ياسر أيوب
كتبت كثيرا عنها وعن نجاحاتها وأساتذتها، لكنها كانت المرة الأولى التى أزورها أمس الأول بدعوة من عميدها الدكتور محمد بلال.. ومع طلبة كلية التربية الرياضية فى أبو قير بالإسكندرية كان اللقاء بعنوان انتصار أكتوبر والرياضة منذ خمسين عاما.. وهناك وجدت طلبة مصريين لم يشهدوا هذه الحرب أو عاشوا بأنفسهم وقائعها وتفاصيلها وانتصارها.
ورغم ذلك يريدون أن يقرأوا ويسمعوا المزيد عنها بمنتهى الاعتزاز والاحترام والانتماء لأهل وأرض ووطن.. سواء حديث الحرب وشهدائها وأبطالها الذين صنعوا بالحب والدم انتصارا لا يزال يسكن وعى وقلوب وذاكرة الكثيرين جدا.. أو حكاية الرياضة التى كانت أحد أسلحة تلك الحرب كوسيلة لخداع إسرائيل وإيهامها بأن المصريين نسوا سيناء وهزيمة يونيو واختاروا كرة القدم.
وفى كل حديث أو حكاية يبقى الأهم دائما ليس الذى يحكى وليس الذى يسمع، إنما هو الذى منذ خمسين عاما حارب وانتصر.. وغير الحديث عن أكتوبر وحرب غيرت التاريخ وأعادت كتابته من جديد.. كان هناك حديث أيضا عن تاريخ العلاقة بين الحرب والرياضة منذ أن استمع الملك الإغريقى إيفيتوس لوصية كاهنة المعبد بأن يصبح اللعب بديلا للحرب.
وصية أخرجها الرئيس السوفيتى ستالين من كتب وأساطير التاريخ حين رفض قبول دعوة الحلفاء وشركاء الانتصار فى الحرب العالمية الثانية للمشاركة فى دورة لندن الأوليمبية 1948.. فلم يسبق أن شارك الاتحاد السوفيتى فى دورات أوليمبية، ولم يشأ المشاركة دون استعداد وانتصار، وانتظر أربع سنوات ليلعب فى دورة هلسنكى 1952 وينتصر.
وكانت بداية استخدام الرياضة بديلا عن الحرب لسنين طويلة، اختار لها العالم عنوان الحرب الباردة.. وكان حديث أيضا عن الإسكندرية.. المدينة التى نجحت بفضل أبنائها فى إنقاذ أول دورة أوليمبية فى العصر الحديث، ورفعت العلم الأوليمبى لأول مرة فى التاريخ.. وأسست لمصر أول اتحاد رياضى وأول لجنة أوليمبية وبنت أول استاد.
المدينة التى قدمت لمصر كثيرين من أعظم وأهم أبطالها بكل انتصاراتهم العالمية وميدالياتهم الأوليمبية.. وقدمت للكرة المصرية أول ناد وأول بطولة رسمية وأول أغنية وأول فيلم سينمائى.. وتاريخ رياضى طويل حافل بالحكايات التى لا تستحق نسيانا أو إهمالا.. وأود أن أشكر الدكتور محمد بلال الذى منحنى فرصة هذا اللقاء داخل كلية أبو قير الجميلة التى بدأت؛ ولا تزال تحاول.
إضافة الكثير والمهم والضرورى لفكر وفلسفة وصورة التربية الرياضية فى مصر لتصبح كليات للعلوم الرياضية.. وأشكر أيضا الدكتور مهاب عبدالرازق وكيل الكلية لخدمة المجتمع والبيئة، ومحمد فتحى أبو النصر أمين عام جامعة الإسكندرية، والأساتذة أعضاء مجلس الكلية وهيئة التدريس وطارق حسن مدير منطقة الإسكندرية للمينى فوتبول.
نقلا عن المصري اليوم