خلال مشاركته في أعمال اللجنة الثالثة للجمعية العامة الثامنة السبعين للأمم المتحدة الملتئمة في نيويورك ألقى المطران روبرت مورفي نائب مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة والقائم بالأعمال في البعثة الدبلوماسية مداخلة تمحورت حول تعزيز حقوق الأطفال والدفاع عنها مؤكدا أن ضمان حقوق الطفل يتماشى مع السعي إلى توفير الموارد اللازمة للأسر، وحذّر من الممارسات التي تحول الطفل إلى مجرد سلعة.
استهل الدبلوماسي الفاتيكاني مداخلته معربا عن ترحيب الكرسي الرسولي بالنقاش الدائر حول تعزير حقوق القاصرين والدفاع عنها مذكرا بأن البابا فرنسيس سلط الضوء في أكثر من مناسبة على كرامة وحقوق الأطفال التي لا بد أن تضمنها المنظومات التشريعية ككنز لا يُقدر بثمن بالنسبة للعائلة البشرية كلها، كما قال الحبر الأعظم في كلمته إلى المشاركين في مؤتمر حول موضوع "كرامة الطفل في العالم الرقمي" في تشرين الأول أكتوبر من عام ٢٠١٧.
بعدها لفت سيادته إلى أن تعزيز حقوق الأطفال وحمايتها لا يمكن أن يُفصلا عن الإجراءات الهادفة إلى دعم وحماية العائلة، خصوصا وأنها الخلية الطبيعية والأساسية للمجتمع، وتتمتع بالتالي بالحق في الحماية من قبل المجتمع والدولة على حد سواء. وهذا مبدأ أقر به الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ومن هذا المنطلق لا بد أن تكون النقاشات حول حقوق الأطفال متصلة بقضايا الأسرة.
هذا ثم أشار المطران مورفي إلى أن المجتمع الذي يدافع عن الأطفال يعزز تلقائياً رخاء العائلة، لاسيما وأن نمو الطفل – بالإضافة إلى شعوره بالهوية والانتماء، وتمتعه بالصحة والتربية والنجاح في المستقبل – مرتبط ارتباطاً وثيقا بالموارد الموفرة لدى العائلات، كي تسمح بنمو الطفل. لذا لا بد أن يوفر صانعو القرارات برامج تدعم وتكمل دورَ الأمهات والآباء، ولا تحلّ مكانهما.
تابع الدبلوماسي الفاتيكاني مداخلته مؤكدا أن الدفاع عن الطفل، بما في ذلك توفير الحماية القانونية له، يتم بعد الولادة وقبلها أيضا. وفي وقت بات فيه الطب قادراً على معالجة العديد من الأمراض التي يمكن أن تصيب الطفل قبل ولادته، يتم اللجوء إليه لقتل ملايين الأجنة من خلال الإجهاض، إذ تشير الإحصاءات إلى قتل حوالي ثلاثة وسبعين مليون طفل سنويا. وحذّر من مغبة ممارسات، كالإخصاب المساعد، التي تحول الطفل إلى مجرد سلعة تلبي رغبات البالغين عوضاً عن هبة لا بد من تقبلها والابتهاج لها. ولفت إلى أن هذه الممارسات لا تتماشى مع مبدأ احترام كرامة الطفل وحقوقه.
وبعد أن تطرق المطران مورفي إلى البيئة التي يعيش فيها الأطفال اليوم، والمطبوعة بالتقدم التكنولوجي، شدد على ضرورة السهر من أجل ضمان استخدام آمن لتلك التكنولوجيات والتصدي لكل ما من شأنه أن يعرض الأطفال للخطر، أكان من الناحية الجسدية أم الروحية. وعبر عن قلق الكرسي الرسولي حيال انتشار المواد الإباحية على الشبكة العنكبوتية.
وختم مداخلته مسلطاً الضوء على أهمية الاستثمار في التربية وسط الأطفال والوالدين أيضا، كي يحظى الصغار بالحماية في العالم الرقمي الذي نعيش فيه اليوم. كما لا بد أن ترتكز التربية الرقمية للأطفال على معرفة واحترام الكرامة التي يتمتع بها كل كائن بشري، بالإضافة إلى العمل على التصدي للتنمر السيبرياني وضمان استخدام صحي وآمن للتكنولوجيا.