عيد اسطفانوس
وبالطبع كل طرف مسلح بنصوصه المقدسه وفقهائه ورسله وأنبيائه وهؤلاء لا ياتيهم الباطل ،الاول لديه وعد فى اسفاره المقدسه بحيازة هذه الارض التى تفيض ــ أوالتى كانت تفيض ــ لبنا وعسلا ، والثانى موعود فى تراثه بأن تنطق الحجارة لتكشف أن خلفها يختبئ يهودى فهلم اقتله ، والمعارك بين الفرقتين قدبمة قدم الرسالات عينها والمفارقة ان الاثنين يدعون أنهم أتباع اله واحد (والباحث فى مقارنة الاديان يعلم أنهم أقرب ديانتين بعضهم لبعض) فالخلاف الجوهرى الوحيد بينهم هو أن اليهود لايعترفون بنبى الاسلام ،والمشترك بينهما كثير من أيام بنى قريظه بدءا من لحم الخنزير حتى كراهية النصارى ، وقد انتزعت حماس فى غزه وكالة كل المسلمين فى كل العالم عنوه ومن ثم أصبحت المواجهة كونيه العالم الاسلامى ممثل فى حماس كله واسرائيل أو الكيان الصهيونى كما يسمونه،
ولا شك أن حماس وبهذه الصفة تتلقى دعما مستترا من كل ممولى هذا الصراع لضمان استمراره ، وفى المقابل تتلقى اسرائيل دعما مكشوفا لأن الصراع تحول من صراع سياسى جغرافى الى صراع دينى عقيدى مما أفقده اى تعاطف أو تأييد كل الغرب (العلمانى ) ، وحتى فى الوقت الذى ظن فيه العالم ان هناك حلولا فى الأفق ظهر المتطرفون من الجانبين على الساحه قتلوا رابين وانقسم الفلسطينيين
ليظل الدم طازجا ويظل الصراع مؤججا لأن انتهاء هذا الصراع يعنى انتهاء كيانات تتغذى علي استمراريته ، فالصراعات السياسية ينعت العدو عدوه بشتى النعوت ثم يجلس الجميع وتحل الصراعات ، أما فى الصراعات الدينيه فكل عدو ينعت عدوه بعدو الله ومن ثم تصبح الذات الالهية طرفا فى الصراع وبالتالى لا حلول أرضيه ويظل الصراع مستدام وكما أسلفنا فان نهايته تعنى بالضروره نهاية كل المرتزقين من استمراره فهناك دول وكيانات كل مقومات وجودها قضيتين لاثالث لهما هذا الصراع وحجاب المرأه ولو تخيلنا للحظه أن هذا الصراع انتهى وتمردت المرأه وخلعت حجابها ترى كم كيان دينى فالعالم سيظل على حاله .
ورغم تساؤلات كبرى مبهمه تظل تحيط بهذا الحدث الدراماتيكى الا أن مايعنينا هو النتائج هل تحل القضيه أم امتدت صلاحيتها لقرن آخر من الزمن ، وهناك تساؤل آخر مهم هل مايحدث الان (تدك الآن غزه على رؤوس سكانها ومقطوع عنها الماء والكهرباء والوقود وكل مقومات الحياه ) لم يتوقعه اخوان غزه وقد بدأ الان الصراخ على كل الشاشات لطلب هدنه ،
أم أن مايحدث كان متوقعا ومرسوما ومتفق عليه بين (كل الاطراف )حيث الجميع فائزون سكان غزه بالطبع سيفرون من هذا الجحيم وبالطبع الاتجاه الوحيد والمعبر الوحيد الامن هو رفح وتضغط جحافل الفارين من الرعب موجهين من راسمى الخطه مع دعوات التعاطف من الداخل وينفلت زمام الامور ليبدأ زحف مليون آدمى لاجتياح كل ما يعترض طريقهم من رفح الى سيناء ،
وهنا يبدأ فصل جديد حيث تدخل اسرائيل غزه ولا تخرج منها الى الابد وتصبح كرة النار فى قلب مصر وتقام المخيمات وتبدأ فصائل الاخوان أو عناصر القسام فى التخطيط والتخريب وبالطبع المجتمع الدولى سيرعى مخطط الاخوان القديم المعروف والمنشور للجميع سيناء أو نصفها مقابل شريحه من النقب كمنطقة عازلة لحماية اسرائيل ، وتصبح مصر هى ضحية مؤامرة قادها اخوان حماس وهم يعلمون تماما ماذا ستفعل اسرائيل أما هذا الصراخ عن هدنه أو ايقاف القتل فهو آذان فى مالطة ولن تتوقف اسرائيل الا بعد تهجير حماس الى مصر أو ابادتها تماما ، وبعد نشر فيديوهات حماس (المشرفه ) لما فعلته
بالمناطق التى تسللت اليها أصبح المجتمع الدولى مهيأ تماما لقبول هذه الحلول حيث لا ذرة تعاطف مع الفلسطينيين ،وبينما ننقر حروف هذا الطرح تطلق كل الابواق النداءات المتكرره لسكان غزه بالنزوح الى مصر وماتمنيت فى حياتى أن تكونى تحليلاتى مخطئة كما أتمنى اليوم وان غدا لناظره قريب.