بقلم: مينا ملاك عازر
مهما كنتُ أتوقع من جماعة "الإخوان" من فجاجة وبجاحة في حكمها للبلاد، لكنني كنت أكذب ما يُقال عنها إنها ستنفذ ذلك المخطط اللعين، وهو تسكين الفلسطينيين في سيناء فيتركون وطنهم، صحيح مصر هي الوطن الثاني لهم، لكن وطنهم الأول هو فلسطين، كنت أكذب كل ما يُقال إن أرض سيناء تُباع لهم، وكنت أشعر أنها مبالغة، لكن المأساة صارت حقيقة حين بدأ جنودنا البواسل في بناء مخيمات لللاجئين الفلسطينين في رفح والشيخ زويد، يا للهول يا للمهزلة السيناوية!
قولوا لنا بكام دي؟ بكام تلك الخطوة الحمقاء التي تجعلكم تتركون أرضًا دُفِع لأجلها كل غالٍ وثمين؟ صحيح أنتم لم تدفعوا فيها نكلة، ولم تبذلوا لأجلها شيئًا، لكن ذلك لا يبرر لكم ولأي أحد لم يكن من جيل أكتوبر ولا حتى من جيل النكسة - حين دُهِس الرجال تحت جنازير دبابات العدو- لكن الجماعة تفضل أن تقدم الأرض لمن لا يستحق حتى يستوطن بها، وكأنه وعد من لا يملك لمن لا يستحق يتكرر قبل مئويته، فها الجماعة التي لا تملك الأرض تقدمها لمن لا يستحقها؛ بحُجة أنها تحميهم من المحتل، وكأنها لا تدري أنها بذلك تعطي شرعية للمحتل أن يعود ليأخذ الأرض التي حررتها المقاومة الفلسطينية بدمائها بدفعهم للمقاومين أن يتخلوا عن غزة واستبدالها بسيناء!
أهكذا الأراضي والأوطان رخيصة في عيونكم؟! ألهذا الحد الدماء لا تمثل شيئًا لديكم ما دامت غير مبذولة منكم؟! ولكن لكم في دماء المقاومين الفلسطينيين دم، فمنكم من قاتل لأجل غزة، فكيف تخلونها لمصلحة إسرائيل تنفيذا لمخططاتها؟! ألهذا الحد تتنكرون للدم والأوطان والأرض في سبيل البقاء على سُّدة الحكم؟ ألا تعلمون أن الحكم زائل والكراسي زائلة؟! ألا تعتبرون مِمَن سبقوكم؟ ألا تعتبرون مِن التاريخ؟ ألا تعتبرون مِن الموت؟ ألا تعرفون أن الإنسان بعد موته لا يأخذ معه شيئًا الا العمل الصالح؟ ألا تفيقون من سُباتِكم؟ وألا تتخلون عن حبكم المؤذي للسلطة؟! ذلك الحب المؤسف الذي يعميكم عن كل ما هو ذو مقدار وقيمة!
ليتكم كنتم "عواد"! فعواد باعها لكنكم تتتخلون عنها، تهدونها بأوامر عُليا، لأهداف صفيقة، عواد "باع" وقبض الثمن مثله مثل من هُجِّروا من أوطانهم يومًا ما، لكن قولوا لنا، كم هو ثمن غزة التي تتركونها للإسرائيليين؟! كم هو ثمن سيناء التي تهدونها للفلسطينيين بكل ثرواتها الطبيعية والمعدنية؟ هل لتقديركم أن ثمن الطفل المتوفي في حادثة أسيوط يساوي 5000 جنيه؟! وهو ليس ثمنًا؟ وإنما تعويض في طفل لا يعوَّض بمال الدنيا، تظنون أن الأرض بخسة لهذه الدرجة؟! حتى التجارة التي تدعون فهمكم بها "طلعتم فاشلين فيها"، مثلها مثل كل شيء امتدت إليه أيديكم فشلتم فيه، تبيعون الأرض وأنتم لا تعرفون قيمتها المادية والمعنوية "يا فشلة" ألهذا الحد الصداقة مع أمريكا وإسرائيل بلغت حدها حتى تفعلوا ما تفعلونه بدماء باردة؟!
المختصر المفيد.. قد أسمعتُ لو ناديت حيًّا لكن لا حياء لمن تنادي!!