محرر الأقباط متحدون
خلال اليومين الماضيين أطفأ مركز التلفزة الفاتيكاني CTV شمعته الأربعين، والذي كان قد أبصر النور في الثاني والعشرين من تشرين الأول أكتوبر من العام ١٩٨٣ برغبة من البابا الراحل يوحنا بولس الثاني. اليوم يوجه المركز أنظاره نحو يوبيل العام ٢٠٢٥، كما يقول مديره ستيفانو داغوستيني، ويسعى إلى عيش هذه المحطة الجديدة في ضوء تكنولوجيات الإنتاج الحديثة والمنصات الجديدة المنتشرة اليوم.
لأربعين سنة خلت قرر البابا كارول فويتيوا أن يؤسس مركز التلفزة الفاتيكاني بهدف منح الكنيسة دوراً أكثر فعالية في مجال التواصل الاجتماعي، لاسيما المرئي والمسموع، وتوفير الأدوات التي تسمح لها بتأدية رسالتها في العالم. على مدى العقود الأربعة الماضية قام مركز التلفزة الفاتيكاني، الذي يندرج اليوم ضمن ما يُعرف بـ"فاتيكان ميديا" بعد إصلاح العام ٢٠١٧، قام بتغطية نشاطات البابا العلنية مباشرة على الهواء، بما في ذلك زياراته الرعوية في إيطاليا والخارج، وباقي النشاطات التي جرت في الفاتيكان.
للمناسبة أجرى موقعنا الإلكتروني مقابلة مع مدير مركز التلفزة الفاتيكاني ستيفانو داغوستيني الذي استهل كلمته مشيرا إلى بُعد نظر البابا يوحنا بولس الثاني واهتمامه بوسائل التواصل والإعلام، وأوضح أن هذا البابا وقع لاحقاً على النظام الداخلي الخاص بالمركز والذي يُحدد واجباته والغاية من تأسيسه. وهذا النظام الداخلي تم تعديله من قبل البابا فويتيوا في حزيران يونيو ١٩٩٨ لجعل المركز يتأقلم مع السياق التواصلي العالمي. وقد لعب المركز دوراً بالغ الأهمية على الصعيد الدولي خلال يوبيل العام ٢٠٠٠ من خلال نقله لنشاطات البابا والكرسي الرسولي آنذاك.
هذا ثم شاء السيد داغوستيني أن يعبر عن امتنانه لجميع الأشخاص الذين آمنوا بوجود مؤسسة إنتاجية للكرسي الرسولي، في مجال التواصل المرئي والمسموع، وعملوا على مر السنوات الأربعين الماضية على تطوير المركز، ومن بينهم المونسينيور داريو فيغانو الذي تسلم إدارة المركز لعشر سنوات خلت وتمكن من تحقيق نقلة نوعية باتجاه التكنولوجيات الحديثة في عالم الإنتاج التلفزيوني والسينمائي. وختم داغوستيني حديثه لافتا إلى أن المركز لم يتوقف لحظة عن النمو والتقدم منذ نشأته، وهو يسعى اليوم – في إطار "فاتيكان ميديا" بعد الإصلاح الذي شاءه البابا فرنسيس – إلى إيجاد لغات تلفزيونية جديدة، ليتمكن من تأدية رسالته الكونية ونقل صورة البابا وتعاليمه بالوسائل المرئية والمسموعة، مع توفير أرشيف غني جداً، سيكون مرجعاً للمؤرخين.
لمناسبة الاحتفال بالذكرى السنوية الأربعين لتأسيس مركز التلفزة الفاتيكاني أجرى موقعنا أيضا مقابلة مع الكاهن اليسوعي فدريكو لومباردي الذي كان مديراً له بين عامي ٢٠٠١ و٢٠١٣، وهو يرأس اليوم مؤسسة راتزنغر، الذي أوضح أنه قبل هذا الحدس للبابا يوحنا بولس الثاني كان الكرسي الرسولي يعتمد على هيئة الإذاعة والتلفزة الإيطالية RAI من أجل تغطية كل الأحداث والنشاطات الهامة. ومع تأسيس المركز أصبح الفاتيكان أكثر استقلالية في هذا المجال. وذكّر لومباردي بأن البابا فويتيوا أسند إليه مهمة إدارة مركز التلفزة الفاتيكاني عندما كان مديراً للبرامج في إذاعة الفاتيكان، ولفت إلى أن هذه المهمة الجديدة سمحت له بتكوين نظرة أكمل وبتقديم إسهام أكبر لصالح نشاط التواصل الخاص بالكرسي الرسولي، فأضيفت الصورة إلى المحتويات الإعلامية المسموعة.