ياسر أيوب
في ديسمبر 2009.. هبطت الطائرة القادمة من نيروبى في مطار العاصمة أسمرة وعلى متنها منتخب إريتريا لكرة القدم الذي كان يشارك في دورة دولية استضافتها كينيا.. وفوجئ مسؤولو الاتحاد الكروى الإريترى بعد هبوط الطائرة بأن المدرب وإدارى المنتخب هما فقط اللذان عادا من كينيا، بينما هرب كل اللاعبين.. وكانت هذه هي المرة الثالثة التي لا يعود فيها لاعبو إريتريا لبلادهم بعد المشاركة في دورات كروية أو مباريات دولية.
ولم تكن أيضا المرة الأخيرة التي يهرب فيها لاعبو إريتريا، بل تلتها أربع حكايات لم يعد فيها لاعبو إريتريا بعد مباراة خارج البلاد.. وفى الحكاية الرابعة والأخيرة لم تعد خمس لاعبات تحت 20 سنة من أوغندا.. وكان ذلك هو الدافع الأول لحكومة إريتريا لمنع منتخب الكرة من خوض أي مباريات طيلة الأربع سنوات الماضية لتخرج إريتريا من تصنيف الفيفا لمنتخبات العالم باعتبارها دولة لا تفوز أو تخسر ولا تلعب الكرة أصلا.
وكانت آخر مباراة للمنتخب الإريترى هي التي أقيمت في 10 سبتمبر 2019 أمام ناميبيا في الدور الأول لتصفيات إفريقيا لمونديال 2022.. ورغم الانسحاب من تصفيات أمم إفريقيا تخيل كثيرون أن حكومة إريتريا ستتراجع وتسمح لمنتخبها بالمشاركة في تصفيات مونديال 2026.. وضم الفيفا إريتريا لقائمة البلدان المشاركة في تصفيات المونديال المقبلة.
وفى المجموعة الإفريقية الخامسة كان من المفترض أن تلعب إريتريا أولى مبارياتها أمام المغرب في 16 نوفمبر الحالى، لكنها فاجأت الجميع مرة أخرى بانسحابها خوفا ألا يعود اللاعبون من المغرب.. وتحول هذا الانسحاب إلى خبر نشرته مختلف الصحف والمواقع الرياضية طيلة الأيام الماضية لكنه لم يتحول إلى حكاية يمكن بها فهم ما يجرى في إريتريا التي أصبحت دولة كروية استثنائية يهرب لاعبوها لكرة القدم منها طول الوقت وحتى لاعباتها أيضا.
ولا يرحل لاعبو كرة القدم فقط.. فقد غادر في السنوات الماضية أكثر من نصف مليون رجل وامرأة بلدا لا يزيد عدد أهله عن الأربعة ملايين.. وإذا كان نجوم كرة القدم في أي بلد في العالم يملكون الشهرة والمال فإنهم في إريتريا من الذين ليسوا فوق مستوى الشبهات باعتبارهم ينوون الهرب من البلاد أو حاولوا وفشلوا.
وتملك إريتريا لاعبين موهوبين وقبل استقلالها وانفصالها عن إثيوبيا 1993 كان المنتخب الإثيوبى الفائز ببطولة أمم إفريقيا 1962 يضم عددا من لاعبى إريتريا.. وعلى الرغم من أن إريتريا تعرف وتلعب كرة القدم منذ 1936 إلا أن منتخبها الذي يحمل لقب أولاد البحر الأحمر لم يتأهل أبدا لنهائيات المونديال أو حتى أمم إفريقيا ولم يفز بأى بطولة إقليمية في شرق إفريقيا.
نقلا عن المصرى اليوم