محرر الأقباط متحدون
أجرت وكالة الأنباء الكنسية فيديس مقابلة مع الكاهن البلجيكي من الآباء البيض فرانس بوين، والمقيم في القدس منذ أكثر من خمسين عاماً، أكد فيها أن الجماعات المسيحية المحلية ترفع الصلوات على نية السلام في الأرض المقدسة.
"نشعر أننا عاجزون تماماً، ولم يبق لدينا سوى الصلاة" بهذه الكلمات شاء الأب بووين أن يعبر لوكالة فيديس عن الأوضاع التي يعيشها المسيحيون في الأرض المقدسة في خضم الصراع الدائر بين إسرائيل وحركة حماس والآخذ بالتفاقم يوما بعد يوم، موضحا أن الجماعات المسيحية تشارك في مبادرات الصوم والصلاة في أعقاب تجدد أعمال العنف في المنطقة التي ولد فيها السيد المسيح وعاش ومات وقام من الموت.
وتوقف الكاهن البلجيكي بعدها عند النداء الذي أطلقه بطريرك القدس للاتين الكاردينال بيرباتيستا بيتسابالا خلال الأيام القليلة الماضية، باسمه الشخصي وباسم جميع البطاركة والأساقفة في الأرض المقدسة، داعياً إلى يوم صوم وصلاة على نية السلام في المنطقة، موضحا أن هذا النداء لقي تجاوباً كبيراً في مختلف الرعايا والأديرة. ولفت إلى أن الأمر لا يقتصر على الكاثوليك وحسب، إذ إن باقي الكنائس المسيحية في القدس ترفع الصلوات على النية نفسها، مع أنه من الصعب أن ندرك مدى تفاعل الجماعات المسيحية في الأراضي الفلسطينية مع هذا النداء لأنه في العديد من المناطق تفرض قيود على تحركات الأشخاص بسبب حواجز التفتيش الإسرائيلية، كما أن التجمعات الكبرى باتت صعبة في ظل الأوضاع الراهنة. وأضاف أن البابا فرنسيس رحب بمبادرة بطريرك القدس للاتين، كما فعلت العديد من الكنائس حول العالم، مشيرا إلى أن هذا الأمر يشكل مصدر تشجيع للجماعات المسيحية المحلية.
الأب بووين، الملتزم منذ عقود في الحوار المسكوني الهادف إلى تعزيز وحدة المسيحيين، أكد أن الجماعات المحلية تعيش اليوم مرحلة من الترقب المرفق بالقلق والخوف حيال كل ما يمكن أن يحصل في الأيام المقبلة، خصوصا مع التوغل البري الإسرائيلي المحتمل داخل قطاع غزة. ولفت في هذا السياق إلى أن شوارع مدينة القدس العتيقة خالية تقريباً من المارة، إذ إن الناس باتوا يغادرون بيوتهم عند الحاجة القصوى فقط. هذا بالإضافة طبعاً إلى غياب الحجاج تماماً عن القدس.
في معرض حديثه عن المبادرات التي تطلقها الكنائس المحلية لصالح السلام، ذكّر المرسل البلجيكي بأن بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس أطلقوا نداءات عديدة مطالبين بوقف دوامة العنف وبعدم التعرض للمدنيين، وهذه الدعوة – تابع يقول – أطلقها أيضا البابا في أكثر من مناسبة وبطريقة لا لبس فيها، لافتا إلى أن كل الانتقادات التي توجَّه إلى سياسة الكرسي الرسولية تبدو مجحفة وبعيدة عن الواقع.
بعدها عبر الأب بووين عن صدمته حيال العنف الذي شهدته المنطقة، مضيفا أنه لا بد من التنديد بالهجوم الوحشي الذي شنه مقاتلو حماس ضد المدنيين الإسرائيليين، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى أن الرد الإسرائيلي، الذي هو دفاع مشروع عن النفس، عليه أن يحترم أرواح الأشخاص الأبرياء، لاسيما مليونين ومائتي ألف مدني يقيمون من القطاع، نصفهم أطفال، والجزء الأكبر منهم لا يتماهى مع حماس. ختاما ذكّر الكاهن البلجيكي بالمسؤولية الكبيرة الملقاة اليوم على عاتق الجماعة الدولية المدعوة إلى مساعدة الطرفين في البحث عن حل لهذا الصراع.