محرر الأقباط متحدون
كانت الخيور الفنية والثقافية، والتي هي تعبير عن حياة الكنيسة، محور رسالة وجهها البابا فرنسيس لمناسبة مرور ١٠٠ سنة على تأسيس اللجنة الدائمة لحماية الصروح التاريخية والفنية لدى الكرسي الرسولي.

لمناسبة الاحتفال بالذكرى المئوية الأولى لتأسيس اللجنة الدائمة لحماية الصروح التاريخية والفنية لدى الكرسي الرسولي وجه قداسة البابا فرنسيس الأربعاء ٢٢ نوفمبر رسالة إلى رئيس اللجنة البروفيسور فرنشيسكو بورانيللي نقلت في البداية التحية إلى الرئيس ومعاونيه وجميع المشاركين في احتفالٍ تم تنظيمه في هذه الذكرى. ثم عاد الأب الأقدس إلى إعلان لجنة الكرادلة المسؤولة عن خيور الكرسي الرسولي في يونيو ١٩٢٣ عن تأسيس اللجنة الدائمة لحماية الصروح التاريخية والفنية بتوجيه من البابا بيوس العاشر. وتوقف البابا فرنسيس عند ما أصدر البابوات منذ القرن الخامس عشر من مراسيم وذلك بشكل خاص لإيقاف انتقال الخيور الأثرية التي يتم العثور عليها من خلال أعمال التنقيب والحفريات في روما إلى العواصم الأوروبية لإثراء المجموعات الفنية الخاصة للملوك والنبلاء. وتابع قداسة البابا مشيرا إلى ما تم إصداره، وخاصة ما بين القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، من قواعد وقوانين كرد فعل على بيع أعداد كبيرة من الأعمال الفنية وسلبها، وقد أسفر هذا عن تحديد مبادئ قانونية تم تبنيها من قِبل النظم القانونية الحديثة أيضا. وأراد الأب الأقدس الإشارة إلى مرسوم حول القيمة العامة للخيور الثقافية، وهو مبدأ يعود إلى التشريع الروماني يقضي بضرورة انطلاق لا الملكية العامة فقط بل والخاصة أيضا من احتياجات الخير العام. وينبثق عن هذا المبدأ، حسبما واصل البابا فرنسيس، حق الدولة في تنظيم ومنع توجه الخيور إلى الخارج وانتقال ملكيتها، هذا إلى جانب حق الدولة وواجبها في توفير حماية قانونية للخيور الثقافية وحمايتها وذلك من خلال إجراءات في مقدمتها الأرشفة.

وعن الوضع في الكرسي الرسولي ذكر البابا فرنسيس في رسالته أن هناك قانون في الفاتيكان يعود على سنة ٢٠٠١ لحماية الخيور الثقافية التي يملكها الكرسي الرسولي، وتحدث قداسته عن ضرورة تحديث هذا القانون ليتماشى بشكل فعال مع تغير الظروف التاريخية والاجتماعية. كما وأشار أيضا إلى أهمية تطوير القوانين الداخلية من جهة وقوانين المنظمات الدولية من جهة أخرى.

ومن النقاط الأخرى التي تضمنتها رسالة البابا فرنسيس الإشارة إلى أن تثمين الخيور الثقافية، وبدون الانتقاص من أهمية ما تحمل من جاذبية سياحية، يجد جذوره وحسبما ذكر البابا بولس السادس في كون هذه الأعمال تعبيرا ملموسا عن حياة الكنيسة فيما يتعلق بالليتورجيا وإعلان الإيمان والأفعال الروحية المختلفة وممارسة أعمال المحبة. هذا وعاد الأب الأقدس أيضا إلى كلمات سلفه البابا بندكتس السادس عشر في إطار الحديث عن متاحف الفاتيكان، حين أكد أن الكنيسة تدعم وتعزز منذ البداية عالم الفن انطلاقا من اعتبار لغة الفن إحدى الطرق المتميزة للترقي الإنساني والروحي. وأضاف البابا بندكتس السادس عشر أنه يمكن القول إن متاحف الفاتيكان يمكنها أن تشكل فرصة كبيرة للكرازة من خلال ما تَعرض من أعمال فنية تُقدِّم للزوار شهادة واضحة للتشابك المتواصل بين ما هو إلهي وبشري في حياة الشعوب وتاريخها. وتابع البابا فرنسيس أن هذه الكلمات بعيدة النظر تنطبق على كل الخيور الثقافية لحاضرة الفاتيكان والكرسي الرسولي.

وفي ختام الرسالة الموجهة إلى البروفيسور فرنشيسكو بورانيللي رئيس اللجنة الدائمة لحماية الصروح التاريخية والفنية لدى الكرسي الرسولي، لمناسبة الاحتفال بمرور مئة سنة على تأسيسها، جدد البابا فرنسيس الشكر لجميع مَن عملوا بكفاءة وتفانٍ في مهمة اللجنة. ثم أكد قداسته تمنياته أن تواصل اللجنة بمسؤولية واحترافية إبراز جمال الفن الذي هو انعكاس للشركة المتناغمة بين الإنسان والله. ثم بارك البابا الجميع سائلا إياهم الصلاة من أجله.