محرر الأقباط متحدون
قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم بأن هنالك بعض الاصوات النشاز التي نسمعها وهؤلاء يدعون حرصهم على المسيحية وانتماءهم اليها ولكنهم يبدو انهم مرتبطين بأجندات ومشاريع لا علاقة لها بالمسيحية وقيمها ورسالتها وحضورها في هذه الارض المقدسة .
وبعض هؤلاء يتهمون زورا وبهتانا رؤوساء الكنائس المسيحية في القدس بأنهم الغوا الاحتفال بعيد الميلاد المجيد وهذا كلام غير دقيق وغير صحيح ، فلا يملك احدا صلاحية الغاء عيد الميلاد المجيد سواء كان هذا يوم 25/12 حسب التقويم الغربي او يوم 7 يناير حسب التقويم الشرقي ، ولكن ما تم الغاءه هو بعض المظاهر الاحتفالية وخاصة المهرجانات الصاخبة والاحتفالات والمسيرات وذ لك تعبيرا عن التضامن مع ضحايا الحرب وخاصة مع اهلنا في غزة الذين يتعرضون للقصف وآلة الموت والدمار حيث ان هنالك عددا كبيرا من المدنيين الذين تم استهدافهم وخاصة شريحة الاطفال .
اعتقد بأن الغاء المظاهر الاحتفالية والمهرجانات انما هو امر بديهي فلا يمكننا ان نقيم احتفالات من هذا النوع وهنالك اخوة لنا يقتلون بهذه الطريقة الهمجية ولكن يبقى اهم شيء في العيد هو ان نتذكر صاحب العيد وهو السيد المسيح الذي اتى الى هذا العالم مناديا بقيم المحبة والاخوة والرحمة ، والالتفات الى كل انسان متألم ومعذب ومظلوم.
كنا نلحظ في السنوات الماضية ان احتفالات العيد واشجارها وانوارها وزينتها كانت في بعض الاحيان تغطي على صاحب العيد فأضحى عيد الميلاد عيدا لبابا نويل ولزينات وانوار واحتفالات لا نقلل من اهميتها ولكنها لا يجوز ان تغطي على صاحب العيد الحقيقي والذي بدونه لا يوجد عيد ويفقد العيد مضمونه الايماني والروحي والكنسي.
ندعو ابناءنا في هذا العام الى ان يكرسوا هذا العيد في الصلاة والدعاء من اجل ان يتحقق السلام في ارض السلام والتي فيها مغارة الميلاد والتي منها انطلقت رسالة صاحب العيد الى مشارق الارض ومغاربها ، وبدلا من المبالغة في مصاريف العيد نتمنى توفير بعضا من هذه الاموال من اجل افتقاد عائلات ميسورة وفقيرة ومن له اقرباء او اصدقاء في غزة فلتكن هنالك التفاتة نحو هؤلاء الذين هم بأمس الحاجة الى لقمة خبز والى كلمة تعزية تقويهم في هذه الظروف المأساوية التي يمرون بها.
ان مسيحيي غزة الموجودين في كنيسة القديس بورفيريوس وفي كنيسة العائلة المقدسة يجب ان نصلي من اجلهم بشكل خاص في هذه الايام وكذلك من اجل اهلنا في غزة كلها فصلاتنا هي من اجل كل انسان ونحن لا نميز بين انسان وانسان فالانسان بالنسبة الينا هو مخلوق على صورة الله ومثاله ايا كان دينه وايا كانت خلفيته العرقية او الثقافية .
انحيازنا هو للانسان ولذلك نحن نطالب بوقف الحرب والعدوان على غزة لان اولئك الذين يستهدفون هناك هم بشر خلقهم الله كما خلق كل انسان في هذا العالم وهم يستحقون الحياة ولا يستحقون سياسة العقاب الجماعي والتنكيل والتدمير والقتل دون اي وازع انساني او اخلاقي.
رسالتنا اليوم كمسيحيين في هذه الديار هي لكل المسيحيين في هذا العالم وخاصة في هذا المشرق العربي بضرورة ان ترفع الصلوات والادعية من اجل اهلنا في غزة ومن اجل ان تتوقف هذه الحرب التي يدفع فاتورتها مدنيون ابرياء .
لا يمكننا ان نكون مسيحيين حقيقيين وان نتجاهل المأساة الحاصلة والقائمة امامنا في هذه الارض المقدسة .
ان تكون مسيحيا مؤمنا هذا يعني انك يجب ان تكون انسانا متحليا بالقيم والاخلاق والمبادىء المسيحية السامية وان تكون فرحا مع الفرحين ومتألما وحزينا مع المتألمين والحزانى.
ان الاصوات النشاز التي نسمعها بين الفينة والاخرى لا تمثل الكنيسة وقيمها ومبادئها ونحن نصلي من اجل هؤلاء ومن اجل هدايتهم لكي يعودوا الى الايمان القويم بدلا من ان يكونوا في المكان الخطأ وان يكونوا سبب عثرة للاخرين .
نرفض استعمال وسائل التواصل الاجتماعي واستغلالها من اجل التحريض على الكراهية والعنصرية ايا كان شكلها وايا كان لونها ، فنحن نرفض مظاهر العنصرية لانها تبعد الانسان عن اخيه الانسان في زمن نحتاج فيه الى المحبة والاخوة الانسانية بعيدا عن البغضاء والكراهية .
ان تكون مبشرا بالمسيحية الحقيقية هذا امر حسن أما ان تتاجر بالمسيحية لاغراض سياسية واغراض مشبوهة فهذا امر مرفوض وندعو ابناءنا الى مزيد من الوعي والحكمة والرصانة امام هذه التيارات وامام هذا الخطاب المشبوه الذي يروج له عبر وسائل السوشيل ميديا بهدف التضليل وحرف البوصلة وجعل المسيحيين الفلسطينيين يعيشون وكأنهم في ازمة هوية في حين انهم لا يعانون من ازمة هوية فهم مسيحيون يفتخرون بانتماءهم للمسيحية وللكنيسة الاولى التي انطلقت رسالتها من هذه الارض المقدسة كما انهم يفتخرون بانتماءهم لفلسطين الارض المقدسة وشعبها الذي يتوق للحرية والعدالة .