يمثل المستقبل أحد التساؤلات الهامة التي شغلت بال فلاسفة القرن العشرين، في محاولة فهم ما لم يأت بعد للجنس البشري، مستغلين قدراتهم كمفكرين ومبتكرين للتنبؤ به وبأدواته. وبشكل مفاجئ في كثير من الأحيان، كانت بعض بأفكارهم  في أواخر القرن العشرين وأوائل القرن الحادي والعشرين حقيقة.

 
ويكشف موقع grunge، في التقرير التالي، أشهر التنبؤات التي تحققت بالفعل بعد سنوات من طرحها، رغم أن غالبية المستقبلين لها وقتها اعتبروها «خيالات يصعب تصديقها» أو تنفيذها على أرض الواقع.
 
. الهاتف الذكي
الهاتف الذكي الذي يعمل بالبطارية والمعتمد على الشبكة في القرن الحادي والعشرين يتوافق بشكل وثيق مع الرؤية التي اقترحها المخترع نيكولا تيسلا، في مقابلة ظهرت في عدد من مجلة «كوليرز» في يناير 1926.
 
قال تسلا وقتها: «سنكون قادرين على التواصل مع بعضنا البعض، بغض النظر عن المسافة، ومن خلال التلفزيون والهاتف سنرى ونسمع بعضنا البعض كما لو كنا وجها لوجه»، مشيرا أن الأجهزة القادرة على القيام بمثل هذه المهام ستكون صغيرة نوعًا ما و«سيكون الرجل قادرًا على حمل واحدة في جيب سترته».
 
. التسوق عبر الإنترنت
في عام 1967، قامت شركة تصنيع الأجهزة «فيلكو فورد» بإنتاج فيلم قصير يحمل اسم «1999» مدته 26 دقيقة، يروي أحداث الحياة اليومية في منزل متخيل في عام 1999.
 
يعمل أحد الشخصيات، في قسم علم النبات في أحد المنازل ويحاول تطوير الغذاء الذي سينتج المزيد من السعرات الحرارية ويكون قويًا، متنبأ بظهور الأطعمة المعدلة وراثيًا.
 
يظهر في الفيلم أيضا زوجة وأم تستخدم كمبيوتر للتسوق عبر شبكة اتصال، حيث تقلب في صور لمنتجات متوفرة داخل متجر بعيد، ثم تشتري العنصر الذي تريده عبر الضغط على زر.
 
. الأشعة السينية
في عام 1900، قدم الكاتب جون إلفريث واتكينز، مقالا في مجلة «The Ladies Home Journal» قدم خلاله مجموعة واسعة من التوقعات للعقود القادمة، بالإضافة إلى التنبؤ بالتغيير في علم الأحياء البشري والتطورات الجديدة في التكنولوجيا الطبية والغرض منها.
 
كتب واتكينز: «ستكشف المجاهر الأعضاء الحيوية، من خلال اللحم الحي للرجال والحيوانات. ولن يكون من الممكن للطبيب أن يرى قلبًا حيًا نابضًا داخل الصدر فحسب، بل سيكون قادرًا على تكبير وتصوير أي جزء منه».
 
. مستقبل القطارات والطائرات
وصف المخترع توماس إديسون خلال مقابلة مع صحيفة «ميامي متروبوليس»، نُشرت في 20 يونيو 1911، الكنوز والتغييرات التي لا تعد ولا تحصى التي تنتظر الجنس البشري. وتوقع الزوال الوشيك للقطارات التي تعمل بالمحركات البخارية، واعتقد أنه في غضون 100 عام، ستعمل القطارات بالكهرباء، لكن السائح العادي سيرفض السفر بالسكك الحديدية عالية السرعة لصالح الطائرات المتطورة التي ستطير بسرعات تزيد عن 1000 متر في الساعة.
 
. القنابل الذرية قبل 30 عامًا من ظهورها
ألقى العالم بالفعل نظرة على الرعب الشديد الذي خلفته القنابل الذرية وقدرتها المدمرة على محو مدن بأكملها عندما أسقطتها الولايات المتحدة على هيروشيما وناجازاكي في اليابان، في نهاية الحرب العالمية الثانية.
 
لكن من المثير للدهشة أن القنبلة الذرية تم التنبؤ بها في رواية هربرت جورج ويلز عام 1914 «العالم يتحرر».
 
يفترض الكتاب عالمًا يمكن فيه استخدام العلوم الذرية لتوليد طاقة لا نهاية لها – مثل الطاقة النووية – أو صنع أسلحة مخيفة ذات قوة لا توصف.
 
وكتب «ويلز» قبل أن يصف القوة: «لدينا مصدر قوة قوي لدرجة أن الرجل قد يحمل في يده الطاقة اللازمة لإضاءة مدينة لمدة عام، أو محاربة أسطول من السفن الحربية، أو قيادة إحدى سفننا العملاقة عبر المحيط الأطلسي».
 
. جهاز IPAD
خلال روايته الخيالية العلمية التي صدرت عام 1968 بعنوان «2001.. رحلة فضائية»، تنبأ آرثر سي. كلارك، بكيفية استخدام الأشخاص في المستقبل التكنولوجيا المتقدمة للحصول على المعلومات وقضاء الوقت عندما يشعرون بالملل.
 
كتب كلارك: «عندما يتعب البطل من التقارير والمحاضر الرسمية، كان يقوم باستخدام لوحة إلكترونية خاصة به يبلغ حجمها حجم مجلد فولسكاب ويتصفحها»، مما يعني أنها تشبه تقريبًا أبعاد جهاز «الآيباد» المعاصر في العالم الحقيقي.