مارجريت عازر
سؤال طرحه سمير غطاس، (المحلل السياسى)، واستوقفنى كثيرًا عدد من النقاط التي استعرضها. إن أغلب المواطنين عند طرح سؤال عودة الإخوان يستبعدون هذه الفكرة. والسبب المتعارف أن أغلب قياداتهم في السجون والباقى فر إلى الخارج. ولكن بعد زيادة دور التنظيم الدولى للإخوان في إدارة الجماعة من الخارج، أرصد هنا عددًا من النقاط المهمة: السوابق التاريخية: هل يعيد التاريخ نفسه؟ وعلينا أن نستعرض نشأة الإخوان وتوغلها داخل مفاصل الدولة المصرية خلال كافة عصور الحكم قبل ثورة 30 يونيو. نحن أمام جماعه تأسست عام 1928.
كانت تستقطب الشباب تحت مظلة الدين، وهو أكبر مؤثر في الوجدان الشرقى، ثم بدأت في إعدادهم بتدريبات بدنية عنيفة، ثم تم إنشاء تنظيمهم السرى في عام 1948، وبدأوا في أعمال العنف بإلقاء 6 قنابل على مواقع حيوية وحرق عدد من السينمات.. القوة الناعمة لمصر، ثم انتقلت إلى عدد من الاغتيالات الواسعة، منهم القاضى أحمد الخازندار، المكلف بمحاكمة عدد منهم في أحداث العنف، والنقراشى باشا الذي اتخذ قرار حل جماعة الإخوان عام 1948. وفى 1952 بعد الثورة جاء قرار حل الأحزاب السياسية والجمعيات الأهلية فيما عدا جماعة الإخوان التي كانت في شهر عسل مع مجلس قيادة الثورة، الذين قاموا بزيارة قبر حسن البنا، ولم تتم محاسبة الإخوان على الجرائم التي ارتكبوها على الأراضى المصرية وفى حق المصريين، ولم يَدْمْ شهر العسل كثيرًا لأن الإخوان طالبوا بحصة من الحكومة المصرية، وحدث الصدام، وأصدر جمال عبدالناصر قرارًا بحل جماعة الإخوان في يناير 1954، وحدثت محاولة اغتيال عبدالناصر. وعاد التاريخ مرة ثانية، وجاء الرئيس محمد أنور السادات، وأطلق سراح الموجودين منهم في السجون، وتم الاتفاق على أن يعملوا في الحياة العامة بشرط عدم العودة إلى العنف. ولكنهم تحايلوا للعودة عن طريق الإرهاب أو العنف بالوكالة، وبداية عصر جديد من الاغتيالات، وتم اغتيال السادات.
ومع نهاية سنوات مبارك، استخدم الإخوان الوكلاء الجدد، الذراع العسكرية من قيادات حماس، وحلفوا القَسَم بالولاء للإخوان، وتعاونوا مع مكتب الإرشاد والسلفية الجهادية، واستخدمهم الإخوان في اقتحام السجون. وهذا يؤكد أن هذه الجماعة تستطيع أن تتكيف مع كافة الأوضاع السياسية المختلفة. العنصر الثانى هو التعليم في مصر: لابد من مراجعة المناهج الدراسية المشبعة بالفكر الإخوانى الذي ينشأ عليه أجيال جديدة تحمل في طياتها منهج الإخوان، والتركيز على الاختلاف وتعميقه داخل الأجيال الحديثة، لذا يجب توحيد التعليم. ومما لاشك فيه أن الإخوان أكثر فصيل يمتلك المال والتمويلات من كافة الدول التي تساند هذا التيار ورجوعه مرة ثانية، ونحن نعلم أن عددًا كبيرًا من رجال الأعمال المليارديرات الذين يعملون في كافة المجالات وفى عدد من بلدان العالم.. يعملون لخدمة الإخوان. والأخطر هو عدم الالتفات إلى مدى تمكينهم بشكل غير مباشر من مفاصل الدولة من خلال طبقات طفيلية.. خرجت فجأة بأموال طائلة. بعض رجال الأعمال ظهروا وبرزوا في ظل وجود أزمة اقتصادية، ما جعلهم يتسللون.. تطبيقًا لمبدأ الإخوان الشهير، وهو التواجد بالوكالة.
وللحديث بقية.
حفظ الله مصر من كل شر.
نقلا عن المصري اليوم