خبير: التقدم مع صندوق النقد الدولي قد يدفع أداء ديونها للتفوق على الأسواق الناشئة

 
قالت وكالة "بلومبرغ" إن السوق باتت متشككة إزاء التعامل مع الأزمة التي تحدث مرة واحدة كل عقد في أكبر دولة في العالم العربي من حيث عدد السكان.
 
سيستغرق بنك "جيه بي مورغان تشيس آند كو" فترة 3 إلى 6 أشهر لتقييم أهلية مصر لمؤشر سنداته بعد قرار الأسبوع الماضي بوضع البلاد تحت المراقبة السلبية نتيجة للعقبات التي أبلغ عنها بائعو الأوراق المالية الحكومية في إعادة العملات الأجنبية إلى الخارج أو ما يعرف باسم "Repatriation fund". وقبل شهر، قالت وكالة موديز لخدمات المستثمرين إنها توسع نطاق مراجعة لخفض تصنيف مصر.
 
لكن القليل منهم ظلوا غير حاسمين طوال هذه الفترة مثل صندوق النقد الدولي، بعد عام تقريباً من تمديد حزمة الإنقاذ بقيمة 3 مليارات دولار. ولم تتم حتى الآن المراجعة الأولى لبرنامج مصر، التي كان متوقعا إجراؤها في شهر مارس، وهو ما يمثل تأخيراً كبيراً بالنسبة للحكومة التي تواجه صعوبة في الوصول إلى أسواق رأس المال بالخارج وغير قادرة الآن على الوصول إلى الشريحة التالية من قرض صندوق النقد الدولي.
 
"قطر للطاقة" توقع عقداً بـ 3.9 مليار دولار مع "هيونداي للصناعات الثقيلة"
شركات
شركات"قطر للطاقة" توقع عقداً بـ 3.9 مليار دولار مع "هيونداي للصناعات الثقيلة"
ويشعر مستثمرو السندات في مصر بالقلق لضخ رأس المال مع إنفاق الحكومة ما يقرب من نصف إيراداتها على سداد الفوائد.
 
وفي الوقت نفسه، تواجه مصر فجوة تمويلية تراكمية تقدر بأكثر من 11 مليار دولار على مدى السنوات الخمس المقبلة، وفقا لمجموعة "غولدمان ساكس".
 
مدير صناديق الأسواق الناشئة في شركة " فونتوبل لإدارة الأصول"، كارلوس دي سوزا، يرى أن التقييمات الحالية تعكس بالفعل السيناريو غير المؤكد الذي تواجهه مصر.
 
على المحك بالنسبة للمستثمرين هو كيفية - أو حتى ما إذا كان - تحديد وقت العودة إلى البلد الذي جعلته أسعار الفائدة المرتفعة ذات يوم نقطة جذب للأموال الساخنة.
 
في نصف العقد الذي سبق الجولة الأولى من الجولات الثلاث لتخفيض قيمة العملة التي بدأت في مارس 2022، قدمت مصر واحدة من أكثر عمليات تجارة الفائدة - carry trades- ربحية في العالم.
 
ولم تعد حالة الاستثمار حول الاقتصاد الذي يبلغ حجمه 470 مليار دولار هي نفسها منذ صدمة أسعار السلع الأساسية الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا وانخفاض قيمة العملة مجتمعين، مما أدى إلى وصول التضخم في مصر إلى مستويات قياسية.
 
وبات احتمال تحقيق انفراجة سريعة مع صندوق النقد الدولي بعيداً بشكل متزايد، حيث لم تعلق "فونتوبل" آمالها على اجتماعات الصندوق في مراكش الشهر المقبل للتوصل إلى نتيجة إيجابية، وفقاً لدي سوزا. وينتظر صندوق النقد الدولي أن تنفذ مصر الإصلاحات بما في ذلك الانتقال إلى سعر صرف مرن.
 
وعندما طلبت "بلومبرغ" منه التعليق، قال المتحدث باسم صندوق النقد الدولي إن الصندوق يواصل "ارتباطه الوثيق مع مصر وسيعلن عن التحديثات" في الوقت المناسب".
 
وفي حين حققت مصر بعض التقدم في مبيعات الأصول - ويعتقد صندوق النقد الدولي أن السلطات أصبحت الآن أكثر جدية في تنفيذ خطة الخصخصة الطموحة، حسبما نقلت وكالة "بلومبرغ" عن مصادر - إلا أن البلاد لم تجمع بعد ما يكفي من العملة الأجنبية لتخفيف الأزمة المالية. والتي من بينها تصفية تراكم طلبات الدولار من المستوردين والشركات الأخرى.
 
ولدى الحكومة أكثر من 45 مليار دولار من أصول سندات اليورو ومدفوعات الفائدة المستحقة على مدى العقد المقبل، وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ".
 
وقال جوردون باورز، المحلل المقيم في لندن لدى شركة كولومبيا ثريدنيدل للاستثمارات، "أي تقدم مع صندوق النقد الدولي يمكن أن يؤدي إلى انعكاس في حظوظ مصر وتفوق أداء ديونها في الأسواق الناشئة". ويعتقد باورز أنه يمكن التغلب على القيود السياسية التي تعيق التحول إلى سعر صرف أكثر مرونة في حالة فوز السيسي بولاية أخرى.
 
وبدأ بنك "سوسيتيه جنرال" عملية تداول ترقى إلى مستوى الرهان على انخفاض قيمة الجنيه.