الأقباط متحدون - بين حانا ومانا
أخر تحديث ٠٦:٤٧ | الجمعة ٢٣ نوفمبر ٢٠١٢ | ١٤ هاتور ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩٥٣ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

بين حانا ومانا


                                         نسمات لاذعة يكتبها : زهير دعيم
                                             (خاصّ بكلام الأوّل )
حطّت الحرب أوزارها !!
سكتت الصواريخ وهدأ أزيز  الطائرات الحربيّة !
وتنفّس الناس الصُّعداء !..وعادت الحالة الطبيعيّة الى طبيعتها او كادت...والكلّ يقول : انه الرّابح...انّه الفائز .
  الرّابح ؟!!!
وأين الربح في عمارات شاهقة صارت ركامًا بعد ان دكّتها الصواريخ دكًّا؟
اين الربح في أناس هدّهم الخوف وأرعبهم التوجّس والترقّب واللون الأحمر ؟
 أين الرّبح في نفوس جرّحها اليأس وفي أجسادٍ مزّقها السّلاح ؟!
أين الربح وإسرائيل وحدها بذّرت في هذه الجولة  أكثر من 6 مليار شاقل؟
أين الرّبح ومساعدات حمد وموزة وقطر طاروا في مهبّ الريح؟!
 حطّت الحرب أوزارها !!!..ومن يدري فقد تشتعل غدًا او بعد غدٍ ، فالمتفائلون يقولون بعد نصف سنة او سنة على أكثر تقدير .
إذن هناك جولة أخرى بل جولات..
 ماذا جنينا من هذه المأساة غير الدّمار والقتل والخوف والقطيعة  والعداء والاقتصاد المنهار.ألم يكن من الأجدى لو توصّلنا لنفس الاتفاق ! بدون هدر النفوس والفلوس .
ومن سيدفع هذه المليارات ؟ أليس هو المواطن البسيط من قوت عياله؟  والأيام القادمة ستكشف حتمًا المستور.
  حان الوقت لعلاج جذري أو حتى لقلع الضرس مع الوجع ، فحبوب التسكين ما عادت تنفع والتخدير الموضعي أضحى مقيتًا ولا تأثير له.
  حان الوقت أن نرفع أعيننا إلى الجبال فمن هناك يأتي العون. وحان الوقت أن نرفع عقيرتنا بالصراخ :
اجلسوا من فضلكم حول طاولة المفاوضات وانهوا الاحتلال المقيت ، وأعطوا لكلّ ذي حقٍّ حقّه ، فالأرض واسعة وتتسع لكلا الشعبين ليعشا بسلام وجيرة حسنة.
 شبعنا حروبًا.
شبعنا صلفًا وتكبّرًا .
شبعنا وعودًا.
ولا بدّ من حلّ دائم وانسانيّ..لا بدّ من وضع النقاط على الحروف ، فلا يمكن ان تعيش هذه المنطقة على حدّ السّيف كلّ الوقت  ، ولا يمكن ان نستيقظ كل يوم على صوت صفّارات الإنذار.
لقد تعبنا ..خاصة فلسطينيو هذه الدولة فنحن علقنا بين حانا ومانا.
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع