Oliver كتبها
- كان شاول الملك يحارب بكل الرجال.أقسم أن لا يمد أحد يده إلى طعام أو شراب حتي ينتقم من أعداءه.كان إبنه يوناثان الحلو يصارع وحده لأجل شعب الرب و معه حامل سلاحه.لم يسمع أن ابيه أقسم ألا يتذوق أحد طعاماً أو يشرب ماءا حتي ينتصر..إنتصر الشعب بيوناثان المتعب الذى صارع وحده و غلب. وجد شهداً مد عصاه و تذوقه فلمعت عيناه الجميلتان. صار يوناثان تحت حكم الموت بأمر أبيه فإفتداه الشعب لأنه أحبه.1صم13: 45.محبوب الشعب هو.
-يوناثان بالحب إنتصر و بالحب عاش و ملك ليس علي عرش أبيه شاول بل علي قلوب شعب المملكة بأسرها.يوناثان إبن الشهد هو.محبوب المحاربين كما الرعاة.جميلة يا عيني يوناثان أحب عينيك اللتان تشفقان ترحمان.تعرفان أين تجد الشهد و النصرة و أين ينمو الحب و يزدهر.أحب روحك التي تميل لمن يعرف الحب و التسبيح.أحبك كما أحبك داود.يوناثان الحلو في معركته الغالبة رمزاً حياً للمسيح.
- ليس في يوناثان صفات أبيه.خرج يوناثان من أحكام الجسد إلى سلطان روح المحبة.لم يرث من شاول غيظه فهو حامل للحب يرفض الحقد.إبن الملك لا يشته أن يرث عرش أبيه.لهذا تأهل للعرش العلوى.أحبك يا من رفعك الحب على عرش إلهي.
- ما أن علم يوناثان أن صموئيل النبي مسح داود ملكا بدلا من أبيه.تفوق يوناثان على نزعات الذات فأتقن بذل الذات لهذا لم يغتاظ و لا تذمر.توائم الروح لا تحكمها المكاسب و لا تنهيها الخسائر.لا يتصارعون علي شيء مهما غلا و علا. يوناثان المغلوب من الحب.تأسره وداعة داود. يرفض قساوة أبيه شاول هذه التي بسببها ناح صموئيل النبي و الرب لم يسمع له 1صم16: 1.
- داود مرنم إسرائيل الحلو.مزماره في يده و مزاميره الموحاة في قلبه, ذهب إلى عدوه يصلي لأجله لأن روح ردئ يتملكه.ما أجملك يا شهي الروح إذ تخصص كلمات الله علي شفتيك لأجل من يريد مصرعك.الحب يغلبك كما فعل بيوناثان لذلك إجتمعت أرواحكما.جمعكما الحب كما جمع روحين لإيليا علي إليشع.بأجمل ما عندك صليت لمن إختصمك أنت هدية لحبيبك يوناثان. يراك و أنت تترنم فتنطبع كلماتك على شفتيه.يأخذ منك و يتكلم و أنت من الله تأخذ و تترنم.صرتما جوقة سمائية و أنتما بالجسد غريبين.تجمعكما و توطد محبتكما أحداث حتي صرتما معاً فوق كل الأحداث زاهدين الأرض بما فيها.1صم16: 23.
- وقف داود بالإيمان وغلب جليات فكأن نصرته مهراً لتوأمه الروحي يوناثان فتعلق به .كلاهما أحب الآخر كنفسه. صارا نموذجاً لمحبة السمائيين.القادم من إنتصار علي الدب ملك الضربات و الأسد ملك القفزات ثم جليات الماهر في الطعنات هو الذى يستطيع أن يتقن الحب.فمن يجتاز المحن يرق قلبه.يرى المحبين مغنمه.يزهد الصراعات و يرتكن بقوة إيمان إلى سلام الله الذى ينسيه الحروب القديمة فلا تعد تذكاراً للموت بل برهاناً للحب.جمعت لغة الحب بين رجلي الله البارين.فقطعا عهداً للحب معاً1صم18: 3.خلع داود جبة الملك و سلاح الملك و منطقته و قوسه و أعطي الكل ليوناثان فورث يوناثان بالحب ما لم يرثه بالجسد من أبيه.فالحب سخاء.
-بالحب أقسم يوناثان لداود أنه و لا الموت يفرق بينهما. كان القسم صلاة. 1صم20: 3. فالرب بين داود و توأمه يغذيهما بالنعمة و نقاوة الحب.فلما جاء الإختبار للقسم قبل يوناثان تصويب طعنة شاول لقلبه بدلاً من داود 1 صم20: 33.هذا هو الحب نعيشه و يعيشنا.يسكننا فنسكنه و يصير سلاماً. الحب أن تصير ذات غيري ذاتي.فأعيش لها وأكشف لها حبى غير عابىء بما ينتويه شاول و سيفه.فما سمعنا يوماً أن السيف قتل الحب.فيا توأم روحي أحبك حب يوناثان لداود.الطعنات لا تقتل الروح فإطمئن عني.
- دمعت عينا يوناثان لأجل حبيبه داود.لم ينم ليلتين و لم يأكل.1صم20: 35.كيف يرتاح و قلبه يحدثه أن توأمه متعب.إنهما بالحب يعيشا الألم معاً.صارا يتباريان في بذل كل منهما للأخر بغير ملل أو حساب. جاء الغدر و طعن يوناثان و شاول معاً.علم داود فلم يشمت في خصمه , سكب مزموره مرثية لأجل يوناثان و شاول.كانت محبته تأخذه حيث تسكن أعظم الكلمات السمائية.فصار قلب داود حسب قلب الرب أع13: 22.نعم الحب الذى يتساوي فيه شاول خصمه مع يوناثان حبيبه في المرثية شبيه بحب الله لخلاص الجميع.2صم1: 17.لم ينشد داود نشيده فحسب بل أمر شعب يهوذا (شعب المسيح) أن يتعلم نشيد القوس2صم1: 18.إنه نشيد الحب.
-أحبك يا صديق الروح و توأمى.كلما إلتقينا قابلت قلبك.شامخ في الحب أنت.تأخذ أتعابي لك و تفر. و أنا أضع مزاميري لأجل أتعابك كى تزول.يا من تذهب لأجلي بعيداً ثم تأتيني بقلبك المتسع.صورة المسيح أنت.يوناثان هنا يحب حتي يموت عني.المسيح هنا يُعلم يوناثان و داود الحب قبل و بعد الموت. أنا في الصلاة أذكرك.أخفي عهدي في يدي الله.سأبقي لنسلك في الأرض أخدم.هكذا عهد داود لبني يوناثان.ذلك لأن الحب مثل الميراث لا ينقطع.لهذا لا تقولوا مات داود و لا مات يوناثان فهذه التوائم الروحية لا تموت.المحبون بنقاوة في حياتهما لا يفترقون بالموت.يا بنات أورشليم تجملن بهذا الحب.يا رجال الله خذوا من هؤلاء التوائم رفقاء حياة.لنتعلم كيف صار أنبا بولا للقديس أنطونيوس.كيف صار يوحنا ذهبي الفم و أوليمبياس تلميذته. كيف صار مارمينا للبابا كيرلس. الشفاعة أحد صور توأمة الأرواح.صداقة القديسين و الملائكة تلتصق بالروح و بها تنعم بما لا يقدر عليه المتفردين بأنفسهم.توأمة الروح تغلب المسافات و الأزمنة.صادقوا هؤلاء فالمكسب في الحب ما دام المسيح يضبطه.محبتك لي أعجب من محبة النساء لأنك قلب الرب مشتمل شفقة و إتساعاً.سبقتني نحو المرتفعات و أنا أتبعك.يا إله يوناثان و داود معاً أنشر هذا الحب و هذه الصداقة و هذه التوأمة في جسد كنيستك فتلتئم جروحها.تذوب الذات فيتسلم جيل من جيل شوامخ المحبة.علمنا ألا نخش الحب و إعلانه بل نخش الغدر و خزيانه.صداقاتنا تعاني الندرة و سخاءك يحييها.فإصنع لنا ملايين النماذج من داود و يوناثان.لأن قلة المحبة غربة عنك و عن الكنيسة بمن فيها لكن المحبة تأخذنا حتي نري الملكوت و نتعلم اسراره.لأجل شخصك الكائن في قلب يوحنا الذى تحبه نرجو و نتوسل.نريد روح المحبة الإلهية يغلب و يزين علاقاتنا بجمال لا يدركه غير الذين يتلذذون بالحب منك و معك و فيك