حمدى رزق
لسبب حرب غزة تأخرت هذه السطور، من حسنات الهدنة، فسحة للنظر في الشؤون الوطنية.
تلفتنى وتغبطنى لافتات في الطرقات عليها صورة واسم المرشح الرئاسى الصديق «فريد زهران»، مرشح الحزب «المصرى الديمقراطى الاجتماعى».
ولمن لا يعرفه، هو «محمد فريد سعد زهران»، مولود في القاهرة ١٩٥٧، سياسى ومفكر اشتراكى ديمقراطى.
من أبرز قادة الحركة الطلابية في السبعينيات، ومن قيادات الحركات الاحتجاجية والمعارضة الداعية للديمقراطية والعدل الاجتماعى في مصر من بواكير الصبا.. حتى الآن.
يشغل منصب رئيس الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، حزب سياسى مصرى تأسس في ٢٠١١، يتبنى الحزب أيديولوجيا ليبرالية اجتماعية، تترجم العمل على إعادة توزيع الثروة لصالح العمل والعاملين في ظل اقتصاد السوق، تم قبول الحزب عضوًا في الاشتراكية الدولية في أغسطس عام ٢٠١٢.
ترشّح الأستاذ فريد زهران رئاسيًا فأغبطته على خطوته الجريئة، وصموده في وجه العكوسات المعارضة التي ضغطت رفضًا لترشيح فأكبرته، وطرح برنامجه الانتخابى المحترم من بنات أفكار حزبه، فاستحسنت طرحه الاقتصادى، فهنيئًا له حسن صنيعه بالترشح رئاسيًا.
صمود الكبير «فريد زهران» في المعركة الانتخابية الرئاسية حتى ساعته، رغم الأصوات العقورة التي تنبح عليه (من داخل معسكره المعارض)، صمود لافت وإصرار على المضى قدمًا في السباق، وكأنه يؤدى واجبًا وطنيًا بامتياز.
الترشح رئاسيًا ليس بالمهمة السهلة، ولا هي نزهة خلوية، قرار سياسى جرىء محترم يُحترم، ومستوجب احترام قرار زهران، وإعانته عليه، وليس تكسير مجاديفه، وتقبيح صنيعه.
نفر من المعارضين إذا لم يترشحوا (هم وذووهم) يلومون غيرهم من المترشحين، نظرية الثعلب وكرم العنب، العنب المُر إذا لم تطل عناقيده قبحت طعمه.
فلسفة فيها لأخفيها، ونحن أولى بالترشح، ونحن الآباء المرشحون، والترشح من عباءة بعينها، وتحت جناح احتكر الترشيح لنفسه ولذويه بضاعة، تترجم مصادرة على المطلوب سياسيًا، وتأميم الانتخابات، ومصادرة الحق في الترشح لصالح جناح في تيار لا يعنيه حيوية المعركة الانتخابية قدر ما سيجنيه من مكاسب.. قل سياسية.
زهران خرج على الخط المرسوم من جماعات الضغط السياسية، التي لا تترشح بقدر ما تناور، ولا تتقدم خطوة لدعم المسار الديمقراطى بل تعاكس، على قلبها قاعدون لطالون.
الدنيا بتتغير، والوجوه القديمة المحروقة يجب أن تتنحى عن المشهد، الطريق واسعة لمن يرغب ترشيحًا طالما توافرت الإرادة واستيفاء مسوغات الترشح.
لم يجتمعوا على مرشح، فابتدروا زهران القطيعة، اذهب أنت وترشح نحن هاهنا قاعدون، ففعلها زهران ونحن له من الشاكرين، والشكر موصول للمقدرين وطنيًا، الدكتور «عبدالسند يمامة»، رئيس حزب «الوفد»، و«حازم عمر»، رئيس حزب «الشعب الجمهورى»، ترشحهم يلون الانتخابات بالتنافسية المطلوبة أمام المرشح الرئيس.
يلونها بلون حزبى، وهذا هو المراد وطنيًا، ينفخ الروح في الحياة الحزبية، يرفدها بمدد شعبى ضرورى، إحياء الحياة الحزبية ضرورة وطنية، وقيامة الأحزاب تصلب طولها، وترصّ صفوفها، ذخرًا لقادم الأيام، لو لم ينتج من وراء ترشح الأفاضل الثلاثة سوى عودة الروح للأحزاب.. كافٍ جدًا.
نقلا عن المصرى اليوم