الأقباط متحدون - يا وطنى الذى ينزف دمًا
أخر تحديث ١٧:٥٦ | الثلاثاء ٢٠ نوفمبر ٢٠١٢ | ١١ هاتور ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩٥٠ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

يا وطنى الذى ينزف دمًا

بقلم نسيم عبيد عوض
بكل ما فى عينى من  الدموع وما فى قلبى من  الأسى ..وأنا أرى وطنى ينزف دما كل صباح 
أقول لك ياوطنى الحبيب .. لا أعرف ماذ أفعل لك حتى يتوقف نزيف دمك الغالى الثمين ..
يوما بعد يوم ..وأنا أراك مطروحا فى جراحك ..والكل ينهش فى لحمك ويقطع أوصالك ويفتك بعظامك
هل أنت وطنى الحبيب الذى أعرفه ؟..الذى عشت فيه حياة الحب والعشق لعقود طويلة 
أين هم أهلك الذين يؤخذوننى بالأحضان بعد غياب؟.. وجيرانى الذين يفتحون الأبواب ليقدموا الحب والود والوجدان ..أين شهامة ابن بلدى الذى لا يتوانى أن يسعف الجار والغريب؟ ويضمد الجراح ..ويوصل الأوصال .. 
 
حزين على أمهات وطنى الذين فقدوا فلذات أكبادهم فى المجهول ..وسالت دماء أحبابنا على أسفلت الطريق والجانى أيضا مجهول .. 
لقد قطعوا جسدك ياوطنى ويقسمونه على أنفسهم كغنائم وطن مقهور ..
حزين أن أرى مجدك وشموخك ياوطن مطروح على أرض الأوحال 
وأناس بعقال يدخلون ويخرجون بكل حرية .. وبشعبك ينجسون ويجولون ..
الجميع إلتفوا حول جثتك  كنسور بوحشية يلتهمون جثة وطن كان يصطاد الوحوش
ماذا أفعل حتى أضمد جراحك ياوطن؟
 
كل يوم أبحث عنك ياوطنى .. أين أنت ؟ وما الذى يحدث لشعبك الحنون؟  
كانت أمسياتنا كلها فرح وسرور.. وهاهو العويل والصراخ والبكاء والنحيب يسمع فى كل الأركان.. 
الدموع إختلطت بالدماء على خطوط السكك الحديدية وكل مزلقان .. وأجساد الأولاد ممزقة فى كل مكان ..
والكل فى بيته خائف على إبنه وإبنته أن يخرجوا ولا يراهم ثانية !!
الكل لا يتمنى أن يرى يوم غده لأنه لا يتوقع شمس تشرق ثانية.. 
الأمهات يجلسون فى الشوارع وعلى الأبواب فى الطرقات ينتظرون عودة الحبيب .. 
ويعدى النهار وورائه نهار والكل فى إنتظار..
 
وهاهو ظلام وبعده ظلام .. فالدموع حجبت النور ولا أمل فى الإستنار ..
شعوب غريبة تمشى فى شوارعك يامصر يطفئون الأنوار ويحطمون الشموع.. يلتهمون الحريات والأجساد وينهشون فى بقايا الوطن .. من هؤلاء ياوطن؟
.. من هم الجالسين على أنفاسك ومعهم مفاتيح سجنك ؟ وقد أغلقوا فى وجهك كل الأبواب والحيطان ..  
ماذا أفعل لك ياوطنى كما فعلت لك الكثير.. كنت أترك بيتى وأولادى وأذهب لأحارب الدخيل وأعود شامخا بوطنى.. ولم يكن يصارعنا الجار ولا القريب وكنا جميعا فى خندق واحد نحمى بعضنا البعض..
كنا سبطا واحدا وليس أسباط .. ولا مسلمين ولا أقباط .. 
حطمنا الخطوط والجسور وسفكنا الدم لنحررك ياوطن.. كنا جسدا واحدا لا يقترب منا وحوش ولا أعداء  .. لم يكن بيننا من يتاجر حتى بحريتك كما هو اليوم .. 
مقامك ياوطن كان عاليا  فى كل العالم حتى شمخت رؤوسنا علو السماء ..كان إسمك فخر لنا ورعبا لكل أعدائنا .. وهانحن نسمع اليوم لغات ولهجات قبيحة فى طرقك ياوطن تفرش القباحة والجهل وخدش الحياء .. 
 
وجوه غريبة ليست مصرية من طين الوطن تنتشر فى حياتنا يسفكون الدم أمام أعيننا ولا من يقاومهم ..
الكل يتفرج على وطن العزة والكرامة وهو يتمزق ويحشر فى خيام الظلام 
ومن هؤلاء الذين يكشفون عورتك ياوطن ..ولا يهمهم العرض والدم وهم فى لذتهم يتقلبون
  ودمائنا ستظل تنزف ودموعنا سنحبسها إلى يوم ستقوم ياوطن 
يوم أن تنهض على أقدامك ..وتقف  وتحرر العبيد وتعيد الكرامة لشعبك  
 
فهذا ماعاش تاريخنا عليه ..وطن لايقبل المهانة ولا العبودية .. وقد سبق وحرر من حوله من البلدان.. 
وطن تخلص من أقوى الإمبراطريات وتغلب على أعتى الدخلاء.. وعلم الجميع كيف يتحررون ويشمخون 
فالوطن ليس بترولا ولا أموال .. فمصر أسمها فقط أغلى من كل الأوطان 
ليتنى أرى هذا اليوم سريعا فالوقت قريب ..وحتى يأتى يوم الحرية سأظل أبكى على أمجادك ياوطن.. إلى أن تعود.. وأعود أنا شامخا إلى أحضان هذا الوطن الغالى كإنسان ..
(ليس هذا شعرا ولا نثرا أكتب فيك ياوطن بل هو أحاسيس وأسى وشعور  وكلى أمل أن أجبر فيك كل الألم والكسور.. )

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter