القمص يوحنا نصيف
أولاً: آحاد شهر كيهك:
1- لابد أن يكون في كيهك أربعة آحاد، ويُقرَأ في إنجيل القدّاس الخاصّ بهم الأصحاح الأوّل من بشارة معلِّمنا لوقا مُقَسَّمًا على أربعة أجزاء..
(الأحد الأول: بشارة الملاك جبرائيل لزكريا بيوحنّا المعمدان - الأحد الثاني: بشارة الملاك جبرائيل للعذراء بالمسيح - الأحد الثالث: زيارة السيّدة العذراء لأليصابات - الأحد الرابع: ميلاد القديس يوحناّ المعمدان).
2- إذا وقع الأحد الرابع من كيهك قبل عيد الميلاد مباشرةً سيكون بالطبع بَرَمون (أي يوم الاستعداد).. وهذا يُصلَّى دائمًا بالطقس السنوي، وتُقرَأ فيه قراءات البرمون [28 كيهك بالقطمارس].. وبالتالي سيتبقّى لكيهك ثلاثة آحاد فقط، وهذا لا يجوز كما شرحنا في النقطة الأولى.. لذلك رتّبت الكنيسة أن يُستَلَف الأحد الخامس من شهر هاتور ليُضَم إلى شهر كيهك، ليكون هو الأحد الأول من شهر كيهك. وتُستكمَّل بعده بقية الآحاد الثلاثة من كيهك ليَكتَمِل كيهك بأربعة آحاد..
ولعلنا نلاحظ أنه عندما يأتي الأحد الأخير من كيهك بَرَمون، يكون دائمًا شهر هاتور به خمسة آحاد، ولذلك نأخذ الأحد الخامس من هاتور تلقائيًا لنقرأ فيه قراءات الأحد الأول من كيهك.. كما سيحدث هذا العام.
ثانيًا: البَرَمون:
1- "بارامون" كلمة يونانية معناها بدِقَّة: "استعداد فوق العادة". ويُطلَق هذا اللقب على اليوم الذي يسبِق عِيدَيّ الميلاد والغطاس.
2- يُصَام يوم البرمون انقطاعيًّا حتى الغروب، ويُصلَّى القُدَّاس فيه بالطقس السنوي المُعتاد، ولكن تُصَلَّى في القُدّاس جميع سواعي الأجبية حتى الساعة الثانية عشرة.. ولا يؤكَل فيه سمكٌ.
3- إذا كان البرمون يوم أحد أو سبت (كما هو حادث هذا العام)، وهي أيام لا يجوز فيها الصوم الانقطاعي أو الميطانيات، لابُد أن نأخُذ يومًا سابقًا لهما نصوم فيه انقطاعيًّا، وسيكون دائمًا هو الجمعة التي تسبقهما.. وهنا يكون البرمون يومين أو ثلاثة.. بمعنى أنّه إذا جاء العيد يوم "أحد" يكون البرمون يومين "سبت" و"جمعة"، وإذا جاء العيد يوم "إثنين" يكون البرمون ثلاثة أيام "أحد" و"سبت" و"جمعة" لا يؤكَل فيهم سمك، ولكن لا يُصام إنقطاعِيًّا إلاّ يوم "الجمعة" فقط.
4- إذا وقع عيد الميلاد أو الغطاس في أي يوم آخر غير يومي "الأحد" أو "الإثنين" يكون البرمون يومًا واحدًا.
ثالثًا: موعِد عيد الميلاد:
1- نحن نحتفل به دائمًا في يوم 29 كيهك.. وكان في القديم 29 كيهك يوافق 25 ديسمبر، ولكن بعد تعديل التقويم الميلادي في القرن السادس عشر صار 29 كيهك يوافق يومًا آخر، وقد صار الآن يوافق 7 يناير.
2- الكنيسة أيضًا تحرص أن تكون المُدّة بين عيدي البشارة (29 برمهات) والميلاد (29 كيهك) 275 يومًا بالتمام، إذ تعتبرها مُدّة الحَمل بالسيد المسيح في أحشاء السيدة العذراء.. ولكن عندما تأتي سنة قبطية كبيسة مَرّة كلّ أربع سنوات يكون الشهر الصغير ستة أيام بدلاً من خمسة.. فإذا احتفلنا بعدها بعيد الميلاد يوم 29 كيهك تكون مُدّة الحَمل بالسيد المسيح قد صارت 276 يومًا بدلاً من 275 يومًا.. لذلك نحتفل بعيد الميلاد الذي يأتي بعد السنة القبطية الكبيسة في يوم 28 كيهك لتظل مُدّة الحَمل 275 يومًا فقط.. ويكون عيد الميلاد في تلك السنة يومين 28، 29 كيهك.. وهذا هو الحادث في العام الحالي.. فالسنة القبطية 1739ش كانت كبيسة وشهرها الصغير به ستة أيام.. لذلك سنحتفل بعيد الميلاد هذه السنة 1740ش يومي 29،28 كيهك.. ويكون البرمون سابقًا لهما..
3- مع أنّنا سنحتفل بالعيد يوم 28 كيهك ألّا أنّنا سنقرأ فيه قراءات 29 كيهك، وتُعاد القراءات أيضًا في اليوم التالي 29 كيهك، ونفطر فيه أيضًا حتّى إذ كان يوم أربعاء أو جُمعة.. أمّا يوم البرمون الذي سيوافق 27 كيهك، فسنقرأ فيه قراءات البرَمون التي هي قراءات يوم 28 كيهك، وإذا كان البرمون عِدّة أيّام فتُكَرّر قراءات 28 كيهك في جميع الأيّام.
4- نلاحظ أن احتفالنا بعيد الميلاد على يومين 28، 29 كيهك بما يوافق 7، 8 يناير يتكرّر كلّ أربع سنوات، ويقع دائمًا في السنة التالية للسنة القبطية الكبيسة..
كلّ عام والجميع بخير وفرح وسلام،،
القمص يوحنا نصيف