د. ممدوح حليم
كم هي مؤثرة وعميقة تلك الكلمات التي جاءت في الكتاب المقدس ، والتي تقول: "وأعطيكم قلبا جديدا، وأجعل روحا جديدة في داخلكم، وأنزع قلب الحجر من لحمكم وأعطيكم قلب لحم". (حزقيال ٣٦: ٢٦)
إن كثيرا من الناس فقدوا معنوياً قلبهم العضلي اللحمي، وصار لديهم قلب كقطعة من الحجر !!
إن أحدا لم يفعل فيهم ذلك، لكنهم إراديا من منطلق أفكارهم الشريرة ومشاعرهم الشيطانية ، جعلوا لأنفسهم قلبا حجراً. انظر الى مؤيدي حركة حماس الإرهابية والذين يتغاضون عن فعلها الشنيع حين قامت يوم ٧ أكتوبر الماضي بالهجوم على مساكن إسرائيليين ، فقتلت من قتلت وأسرت من أسرت ، من أطفال ونساء وكبار السن، دون استنكار لهذا العمل الخسيس. إنهم مثل أتباع حماس ذوو قلوب من حجر.
انظر لمن يؤيدون ما تفعله آلة الحرب الإسرائيلية في غزة دون تمييز بين مواطنين أبرياء من أطفال ونساء ومسنين، وبين إرهابيي حماس. إنهم أيضا ذوو قلوب حجر.
انظر إلى السياسيين الأمريكيين الذين أوعزوا إلى قادة أوكرانيين أن يطلبوا الانضمام لحلف الناتو من أجل زيادة مبيعات السلاح وإنهاك روسيا ، وقد قبل الاوكرانيون من أجل حفنة مال وهم يعلمون أن روسيا لن تسكت لهم، لتقوم حرب تحول أوكرانيا إلى خرابة، هذا بالإضافة إلى آلاف القتلى والجرحى. إنهم ذوو قلوب حجر.
ولا تخلو مصر من أمثال هؤلاء وأولئك، ولعل تجار العملة الذين يؤدون إلى رفع الأسعار بما في ذلك الطعام والدواء ، وكذلك مسئولون وقائمون عن التعليم الذين جعلوا التعليم يتجه نحو مراكز التدريس الخاصة لتتقلص ميزانية البيوت المخصصة للطعام والملبس . إنهم جميعا ذوو قلوب حجر وقد ماتت ضمائرهم.
إن القلوب الحجرية لا تنتج سوى الشر والخراب والدمار والموت والفقر وغيرها من الشرور الإنسانية ، وعلى أصحابها أن يسعوا لاسترداد قلبهم اللحم ومعه إنسانيتهم وآدميتهم، لأنهم سيكونوا أول الخاسرين، فما يزرعه الإنسان إياه يحصد ( غلاطية ٦ : ٧ ).