محرر الأقباط متحدون
ألقى أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول والمنظمات الدولية رئيس الأساقفة بول ريتشارد غالاغر، ألقى مداخلة أمام الجمعية العامة الثامنة والسبعين للأمم المتحدة عبر فيها عن قلقه حيال تزايد الصراعات المسلحة وإزاء المخاطر التي تشكلها الأسلحة النووية، مشددا على ضرورة أن تعيد منظمة الأمم المتحدة إطلاق التنسيق بين الدول للتوصل إلى الأهداف المشتركة.
استهل الدبلوماسي الفاتيكاني مداخلته متوقفا عند تقهقر الثقة بين الأمم، ما أدى إلى ارتفاع مقلق في الصراعات والحروب، معتبرا أنه من الأهمية بمكان أن تُصب الجهود اليوم على إعادة بناء الثقة بغية ضمان الاستقرار والسلام والازدهار في العالم كله. وحذّر سيادته من الاستعمار الأيديولوجي، وهي مسألة تطرق إليها البابا فرنسيس في أكثر من مناسبة، في إشارة إلى محاولات بعض الدول فرض أفكارها وأجنداتها على دول أخرى، حيث تسعى الدول الغنية والقوية إلى فرض نظرتها على تلك الفقيرة وتروج لقيمها الثقافية. في هذا السياق شدد غالاغر على أهمية العودة للإصغاء والحوار من أجل حل الصراعات والتخفيف من معاناة البشرية.
مداخلة المسؤول الفاتيكاني تمحورت حول مفاهيم ثلاثة: حوارٌ، مسؤولية متقاسمة وتعاون؛ التي تقود إلى مقاربة ناجعة ومتعددة الأطراف في ضوء التضامن العالمي، الذي يتحقق من خلال مد يد المساعدة للمتألمين، عندما تتخلى الحكومات عن مصالحها الخاصة وعن سعيها إلى ترسيخ نفوذها من أجل تلبية احتياجات الأشخاص الأكثر هشاشة. وهنا تكمن أهمية الدور الذي تلعبه المنظمة الأممية المدعوة إلى إعادة إطلاق التنسيق بين الدول كافة، بغية تحقيق الأهداف المشتركة.
كما تطرق سيادته إلى مسألة استخدام الطاقة النووية لغايات حربية، وهو موضوع طُرح مجددا على طاولة النقاش منذ اندلاع الحرب الأوكرانية، وذكّر بأن البابا يرى في ذلك جريمة ضد كرامة الكائن البشري، ويؤكد أن مجرد حيازة هذه الأسلحة هي مسألة لا أخلاقية. ومن هذا المنطلق اعتبر غالاغر أن إزالة الأسلحة النووية بالكامل تصبح تحدياً وواجباً أخلاقيا وإنسانيا، كما لا بد أن يتم استخدام الأنواع الأخرى من الأسلحة بطريقة تتماشى مع القانون الإنساني الدولي.