حمدي رزق
سفيرة إسرائيل فى مصر «أميرة أورون» خرجت لترد على ترهات توطين الفلسطينيين فى سيناء: «ليس لدى إسرائيل أى نوايا فيما يتعلق بسيناء، ولم تطلب من الفلسطينيين الانتقال إلى هناك»، (حسبما نشرته السفارة الإسرائيلية على منصة «إكس»).
سوء الظن من حسن الفِطَن، ولا نحسن الظن أبدًا بالإسرائيليين، ومصر لا ترهن أمنها القومى بالنوايا الحسنة، ولا تتعاطى حسن النوايا، وعبدالودود رابص على الحدود، (أى متربص بأى حركة غدر على الحدود).
مصر تقوم بالواجب وزيادة، والقيادة المصرية تبذل قصارى جهدها فى محاولة حثيثة لتفكيك القبضة الإسرائيلية عن غزة، وفتح ممرات آمنة لإدخال المساعدات الغذائية والطبية، وقوافل المساعدات المصرية على الحدود تنتظر وقف إطلاق النار لساعات تكفل مرور المساعدات، ونقل الجرحى والمصابين.
جهد إنسانى طوعى، واجب عن طيب خاطر، مصر تبذل قصارى جهدها، وقيادتها وأجهزتها السيادية تصل الليل بالنهار لإيقاف آلة الحرب الجهنمية التى تصْلَى غزة نارًا، وإنقاذ أطفال غزة من كابوس فظيع، تستنقذ الأرواح البريئة التى يضحى بها مَن لا يقدر الأثمان الباهظة لفتح أبواب الجحيم دون حساب المآلات.
مصر تقف فى وجه مخطط الإبادة الجماعية لشعب غزة، فى ظهر الشعب الفلسطينى، المخطط كما هو معلوم محو شعب غزة من الوجود، وتسوية غزة بالأرض، مخطط الأرض المحروقة يهدد الوجود الفلسطينى، وهذا ما تخشاه مصر، وتقف صامدة كالطود الشامخ فى عين العاصفة.
شعب غزة فى قلوبنا المفطورة على ضحاياه، وقبل التعزية نقدم الدعم، وقبل الدعم إنقاذ الأرواح، كل ذلك لا يروق لجماعة المرتزقة الإخوان، والمؤلفة قلوبهم من الممسوسين، ويتصايحون فى منافيهم البعيدة على فتح الحدود.
وكأن الهدف من إشعال الحرب فى الأرض المحتلة فتح الحدود المصرية، وتفريغ شعب غزة فى سيناء، وتدور أسطوانة التوطين المؤقت، والاستيعاب الاضطرارى، وهكذا يفصحون عن نواياهم الخبيثة.
فعلًا اللى اختشوا ماتوا عرايا، بدلًا من النصح بالصمود والرباط، والتشبث بالأرض، ينادون على المرابطين بالنزوح لإخلاء الأرض للمحتل يمارس فيها تهويدًا، وبدلًا من دعم المرابطين على الصمود ينصحونهم بالنزوح!.
أين ذهبت صيحات على القدس رايحين شهداء بالملايين؟!، كفاكم مزايدة على قيادة مصر وشعبها، كفاكم متاجرة بالقضية على حساب المصلحة الوطنية، حدود مصر خارج المزاد المنصوب فى الفسطاط الكبير.
سيناء مصرية، ليست وطنًا بديلًا، سيناء أرض مصرية مقدسة يحميها خير أجناد الأرض، سيناء حُررت بالدماء، مزروعة بأرواح الشهداء، تحت كل شجرة روح شهيد كالديدبان تحمى الحياض.
سيناء عليها حارس، محفوظة فى عين السماء، وبواباتها محروسة بالسمر الشداد، اللى يقرّب يجرّب، والخطوط الحمراء مرسومة، وخطوط الأمن القومى محفوظة، ومعلومة للجانبين الإسرائيلى والفلسطينى، والرئيس السيسى قالها بوضوح قطعى: «لن تقبل مصر تصفية القضية على حساب آخرين.. ولا تهاون ولا تفريط فى الأمن القومى المصرى»، والرسالة بعلم الوصول.
سيناء عليها العين، والعين عليها حارس، وحارسها جيش عظيم، الجيش المصرى، وفى رواية الحديث الشريف الجيش الغربى، ووصفًا من حديث مَن لا ينطق عن الهوى، صلى الله عليه وسلم، هم «خير أجناد الأرض لأنهم فى رباط إلى يوم القيامة».
نقلا عن المصري اليوم