( بقلم / أشرف ونيس )
✍️ فرت الأحرف بكل نقاطها الى غير رجعة حين انتويت أناملنا تجميع الكثير منها أو قل البعض ، للتعبير عن ما اختلج بأرواحنا وقت أن شاهدت الأعين فضجرت الأنفس جراء ما كُشِفَ لها من مشاهد يندى لها أجبنة الشرفاء و تستنفر منها إنسانية الفقراء و إن كانوا أقلاء !!! فمازالت آدمية البشر قابعة فى هوة البُعد السحيق ، نستجدي قدومها و حضورها و تشرفيها سطح و ساحة أرضنا و ما تطأه أقدامنا ، للحد من المطامع غير المحدودة ، و الفصل في أمر اختضاب ساحة الحياة بدماء المسالمين الهادئين و الساكنين ، و كان ذلك بأيدي من طمع فيهم الشيطان و من تشيطنت مطامعهم فكانوا قتَّالين و قاتلين غيرهم كما أنفسهم سواء بسواء !!!
الطمع !!! و لماذا بروز التعجب و الاستعجاب بكل ما يعبر عنه من علامات على مرأى العين و البصر ؟! كان ذلك حين لم يسكتف أو يكتف المرء بالكافي و غير الناقص له ، طمعا فيما لا تمتلكه يداه أو تحيط بأهدابه مملكته مهما بدا عليها الأمر من حال . فأين ذهب انسجام البشر بما لديهم من هبات كثرة كانت في أعينهم قليلة ؟! كان ذلك بما تأثر الكثيرون به حين ارتأوا بما لا يملكونه طمعا فى المزيد فالمزيد ! فلقد هوت القناعة من علياء قمتها العالية الرفيعة وقت أن بدت في أعين غير القانعين بحالهم و كأنها إحدى شواهق الزمان الغابر و ما عفا عليه من الدهر بكل سنواته و أيامها .
تدرجت و تباينت كما تنوعت صور عدم الخير حين استفحل الشر خلف صدور من منحوه مكانا بل راحة بقلوبهم و أفئدتهم ، وقت أن استنجدت البراءة ناعقة بقدوم المخلص لها حتى وإن كان من قاع الجحيم ، و لكن هاهو انتظارها الذي طال بها إلى أن كلت عيناها من النظر دون أن يأتي من يخلصها من لجج الشر التي كانت و مازالت المطامع مياهًا لنموه كما كانت و ستظل وقودًا لنيرانه . فلقد انتثرت و انتصرت ضيق الصدور لاتساع الآخر حتى ما عاد للآخر مكان للالتجاء إليه سوى قليل التحيز المتسع لبدنه العفن بعد أن تفارقه الحياة و نسماتها ، كما بعض من ضيق المساحات التى سعت لأجزاء من الأجساد الملطخة بدماء أصحابها حالما تشاطرت و تجزأت كل منها عن أخرياتها !!!
لقد اتسعت رقعة مياه بحر الحياة الراكدة و تموجها حين سقطت الشرور من ذروة و قمم المطامع ، فكان عتو الأمواج و جبروتها مقوضا هادما لكل ما قابله ، بها تنهار الأماني العالية الرفيعة ثم لم تلبث الحناجر و الافواه إلا حينا حتى تجهش بكاءً و تحسرا عليها ، تنشق طرق و وديان من الفراغ الخرب و الخراب المتفرغ من كل إقامة و صرح و بنيان و تتسور وسادة أرضه المتهتكة ب جبال من الإتلاف و الإفساد و التدمير و الحطام ، تتقعر الثقوب المتعملقة بساحة أرضنا و تزداد تعمقا حتى تصير قبورا تقبر بها ذوي الأرواح الحية و الأجساد شبه المائتة تحت ركامات من البلايا و التجارب و النكبات المحرقة ......... ، أين الأمن ؟ أين الأمان ؟ أين الملاذ للأنفس و الأجسام و أرواحها ؟ يبدو أن الإجابة سوف يتثاقل مجيؤها ، و ربما لن تأتي بعد أن تحضر الخاتمة و النهاية !!!!