هاني لبيب
تابعت باهتمام يليق بالأحداث الدائرة حولنا.. الجهود التى تقوم بها مؤسساتنا المصرية المتعددة فى ملف العلاقات الخارجية، وتحديدًا جلسة لجنة الشؤون العربية والخارجية بمجلس الشيوخ المصرى، والتى عُقدت فى 6 نوفمبر 2023، والتى ناقشت فيها لجنة رؤية وزارة الثقافة لمحور «الهوية الوطنية»، وذلك بحضور وزيرة الثقافة وعدد من قيادات الوزارة.
ولا أدرى لماذا كنت أتنقل بين ما تم طرحه من موضوعات أو بمعنى أدق عناوين فى هذه الجلسة، وبين ما يدور على السوشيال ميديا من نقاشات ومواقف أثارتها كلمة الفنان بيومى فؤاد بعد عرض مسرحى فى إحدى دول المنطقة. لقد كان المشهد على مواقع التواصل الاجتماعى محتدمًا وحادًّا وموجهًا، بينما كان عرض وزارة الثقافة للملفات المتعلقة بالهوية الوطنية تقليديًّا مكررًا، حيث أعادت فيه الوزارة عرضًا لمشروعات قائمة بالفعل ومنذ سنوات بوصفها رؤية وخطة لمواجهة المستجدات الراهنة.
لا أستطيع أن أنكر إعجابى بتوصيف وزيرة الثقافة لمشكلة تغيير الأفكار المتطرفة والهدامة، وأنها (من الأمور الصعبة التى تحتاج إلى وقت واستمرارية فى العمل).. حسب نص تعبيرها. نعم، إنها حقيقة.. فتغيير الأفكار يحتاج إلى وقت، ولكن هل تغيير قيادات الوزارة يحتاج إلى وقت أيضًا؟!.
من هذا المنطلق، أرجو أن يتسع صدر وزارة الثقافة ومسؤوليها لأسئلتى الدائمة التى أطرحها فى مقالاتى منذ شهور طوال أتمنى أن تنتهى. التحديات تحيط بنا من كل جانب، والتنافسية المتصاعدة، (ولا أقول الصراع)، بيننا وبين دول صديقة وشقيقة على الريادة والتطوير فى مجالات الفنون والآداب والإبداع أصبحت واضحة لكل عين، حتى إن كنا نعانى قصر النظر أو حاولنا التجاهل. ولعل ما أثارته تدوينات المصريين من كلمة الفنان بيومى فؤاد يكون دليلًا دامغًا على أن التحديات أصبحت أكبر من القدرة على التجاهل.
يقينى أن الفنانين المصريين على تنوعهم هم عماد أى مهرجان أو معرض أو موسم فنى ثقافى فى أى دولة شقيقة أو منافسة أو.. لذا وجب تكرار السؤال عن طبيعة وكيفية مشاركة فنانينا ومبدعينا فى هذه الفعاليات، وهو بالمناسبة سؤال وجهته من قبل للوزيرة السابقة الفنانة د. إيناس عبدالدايم، ولكنها غادرت الوزارة بعد سؤالى بأسابيع قليلة للأسف. وربما كان قرار الوزيرة الحالية د. نيفين الكيلانى الذى أصدرته بعد أيام من توليها الوزارة هو محاولة للإجابة عن سؤالى، فقد وجهت بمنع سفر أى فنان تابع للوزارة ولأكاديمية الفنون إلا بعد استيفاء إجراءات محددة لضبط طبيعة المشاركات الخارجية وجعلها وفق خطة ورؤية واضحة معلنة.
السؤال: هل تم تنفيذ هذا القرار بالفعل؟!، وهل تعلم الوزيرة ما تفاصيل سفر أساتذة وفنانين كبار من أقرانها بالأكاديمية فى الأسابيع الأخيرة للتدريس خارج مصر؟!، هل استوفوا ضوابط السفر؟!، وهل من الطبيعى أن يترك الأساتذة محاضراتهم بعد بدء العام الدراسى الحالى.. ليلتحقوا بالعمل فى أكاديميات عربية وليدة منافسة؟!، وما مدى ارتباط هذا السفر بالعجز فى وفاء مؤسساتنا التعليمية الفنية الرائدة بمهامها؟!، وما علاقة كل هذا بالتنافس (المشروع) بيننا وبين دول تبدو صديقة، وهل هذه المشروعية حميدة أم غير ذلك؟!.
أسئلتى لم تنتهِ.. واستفهاماتى لن تتوقف، وأظنها لن تنتهى.. فهى كثيرة وعديدة ومتشعبة.
نقطة ومن أول السطر..
مجرد فكرة مقترحة لوزيرة الثقافة الحالية أن تقوم بالاتصال بالوزيرة السابقة، زميلتها فى الأكاديمية، لسؤالها، ليس بوصفها وزيرة، وإنما بوصفها من كبار فنانات دار الأوبرا المصرية، عما آلت إليه أحوال دار الأوبرا، بعد تخفيض ميزانيات النشاط الفنى لأسباب كثيرة.. ليس هذا مكانها. أو بالأحرى، تستطيع سؤال أحد قيادات الوزارة التى تترأسها.. والذى يجمع الآن بين ثلاثة مناصب فى وقت واحد، منها منصب يحتفظ به منذ سنوات فى دار الأوبرا المصرية.
نقلا عن المصري اليوم