فاروق عطية
فخامة الرئيس: هذه الرسالة موجهة لفخامتكم من مواطن مصري يعيش في كندا حاليا، خدم الوطن في مجال عمله بكل إخلاص وتفاني قرابة السبعة وثلاثون عاما خرج منها صفر اليدين، لأنه من الجيل الذي أُطلق عليه جيل التضحيات.
في هذا الوقت الحرج الذي تواجه فيه فخامتكم الكثير من العنت في المجالين المحلي والعالمي، وأنتم مقبلون على تحدي تلك الظروف ومواجهة الانتخابات القادمة أمام رؤساء محتملين لهم شعبيتهم سواء كانت كبيرة أو ضئيلة، لكنهم في كل الظروف مدعومون بقوي خارجية مؤثرة ومترقبة. أرى أن حولك أعوان تظنهم من أهل الثقة سيان كانوا من الوزراء أو أبواق الميديا يعملون بقصد أو بدون قصد "الله وحده يعلم ما في الصدور"، هم تماما كالدبة التي قتلت صاحبها، يشوهون صورتكم في الداخل وفي الخارج أيضا. بالطبع أن فخامتكم إنسان له ما له وعليه ما عليه وليس هناك إنسان معصوم من الخطأ. وأكثر ما حببنا في فخامتكم أتكم خلصتمونا من أخوان الشياطين الذين عاثوا في الوطن فسادا، وأكثر ما أخذناه علي فخامنكم سكوتكم أو صبركم على ما يفعله السلفيين وهم أخطر على نسيج الوطن من إخوان الشياطين.
في المجال الداخلي أعرض لفخامتكم بعض الصور كمثال: وزارة الداخلية بدلا من تقديم صورة مقبولة على الأقل حول مبدأ الشرطة في خدمة الشعب، نراها تتعقب المعارضين وتزج بهم في المعتقلات بدون محاكمة ولا نعلم إذا ما كان ذلك بعلمكم أو بدونه. وزارة التموين والتجارة الداخلية لا تقوم بواجبها قي تحديد أسعار مقبولة خاصة للسلع الضرورية لحياة الانسان المعدم وتركته فريسة سهلة لجشع المستوردين والتجار. وزارة المالية والاقتصاد لا حول ولا قوة لها في الحفاظ على القوة الشرائية للجنيه المصري وتركته يتهاوى أمام العملات الصعبة لدرجة مذرية دون العمل الحقيقي لمحاربة السوق السوداء التي ساهمت بالإصافة للأحداث العالمية في هذا التدني والانهيار.
والكارثة الأكبر في المجال الخارجي، علي سبيل المثال ما فوجئنا به نحن المصريين المقيمين في كندا، ولا ندري من هو المسؤول عن هذه الكارثة.
علمنا وفقاً للصفحة المخصصة للسفر إلى مصر على موقع وزارة الشؤون العالمية الكندية أنه اعتباراً من يوم الأحد (أول أكتوبر 2023)، سيحتاج الكنديون المسافرون إلى مصر إلى زيارة السفارة المصرية في أوتاوا أو قنصلية مصرية في كندا لتقديم طلب تأشيرة قبل مغادرتهم كندا. واعتباراً من يوم الجمعة (6 أكتوبر) سيحتاج أيضاً الكنديون الذين يحملون وثيقة تثبت أنهم مصريون لطلب تأشيرة لدخول مصر. وقبل هذا التعديل كان بإمكان الكنديين الذين يحملون جواز سفر مصرياً أو بطاقة هوية مصرية أو وثيقة ولادة تثبت أنهم مولودون في مصر دخولُ مصر بدون تأشيرة.
يقول رئيس ’’شبكة الأعمال الكندية المصرية: يوجد في كندا أكثر من نصف مليون مصري يعيشون في كندا، ويسافرون في معظمهم إلى وطنهم الأم بجواز سفرهم الكندي لأنهم لم يجددوا جواز سفرهم المصري أو لأنّهم لا يحملون بطاقة هوية وطنية. وهذا يعني أنّ الأشخاص الذين يسافرون بجواز سفرهم الكندي بسبب انتهاء صلاحية جواز سفرهم المصري أو عدم امتلاكهم له أو لأي سبب آخر، سيحتاجون إلى الحصول على تأشيرة دخول.
ويأتي هذا التغيير من قبل السلطات المصرية رداً على إجراءات كندية يُمنع بموجبها مواطنون مصريون من الحصول على تأشيرة إلى كندا، وهو ما تعتبره القاهرة أمراً مسيئاً لـ’’كرامة الدولة المصرية‘‘، كما جاء في إعلان صادر عن السفارة المصرية في أوتاوا
ويتحدث الإعلان، الذي أُرسل بالبريد الإلكتروني إلى الكنديين المصريين، عن ’’مبدأ المعاملة بالمثل".
يعرض فيديو يرجع سبب هذا التغيير إلي أن شخصا له صلة بشخصية نافذة في مصر تقدم للسفارة الكندية للحصول على تأشيرة دخول كندا للهجرة ورفض طلبه لصلته بأعمال جنائية من وجهة النظر الكندية مما أغضب النظام المصري وطالب المعاملة بالمثل. وهذا الفيديو يلمّح إلي أن هذا الشعص ينتمي لفخامتكم.
فخامة الرئيس، لماذا هذا التحول الدراماتيكي يحدث الآن ؟ والآن بالذات؟ وكلنا نعلم أن جميع السفارات حتي سفارات الدول العربية الشقيقة تسيئ معاملة المصريين الطالبين للتأشيرة وتتركهم بالساعات الطوال في نقحة الشمس وحرها القاتل طوابير طويلة وبالكاد توافق علي النذر اليسير وترفض الكثير ولم نر حكومتنا الموقرة تعترض على هذه التجاوزات في حق المواطنين المصريين البؤساء، لماذا الآن تقوم القائمة ضد السفارة الكندية وتكيل لها الاتهامات ؟
أنا أعلم أن المصريين يعاملون بطريقة مسيئة في السفارة الكندية خاصة من العاملين المصريين في السفارة وفي الغالب دون علم السفير نفسه بهذه التجاوزات. لماذا استيقظت الحكومة المصرية الآن وانتفضت لكرامة المصريين المهدرة من عشرات السنين ؟. لماذا لم يتوجه مسؤول من الوزارة إلي السفارة الكندية ومناقشة الأمر مغ السفير، أو يطلب الوزير من السفير أن يأتي إلى مكتبه ويناقشه في الأمر ؟ وإذا رأت الحكومة المصرية أنه من الصواب المعاملة بالمثل هذا حق وواجب ولكن ليس على حساب الجالية المصرية المحميين من هذا العبث بالدستور المصري. كيف يطلب من المصري الحامل لجواز السفر المصري وبطاقة الهوية المصرية أن يطلب تأشيرة دخول لموطنه وبيته.. يا للعار !!
نحن هنا ندفع الأصدقاء الكنديين دفعا لزيارة مصر والتمتع بجوها ونراثها الحضاري أي أننا نشجعهم على السياحة بمصر ونؤكد لهم أن ما يسمعون عنه من دعايات مسيئة كالتحرش والابتذاذ في طلب البقشيش أكاذيب وأن مصر مضيافة ومحبة ورخيصة التكاليف، ونجد العكس يأتي من الحكومة الموقرة بالتحريض علي وقف السياحة من كندا، بقرار متهور وغير مدروس العواقب.
ألا تري فخامتكم أن هذا القرار في هذا التوقيت له دلالات ومغزي واضح ؟. في رأيي أن بعض أعوانك يسيئون لفخامتكم بهذه المهزلة ويوغرون صدور المصريين في كندا ضدكم حتي لا يعطون أصواتهم لكم في الانتخابات القادمة، كيف أعطي صوني لمن حرمني من زيارة أهلي وبلدي؟؟
هذا ما أردت إحاطة فغخامتك به حتى تتدارك فخامتكم الأمر وتعيد الوضع لما كان عليه وشكرا.