محرر الأقباط متحدون
 قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم بأن المسيحيين في هذه الديار هم عنصر اصيل وليسوا عنصرا دخيلا وهم ينتمون لهذه الارض ولهذا الشعب وهم ليسوا اقلية في وطنهم ولا في اي مكان اخر في هذا المشرق حيث ان المسيحية بزغت من ديارنا ومن هنا انطلقت رسالتها الى كل مكان في هذا العالم .

" الله محبة " هذا ما نقوله بلغتنا المسيحية ومن لا يحب هو بعيد عن المسيحية وقيمها ورسالتها .

المسيحية لا تدعونا الى الشتيمة والكراهية والعنصرية وروح الانتقام بل تدعونا الى المحبة التي لا حدود لها واحترام الانسان الذي نعيش معه حتى وان اختلف عنا في معتقده او دينه .

نرفض بشكل عام اي خطاب عنصري اقصائي لا يحترم التعددية الدينية ولا يحترم مشاعر الاخرين ونحن نتمنى من مسيحيي بلادنا ان يكونوا دوما ملحا وخميرة لهذه الارض ومصدر خير وبركة لهذا الشعب مع تأكيدنا على اننا متمسكون بمسيحيتنا ولكننا ايضا متمسكون بهويتنا الوطنية ولا يحق لاحد ان ينزع منا هذا الانتماء فنحن مسيحيون ونحن فلسطينيون وهذا هوتاريخنا وهذا هو انتماءنا .

ونرفض محاولات التشويش ومحاولات النيل من اصالة المسيحيين وانتماءهم وعراقة وجودهم .

نحترم كافة الاديان الاخرى ولا يجوز لنا ان نكره اي انسان بناء على انتماءه الديني، نحن نرفض الشر ونرفض العنصرية والكراهية وخاصة عندما تلبس ثوبا دينيا وندعو كافة اصحاب الديانات التوحيدية الى مزيد من التفاهم والاخوة واللحمة وتأكيد نبذ العنصرية بكافة اشكالها والوانها والمطالبة بوقف الحرب والمناداة بحل عادل للقضية الفلسطينية يضمن الحرية والكرامة لهذا الشعب الذي يحق له ان يعيش بحرية وسلام في وطنه مثل باقي شعوب العالم .

نتمنى من كافة المسيحيين في بلادنا ان يكونوا على قدر كبير من الوعي فأمام هذا الكم الهائل من وسائل التواصل الاجتماعي يجب ان يحصن ابناءنا انفسهم بالحكمة والرصانة والايمان العميق والانتماء النقي للمسيحية النقية القويمة والتي تحثنا على التمسك بالقيم الانسانية النبيلة وان نكون دوما الى جانب كل انسان مظلوم ومتألم في هذا العالم .

نرفع الدعاء الى الله من اجل ان يحفظ الحضور المسيحي في بلادنا بعيدا عن الاعداء المنظورين والغير المنظورين وان يحفظ بلادنا وهي ارض السلام لكي تكون بالفعل ارضا للسلام وتحقيق العدالة واحترام الكرامة الانسانية فلا يمكن للسلام ان يكون مع حرب واحتلال وامتهان لكرامة الفلسطيني وحقه في ان يعيش بحرية في وطنه وفي ارضه المقدسة .

كونوا رسل محبة ورحمة وسلام ولا تقبلوا باولئك الذين يعملون على حرف بوصلتكم فنحن لسنا في جيب احد ولا يوجهنا احد ونحن لسنا تابعين لاي هيئة او حزب سياسي بل نعبر عن مواقفنا استنادا لمبادئنا وايماننا ومسيحيتنا القويمة التي من هنا انطلقت رسالتها الى مشارق الارض ومغاربها .

الى اولئك الذين يحتفلون بانارة اشجارهم وتزيين شوارعهم وحاراتهم اتمنى ان ينير الرب الاله قلوبهم وعقولهم لكي يكتشفوا في الميلاد بأنه لا يمكن ان يكون هنالك عيد بدون صاحب العيد وهو السيد المسيح الذي ولد متواضعا في مدينة بيت لحم بعيدا عن بهرجات ومجد العالم وبميلاده علمنا التواضع .