- أحداث غزة أثرت علينا كثيرًا خلال التصوير و«كنا حزانى وتايهين»
- المخرج محمود عبدالتواب ساعدنى فى إخراج أفضل ما لدىّ
- التعاون مع الشباب كان أفضل ما فى العمل لأن جميعهم لديهم مواهب جبارة ومستقبل مبهر
حققت الفنانة نجلاء بدر نجاحًا كبيرًا خلال أدائها شخصية «نرمين» فى مسلسل «صوت وصورة»، الذى يعرض حاليًا على قناة «DMC»، وذلك بأدائها المحترف والراقى الذى نال إعجاب كل مَن شاهد العمل.
وأشاد المشاهدون بقدرة نجلاء بدر على تطوير نفسها، وعدم تكرار أدوارها، بعدما قدمت فى المسلسل دور أم لشابين فى الجامعة، وبرعت فى التعبير عن انفعالاتها بشكل متقن، لتعكس الكثير من صفات الأم المصرية التى تشقى من أجل تحقيق استقرار الأسرة بأى ثمن ومهما كانت العواقب. وفى حوارها مع «الدستور»، تكشف نجلاء بدر كيف استعدت للشخصية، إلى جانب انطباعها حول ردود الأفعال التى تلقتها على دورها، وطبيعة التعاون مع أبطال العمل، وغيرها من التفاصيل الأخرى.
كيف كانت ردود أفعال الجمهور مع اقتراب نهاية عرض مسلسل «صوت وصورة»؟
- ردود الأفعال كانت مبهرة، وبها الكثير من الانطباعات المريحة بالنسبة لى، خاصة أننى حاولت تقديم الدور بطريقة جديدة، وأعتقد أنها وصلت إلى قلوب الجمهور، الذى يثنى على أداء الشخصية طوال الوقت، وأشاهد ذلك فى تعليقاته على مواقع التواصل الاجتماعى أو فى الشارع، وحتى بين أصدقائى. والحمد لله أشعر بحالة سعادة كبيرة، وأعِد الجمهور بأن الأداء سيكون أقوى خاصة فى الحلقات المقبلة، وعمومًا الجمهور ذواق ويشعر بكل شىء جميل.
الدور كان تحديًا كبيرًا.. كيف تعاملت مع هذا الأمر؟
- أنا لا أعتبر الأدوار الجديدة فى مسيرتى تحديًا، لكننى أعتبرها دخولًا إلى عالم أو تجربة جديدة فى حياتى. دائمًا أرى أن الدور «هو العالم اللى هعيش فيه» خلال الفترة التى سأصوره فيها، وهذا الإحساس مبنى على تفاصيل عديدة أجمعها منذ بداية قراءتى السيناريو.
أسأل نفسى عدة أسئلة بعد قراءة السيناريو: «هل أنا عايزة أدخل العالم ده اللى هعيش فيه لفترة؟.. هل هعرف أتعايش معاه ومع شخصياته؟.. هل هتوحد مع الشخصية دى ولا لأ؟».
لذا الدور الجديد بالنسبة لى لا أعتبره تحديًا، بقدر ما أراه من منظورى الخاص عالمًا أعمل على الاندماج فيه، وإذا شعرت بقدر كبير من الأمان والتعايش فى أحداثه أوافق على الفور على دخوله.
ما المعايير التى تختارين على أساسها أدوارك الجديدة؟
- هناك الكثير من المعايير التى أضعها أمامى عند اختيارى أى دور جديد لتقديمه، أو عالمى الجديد، مثلما أحب أن أسميه، على سبيل المثال لا بد أن يكون المخرج مميزًا، وأعتقد أن محمود عبدالتواب شخص فيه كل المفردات التى تجعل العمل ككل يجد النجاح والقبول لدى الجمهور، فهو مخرج محترف، ولديه وجهة نظر وقدرة إبداعية كبيرة، واستمتعت بالعمل معه خلال المسلسل.
ومن العوامل المهمة بالنسبة لى وجود شركة إنتاج مميزة، توفر للممثل كل ما يطلبه من أدوات تظهره فى أفضل شكل أمام الكاميرا، وهذا كان أمرًا ممتعًا خلال التصوير، فكل طلبات الممثلين كانت قيد التنفيذ للخروج بأفضل شكل ممكن، وأعتقد أن هذا وضح من تعليقات الجمهور.
والعامل المهم أيضًا هو فكرة «مين هيمثل معاك فى المسلسل؟»، وهذا كان جيدًا للغاية فى المسلسل، بوجود عدد وافر من الممثلين المتنوعين أمام الشاشة ما بين الدراما والكوميديا، فكل من اشترك فى العمل كان ممثلًا عملاقًا وله شخصيته الخاصة، وهو ما ساعد بنسبة كبيرة فى خروج أفضل ما لدىّ ولدى زملائى أيضًا.
كانت هناك راحة نفسية كبيرة واستمتاع أمام وخلف الكاميرا، لذا فقد توافرت جميع الشروط التى تجعل العمل ناجحًا، وتجعل من عالمى التمثيلى الجديد واقعًا جيدًا يضيف لى الكثير على كل الأصعدة.
البعض قد يهرب من شخصية أم لشباب فى الجامعة.. كيف ترين ذلك؟
- ليس من طبعى الهروب من تقديم أى شخصية، حتى إذا كان البعض لا يفضل تجسيدها حتى لا يظهر فى سن كبيرة خلال العمل، أنا لا أهرب أمام الشخصيات التى تضيف لى فنيًا، بل على العكس تمامًا أحبها جدًا، لأننى دائمًا ما أرى أن قضايا الأم كثيرة، ولا يجوز أن نستبعدها، لأن هذه الأم موجودة فى حياتنا كلنا.
الأم دى ممكن يبقى عندها ٢٢ سنة، وممكن يبقى عندها ٥٠ سنة، وممكن يبقى عندها ٣٠ سنة، وممكن يبقى عندها ٦٠ سنة، مساحة الأم كبيرة، وعلى نفس المنوال أمارس الأمومة التى من الممكن ألا تكون موجودة فى حياتى إلا من خلال الأعمال الدرامية، و«ده شىء يسعدنى شخصيًا، ويسبب لى راحة البال بطريقة ممتعة».
الكل أشاد بانفعالاتك فى المسلسل.. كيف رأيت هذا التفاعل؟
- سعدت جدًا وتفاجأت بهذه الحفاوة، كنت أتخيل أن المسلسل من الممكن أن يمر مرور الكرام بحكم الأحداث المؤلمة التى تحدث فى فلسطين، «كنا جميعًا تايهين وحزانى طوال الوقت وبنسعى لدعم إخواتنا هناك»، وهذا أثر علينا بشكل كبير خلال التصوير، ومع هذا النجاح قلت لنفسى لعل هذه نفحة من الله سبحانه وتعالى لى ولزملائى، فقد أكرمنا جميعًا بالعمل، وبهذا الكم الكبير من النجاح الجماهيرى.
المسلسل نموذج للبطولة الجماعية.. كيف وجدت التعامل مع شباب العمل؟
- المسلسل بالفعل يعطى مثالًا حيًا لفكرة البطولة الجماعية مع الشباب، وسعدت جدًا بالتعامل معهم وبهذا الشكل من التجارب، وسر سعادتى أن كل الشباب الذين اشتركوا فى العمل لديهم موهبة كبيرة وظاهرة للغاية لأى متفرج أو ناقد فنى، ولديهم مستقبل مبهر خلال خطواتهم المقبلة، ويملكون طاقة تمثيلية رهيبة، والجميع فى «اللوكيشن» كان يحب بعضه، وهذا أمر يُنجح أى عمل.
فكرة التعاون بحب أمر لا يحدث إلا فى الأعمال المحترمة. على مستوى الإخراج كانت لدى «عبدالتواب» طاقة جميلة جدًا، وشركة الإنتاج وفرت كل الإمكانات، وكانت سلسة جدًا فى التعامل وأجواء التصوير و«اللوكيشن»، لذا فإن هذه التجربة من أرقى التجارب التى مررت بها على المستويين الفنى والإنسانى، وأنا سعيدة جدًا بالاشتراك فيها.
كيف رأيتِ التعاون مع حنان مطاوع؟
- حنان مطاوع حبيبة قلبى، وتجمعنا علاقة صداقة مبنية على الحب المتبادل منذ زمن بعيد، وصداقتنا طويلة للغاية، «يمكن كتير من الناس ما تعرفش إننا كنا فى السابق بناخد كورس إعداد ممثل مع بعض»، ووالدتى كانت صديقة لوالدتها، ووالدى كان يعرف أسرتها لأننا كنا نسكن فى منطقة واحدة.
ألم تتخوفى من ابتعاد الجمهور عن متابعة العمل فى ظل الأحداث الأليمة فى غزة؟
- بسبب الأحداث الحالية دخلنا جميعًا فى حالة صدمة وحزن، وكنا نصور العمل ونتأثر كثيرًا، وكانت قلوبنا مع أهلنا هناك، ولم نهتم كثيرًا بردود الأفعال على العمل، لكننا وجدنا ردود أفعال ومتابعة كبيرة من الجمهور، ولعل هذا النجاح كان من الممكن أن يكون مضاعفًا إذا لم يحدث العدوان الحالى فى غزة.
ما الجديد لديك خلال الفترة المقبلة؟
- هناك عملان معروضان علىّ خارج موسم رمضان، لكننى مرهقة كثيرًا، فطاقتى قلت بسبب تصويرى لنحو ٣ أشهر فى «صوت وصورة»، وأشعر بأننى فى حاجة ماسة للراحة، وعدم المشاركة فى أعمال خارج شهر رمضان، أنا أرجح أن العمل فى رمضان سيكون أفضل، لكن إلى وقتنا الحالى لم أتلق أى عرض رسمى، ما يُعرض مجرد كلام شفوى فقط.