ياسر أيوب
استعد لاعبو الترسانة وتليفونات بنى سويف لبدء مباراتهما معًا فى الأسبوع السادس للمجموعة الثانية فى دورى القسم الثانى.. وما إن أطلق حكم المباراة صفارة البداية حتى فوجئ الجميع بانسحاب لاعبى تليفونات بنى سويف وخروجهم من الملعب.. وعلى الرغم من أن الانسحاب ليس حدثًا جديدًا لم تشهده الكرة المصرية من قبل، وسبق أن رفضت فرق لعب مباراة بسبب توقيت إقامتها أو اختيار ملعبها أو بسبب خلاف وأزمة مع اتحاد الكرة أو البحث عن حقوق مالية غائبة.. وفرق أخرى انسحبت أثناء المباراة احتجاجًا على قرارات حكم.
إلا أن ما جرى فى نادى الترسانة منذ أيام كان يجرى لأول مرة ودون أى مقدمات.. وتوالت المفاجآت، حيث تبين أن انسحاب تليفونات بنى سويف كان قرارًا يخص اللاعبين وحدهم ولم يعلم به مسؤولو الشركة أو النادى أو حتى المدير الفنى وأعضاء الجهازين الفنى والإدارى.. ثم تمت إقالة المدير الفنى بعد اكتشاف تورطه ومشاركته فيما جرى. وأكد المدير الفنى بعد إقالته أن اللاعبين قرروا الانسحاب؛ لأنهم لم يتقاضوا أجورهم منذ فترات طويلة، رغم وعود كثيرة لم يتحقق أى منها، ولم يعد معظمهم يملكون أى مال، وأحدهم لم يعد يملك حتى ثمن طعامه.
ثم كانت المفاجأة الأكبر أن شركة تليفونات بنى سويف تعاقدت العام الماضى مع شركة خاصة لرعاية الفريق، وأكد مسئولو الشركة الخاصة عند توقيع عقد الرعاية التزامهم بكل متطلبات الفريق المالية والفنية، وأنهم يملكون خطة واضحة وكاملة للعودة بالفريق للدورى الممتاز.. وبعد ما جرى أمام الترسانة، أكد مسئولو تليفونات بنى سويف أن هذه الشركة هى المسؤولة الأولى عن هذه المهزلة الأخلاقية والرياضية.
وفى النهاية، قرر مسؤولو تليفونات بنى سويف إيقاف كل اللاعبين، وإقالة الجهاز الفنى، وفسخ عقد الرعاية، ومخاطبة اتحاد الكرة للمحافظة على حقوق النادى المالية والأدبية والقانونية.. أما المفاجأة الأكبر من ذلك، فكانت تعامل الكثيرين جدا مع هذه الحكاية على أنها أمر طبيعى ومعتاد فى مؤسسة الكرة المصرية وليست قضية تستحق التوقف والانتباه.. حكاية رآها الكثيرون مجرد خبر تتم إذاعته دون طرح أى أسئلة، مثل: لماذا تم التعاقد مع راعٍ لينفق على فريق تملكه شركة تليفونات وليس من أندية الناس التى طوال الوقت تشكو الفقر والإهمال والنسيان؟.
وإن كانت شركة تليفونات بنى سويف لم تعد تملك مالا يكفى للإنفاق على الفريق، فلماذا الإصرار على استمراره، رغم أن لعب الكرة والمشاركة فى مسابقاتها ليس من الأعمال والمهام الرئيسية لشركة تليفونات؟.. والسؤال الأكبر هو: هل اعتدنا كلنا هذه الفوضى الكروية والإهمال، لدرجة ألا تزعجنا هذه الحكاية أو ألف حكاية أخرى؟!.
نقلا عن المصرى اليوم