د. وسيم السيسي
إسرائيل هو يعقوب الذى صارع الرب، كما جاء فى التوراة، فقال الرب له: سوف يكون اسمك إسرائيل، أى مصارع الرب. كان ليعقوب 12 ولدًا، أصبحوا 12 سبطًا، والسبط هو ولد الولد أو ولد البنت.
ضاع منهم عشرة أسباط فى الأسر البابلى الآشورى 722 ق. م. تركت القبائل اليهودية فلسطين فى الشتات، ما عدا السامريين، هم الآن فى فلسطين- جبل نابلس- أصدقاء للفلسطينيين، وكان لهم كرسى فى البرلمان الفلسطينى فى عهد ياسر عرفات، وأعدادهم الآن حوالى بضعة آلاف، وهم أعداء ليهود إسرائيل.
كتب أرثر كاستلر كتابًا بعنوان يهود إسرائيل ليسوا بنى إسرائيل إنما هم أبناء القبيلة الثالثة عشرة.
أرثر كاستلر وُلد فى بودابست 1905، ارتحل إلى النمسا، انضم إلى رابطة الصهيونية للمبارزة، ثم ارتحل إلى فلسطين، ومنها إلى بريطانيا سنة 1926. يُحدثنا فى كتابه عن قبيلة تركية فى القرن الخامس الميلادى ما بين دولة بيزنطة المسيحية والدولة الإسلامية. كانت هذه القبيلة من السهول الآسيوية، وكانت تصد غارات الفايكنج، الروس، العرب، عند بحر قزوين، القوقاز.
كبرت شوكة هذه القبيلة، وفى سنة 740م كان عليها ملك اسمه بولان، اعتنق اليهودية حتى لا يكون تحت رحمة الدول المسيحية أو الإسلامية، وقال: يوسف لسنا أبناء سام، بل يافث، وكان هناك تاجر له 10 أبناء، ونحن أبناء الابن السابع، واسمه خزر، ونحن أمة خزرية، بل إمبراطورية خزرية، ويوسف هذا كان ملكًا من ملوك مملكة الخزر.
تحالفت دولة الخزر مع بيزنطة ضد فارس، وقضتا على الدولة الساسانية، فرضتا 10% جمارك على بضائع الروس، فكانت إهانة لهم، فقاموا بحملة مع بيزنطة 965م، أخضعوا الخزر، ثم انشق عنهم فصيل كبير، أقاموا فى المجر، توالت المصائب عليهم، الطاعون 1347م قضى على الكثيرين منهم وممالك أوروبا.
طردت إسبانيا اليهود الذين كانوا فيها (إيزابيلا وفرديناند)، لم تنعم مملكة الخزر إلا بثلاثمائة عام، ظهر سليمان روى يبشر بمجىء المسيح المخلص، وهى فكرة مأخوذة من البابليين: مردوخ المخلص، وهذا علاج نفسى للشعوب وقت الضيقات.
فى القرن 12 قامت دعوة يسارية فى مملكة الخزر هدفها فتح فلسطين بالقوة، ولكنها كانت أحلامًا تحمل فى طياتها موانع تحقيقها، وكان صاحب هذه الدعوة رجلًا من الخزر، اسمه ديفيد روى.
فى عصرنا الحديث هذا، قامت عالِمة الجينات الأمريكية مارجريت كندل بعمل دراسة على ثلاثة شعوب، 1- الآرى، 2- اليهودى، 3- المصرى، فكانت النتائج أن الجنس الآرى ليس نقيًّا كما كان هتلر يدَّعِى، وأن يهود روسيا كالروس، ويهود إنجلترا مثلهم، وأمريكا مثلهم، والحبشة (الفلاشة) مثلهم، وأن يهود إسرائيل إنما هم أوروبيون يعتنقون الديانة اليهودية، وليسوا بنى إسرائيل الذين تلاشوا فى الشتات.
وهذا يؤكد رأى أرثر كاستلر أن يهود إسرائيل هم أحفاد القبيلة الثالثة عشرة (مملكة الخزر)، التى لا علاقة لها بأبناء يعقوب، وأحفاد يعقوب هم فقط مَن يعيشون فى نابلس، أى السامريين، أما عن دراسة مارجريت كندل عن مصر 1994 حتى 1999م فقد وجدت أن جينات المصريين مسلمين ومسيحيين واحدة فى 97.5% من العينات التى أجرت عليها دراستها.
نقلا عن المصري اليوم