Oliver كتبها
المسيح الذى ظهر على الصليب كضعيف هو فى ذات اللحظة الوحيد الذى قهر الموت.فى ضعفه غلب الهاوية.أسقط الشيطان الذى أسقط الجميع .كان بضعف الجسد و قوة المحبة معاً.منذ تلك اللحظة صنع هذا المزيج من الضعف و القوة فى أيقونة واحدة هى شخصه الفريد.لذلك لا توجد هذه الثنائية الروحية العجيبة إلا فى إنسان يعيش المسيح فتموت ذاته مقابل إحياء مجد الله فيه. على نفس هذا المثال من الضعف و القوة نال الشهداء ثباتهم.إحتفظ الودعاء بوداعتهم .سار المجاهدون فى طريق الروح دون كلل.تعب الكارزون و لم يخوروا فى الطريق.إجتاز المؤمنون ضيقات بلا حصر.عرف الصابرون أن تعبهم ليس باطلاً.أن تكون ضعيفاً و قوياً معاً هذا هو نتاج النعمة .
 
الناضجون وحدهم هم الذين يختبرون هذه الثنائيات التى تكلم عنها الوحى كثيرا في رسائل البولس.ثنائيات تجمع بين الفرح و الحزن.بين الفقر و الغنى .بين الضيقات و الفرح.بين الموت و الحياة 2كو6: 7-9. لأن القوة الإلهية تحل فى الضعف البشرى و الكنز الثمين يوجد فى الأواني الخزفية لذلك يوجد مكان في الروحيات لهذه الثنائيات المتقابلة 2 كو 4 : 7-12 .لا تفسير لفظى لهذه الحالة لكن من يختبرها فقط هو الذى يعرف أعماقها و حلاوتها و مرارتها أيضاً.
هذا المنهج الروحى بدأه السيد المسيح بالتعليم ثم قدمه بسلوكه كمثال لنتبع خطواته, فهو الذى قال على الجبل طوبي للحزانى لأنهم يتعزون.الجياع و العطاش يشبعون.الودعاء يرثون. سيرثون الأرض كما السماء.هذه المقابلات التى تبدو متناقضة لا تحمل خسائر لأولاد الله بل مكاسب و ثمار روحية أراد الله أن نحصدها بجهاد كثير.
 
أما الذين يظنون فى أولاد الله أنهم غنيمة لأن فيهم الضعف فهؤلاء سوف تصدهم قوة الله عن ظلمهم.المفترون  فى إضهادهم للكنيسة و للأفراد  ينذهلون للرعاية الإلهية  التى تحيط بنا.المستغلين صبر أولاد الله يتفاجئون  بالله الذى لا يصمت.الذين يستمرئون التجاوزات نظير إحتمال الإنسان الروحى سيندمون حين يظهر الرب غضبه عليهم .فلا يحسب من يستغل هذه الفضيلة التى فى أولاد الله أنه سيذهب سالماً من العقوبة.
 
إن كل ولادة جديدة هى مقابلة بين الموت و الحياة.
 
جميل قول القديس ذهبي الفم يوحنا : لا أعرف شيئا أضعف من نفسى  و لا شيئاً أقوى من نعمة المسيح.