الملعب بعد طرده وأصر على استكمال المباراة حتى نهايتها.. وفاز ريسينج بالمباراة، وأصبح أول ناد أرجنتينى يفوز بلقب الإنتركونتننتال.. وبقى الفيفا يؤكد أنه ليس مسؤولا عن بطولة لا تخضع لإشرافه ولا يقوم هو بتنظيمها.. واقترح الفيفا من جديد قبول مشاركة أندية من أوقيانوسيا وآسيا ليعترف بالإنتركونتننتال كبطولة رسمية.. ولم يقبل ذلك الأوروبيون واللاتينيون، وعادت بطولة إنتركونتننتال تشهد من جديد نفس العنف والشغب، كما جرى فى معركة مونتيفيديو.. فعاد الفيفا من جديد يقترح بطولة عالمية رسمية للأندية.. ومن جديد، رفض الأوروبيون واللاتينيون ذلك.. وبدا العالم وقتها أنه على استعداد لإقامة بطولة كأس عالم للمنتخبات، وبطولة للأندية فى كل قارة.. لكنه عاجز تمامًا عن إقامة كأس عالم للأندية.
نقلا عن المصرى اليوم