توصل باحثون بريطانيون إلى تطوير تقنية جديدة لتوصيل اللقاحات إلى الجسم من دون الحاجة إلى إبر. وأوضحوا، في دراسة جديدة، أنّ هذه التقنية تعتمد على إمكان توصيل اللقاحات عبر الجلد باستخدام الموجات فوق الصوتية، من دون استخدام إبر تُلحق الضرر بالجلد وتُسبب الألم؛ وعُرضت نتائج الدراسة، الاثنين، ضمن مؤتمر علمي دولي في أستراليا.
ويعاني ما يُقدَّر بنحو ربع البالغين وثلثي الأطفال مخاوفَ قوية من الإبر، وفق المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها. ومع ذلك؛ تعتمد سياسات الصحة العامة على ضرورة تلقّي اللقاحات، التي يتم إعطاء معظمها عبر الحقن.
وتعتمد طريقة توصيل اللقاح من دون إبر بالموجات فوق الصوتية، وفق الباحثين، على استخدام نبضات هذه الموجات عالية الكثافة لإنشاء فقاعات صغيرة تُشكل مساراً للقاح على الجلد. ثم تُوصَل جزيئات اللقاح عبر الفقاعات، التي تسمح له بالانتشار في الأنسجة المحيطة.
وتقول الباحثة الرئيسية في الدراسة، في هذا السياق، من معهد الهندسة الطبية الحيوية بجامعة أكسفورد، الدكتورة دارسي دن لوليس: "تعتمد طريقتنا على تأثير يُسمّى التجويف، وهو تشكيل الفقاعات وانفجارها استجابة لموجة صوتية"، مضيفة: "نهدف إلى تسخير الطاقة الميكانيكية الناتجة عن انهيارات الفقاعات هذه بـ3 طرق رئيسية: أولاً، لتنظيف الممرات عبر الطبقة الخارجية لخلايا الجلد الميتة والسماح لجزيئات اللقاح بالمرور. وثانياً، لتكون مضخّة تدفع جزيئات الدواء إلى هذه الممرات. وأخيراً، لفتح الأغشية المحيطة بالخلايا نفسها، فبعض أنواع اللقاحات يجب أن تتوغّل داخل الخلية لتعمل".
ويعتقد الباحثون خلال الدراسة أنّ هذا قد يكون بسبب الجلد الغنيّ بالخلايا المناعية الذي يستجيب للموجات فوق الصوتية، على عكس العضلات التي تتلقّى الحقنة.
وتشير لوليس إلى أنّ النتيجة التي توصّل إليها الفريق هي لقاح أكثر كفاءة يمكن أن يساعد في خفض التكاليف وزيادة الفاعلية، مع خطر ضئيل من الآثار الجانبية.