محرر الأقباط متحدون
أعلن أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان في جامعة الغريغوريانا الحبريّة، في إطار مؤتمر حول وثائق حبريّة البابا بيوس الثاني عشر والعلاقات بين اليهود والمسيحيين، في بداية كلمته، عن ألم البابا للأحداث المأساوية في الأرض المقدسة. ثم أكد قائلاً: "الإرهاب والعنف والوحشية والتطرف يهددون الطموحات المشروعة للفلسطينيين والإسرائيليين. لتصمت الأسلحة وليسود العقل".
هجوم "فظيع ومشين" وقع يوم السبت الماضي، في ٧ تشرين الأول أكتوبر، في إسرائيل على يد حماس، أحزن البابا الذي أعرب عن تعازيه لجميع الضحايا والجرحى الذين سببتهم هذه الموجة الجديدة من العنف. بكلمات الإدانة والحزن هذه، افتتح أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، المؤتمر الذي بدأ أمس في جامعة الغريغوريانا الحبرية تحت عنوان "الوثائق الجديدة لحبرية البابا بيوس الثاني عشر ومعناها في العلاقات بين اليهود والمسيحيين". لم أتخيل أبدًا أن يكون عليَّ أن أبدأ خطابي اليوم بالواجب الحزين والضروري لمشاركة ونقل الحزن الذي أعرب عنه قداسة البابا بسبب ما يحدث في إسرائيل". وأضاف "في يوم السبت، في عيد سمحات توراه، عيد الفرح بالتوراة، في إسرائيل، استيقظ العديد من الإخوة والأخوات الإسرائيليين على هجوم فظيع ومشين. نحن قريبون من عائلات الضحايا، والآلاف من الجرحى، والمفقودين، والمختطفين، الذين يواجهون الآن خطرًا كبيرًا".
أكد أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان أن "الكرسي الرسولي يتابع بقلق عميق وجدي الحرب التي تم التسبب بها، والتي ذهب ضحيتها العديد من الفلسطينيين في غزة، حيث فقدوا حياتهم ونزحوا وأصيبوا بجروح". ثم أعاد التأكيد على "التضامن" والصلوات أيضًا لعائلاتهم ولجميع المدنيين، "الأبرياء"، وإذ استعار كلمات البابا خلال صلاة التبشير الملائكي يوم الأحد الماضي قال: "الحرب هي على الدوام هزيمة للكرامة وفرصة لعدم التوصل إلى أي حل". "للأسف"، أضاف الكاردينال بارولين يقول، "إن الإرهاب والعنف والوحشية والتطرف يهددون الطموحات المشروعة للفلسطينيين والإسرائيليين". وأمل أن "يتمّ إسكات الأسلحة وأن يسود العقل ويساعد في التوقف والتفكير في الدرب الصحيح من أجل بلوغ السلام في إسرائيل وفلسطين".
وعلى هامش الحدث، وفي وقفة مع الصحفيين خارج الجامعة الحبرية، دعا الكاردينال بارولين إلى حلٍّ يساعد في "وضع الأسس" لـ "مشكلة" التعايش بين الفلسطينيين والإسرائيليين من خلال تفعيل "وسائل الدبلوماسية التي يتحلى بها المجتمع الدولي". لأنّه حذّر أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان "ما لم يتم حل هذه المشكلة، وما لم يتم العثور على صيغة للسلام، فإن هذه الأمور ستستمر في التكرار دائمًا وبشكل أشد وحشية".
مع الصحفيين، شارك الكاردينال بارولين "القلق" إزاء الاضطرابات التي تجري في العالم في هذه "المرحلة المأساوية"، ولاسيما الآن مع اندلاع "هذه الحرب الحقيقية" في الأرض المقدسة. وعبّر أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان بشكل خاص عن المرارة إزاء تاريخ يتكرر: “لقد كنا نعتقد أن المآسي التي وقعت في القرن العشرين كانت شيئًا من الماضي، وأنها لن تتكرر مرة أخرى. ولكن علينا الآن أن نلاحظ بحزن هائل وارتباك كبير أننا نعيد ارتكاب جميع أخطاء الماضي. إن التاريخ لم يعلمنا شيئًا…"
كيف يمكننا أن نُصحِّح ذلك؟ "بالتأكيد"، أكد الكاردينال بارولين، "يجب أن يكون هناك التزام الجميع لمحاولة الحدِّ من هذا الصراع الذي اندلع بشكل مفاجئ تمامًا. على الأقل من جانبنا، لم يكن أحد يتوقع أن يحدث ما حدث. ومن ثم علينا أن نستخدم جميع وسائل الدبلوماسية". وأشار بارولين إلى أنه يجب أولاً التغلب على هذا التأثير الأول "حيث يصعب التفكير في الأمور، لأن العواطف تأخذنا بسبب ما يجري…"، في الوقت الحالي يبدو كل شيء "صعبًا جدًا"، ولكن ستأتي "لحظة لا تحيُّز" وهنا، قال الكاردينال بارولين، يجب أن نبدأ "في التفكير معًا".
نداء أخير، وجهه في الختام، الكاردينال بارولين: "يجب أن نجد الشروط التي تسمح بالعيش في العدالة"، لأنه كما قال البابا بيوس الثاني عشر: "السلام هو ثمرة العدالة". لذلك، "يجب أن نجد وسيلة لحل هذه المشكلة المأساوية في العلاقات بين الفلسطينيين والإسرائيليين على أسس العدالة. هذا الأمر فقط - خلص أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان إلى القول - سيضمن سلامًا ثابتًا وتعايشًا سلميًا ومثمرًا بين الشعبين".