ياسر أيوب
أظن أنها توقعت أي شىء حين تضامنت مع أطفال غزة إلا أن يعلن أبوها عليها الحرب ويتهمها علنًا بالكذب والتضليل.. ومن المؤكد أن الفنانة الأمريكية الشهيرة أنجلينا جولى كانت تعرف أن كثيرين لن يقبلوا تعاطفها مع أطفال محاصَرين بالخوف والألم والسلاح في غزة.. لكنها فوجئت بوالدها النجم السينمائى القديم جون فويت يصبح أكبر أعدائها ويؤكد للإعلام الأمريكى أن ابنته أنجلينا مثل آخرين كثيرين غيرها لا تعرف الشرف وانحازت لمَن يهاجمون الأرض المقدسة وشعب الله المختار.
وكان من المفترض أن يدرك الأب أن ابنته تضامنت مع أطفال أبرياء بدافع مشاعرها وإنسانيتها وليس نتيجة اختيار سياسى مع أو ضد أحد.. وإذا كانت أنجلينا ممثلة شهيرة لها الكثير من الأفلام وسبق أن فازت بالأوسكار مرة والجولدن جلوب ثلاث مرات وفى أوقات كثيرة كانت النجمة الأغلى أجرًا في هوليوود.. فإن أدوارها الإنسانية في العالم كله تبقى أهم وأشهر وأجمل من كل أفلامها.
ولهذا لم تكن مفاجأة أن تنضم أنجلينا إلى أسرة فيلم «نجرؤ على أن نحلم»، الذي أخرجته الفنانة والكاتبة السورية وعد الخطيب عن منتخب اللاجئين الذي شارك في دورة الألعاب الأوليمبية الماضية في طوكيو.. ويومها قالت أنجلينا إنه يسعدها أن تكون المنتجة التنفيذية لهذا الفيلم السورى الوثائقى عن معاناة اللاجئين من عدة بلدان، وكيف أصبحت الرياضة هي فرحتهم الوحيدة الباقية والحلم الذي لا يزال باستطاعتهم تحقيقه، في زمن سرق منهم الأرض والوطن والأهل.
ولم تكن أنجلينا منذ طفولتها بعيدة عن الرياضة.. فقد لعبت وهى صغيرة كرة القدم وكانت اللاعبة الأفضل والأقوى في كل فريق لعبت معه.. كما لعبت أيضًا كرة السلة والكرة الطائرة.. وكانت الرياضة هي التي أكسبتها اللياقة البدنية العالية التي تميزت بها في كثير من أفلام حفلت بالمغامرات والإثارة.. والأهم من ذلك كان إدراك أنجلينا مبكرًا جدًّا لقيمة الرياضة، ولهذا أضافتها إلى قائمة ما تقوم به وتقدمه لأطفال أي بلد يواجه أزمة سواء كانت حربًا وعنفًا أو فقرًا وجوعًا.
وتتضامن أنجلينا جولى الآن مع أطفال فلسطين مثلما سبق لها التضامن مع أطفال ولاجئى كمبوديا ودارفور وأفغانستان وإثيوبيا والعراق وسوريا ولبنان وتنزانيا والصومال والسلفادور.. وأصبحت أكثر ممثلة في تاريخ السينما العالمية تقوم بمثل هذه الأدوار الإنسانية بعيدًا عن أي مواقف سياسية، حتى لو كان الثمن هو صدامها مع حكومة بلادها أحيانًا أو مع الغرب كله أحيانًا أخرى مثلما جرى حين انحازت إلى الأفغان المحاصَرين في بلادهم وإلى المسلمين ضحايا الصراع في بورما.
وهى الآن تتضامن مع أهل غزة، وتود تقديم المساعدات والغذاء والدواء لهم، رافضة عنف السلاح ضدهم وهذا الحصار العسكرى.
نقلا عن المصري اليوم