كتب - محرر الاقباط متحدون
طالب قداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، الدول الاوروبية باستضافة المهاجرين، وقال قداسته في عظة القداس الإلهي باستاد مارسيليا في ختام زيارته الرسولية :" الله هو علاقة ويزورنا غالبًا من خلال اللقاءات البشرية، عندما نعرف كيف ننفتح على الآخر، عندما يكون هناك ارتكاض لحياة الأشخاص الذين يمرون بقربنا كل يوم وعندما لا يبقى قلبنا فاترًا وغير مبالٍ إزاء جراح الأشخاص الأكثر هشاشة.
إن مدننا الكبرى والعديد من الدول الأوروبية مثل فرنسا، التي تتعايش فيها ثقافات وأديان مختلفة، تشكل بهذا المعنى تحديًا كبيرًا ضد سخط الفردية وضد الأنانية والانغلاقات التي تنتج أشكال الوحدة والآلام.
لنتعلم من يسوع أن نتأثر بالذين يعيشون بقربنا، ولنتعلم منه هو الذي، إزاء الجموع المتعبة والمُنهَكة، شعر بالشفقة وتأثر، وأحسَّ بارتكاضات رحمة أمام الجسد الجريح للأشخاص الذين كان يلتقي بهم. وكما يؤكِّد أحد قديسيكم العظام، "علينا أن نحاول أن نُليِّنَ قلوبنا، ونجعلها حساسة لآلام الآخرين وبؤسهم، وأن نصلي إلى الله لكي يمنحنا روح الرحمة الحقيقي، الذي هو روحه"، لكي نعترف بأنَّ الفقراء هم "أربابنا وأسيادنا".
أيها الإخوة والأخوات، تابع الحبر الأعظم يقول أفكر في "ارتكاضات" فرنسا العديدة، وتاريخها الغني بالقداسة والثقافة والفنانين والمفكرين، الذين شغفوا أجيالاً عديدة. واليوم، تحتاج حياتنا وحياة الكنيسة، وفرنسا، وأوروبا إلى هذا: إلى نعمة الارتكاض، إلى ارتكاض جديد للإيمان والمحبة والفرح. نحن بحاجة لأن نجد مجدّدًا الشغف والحماس، وأن نكتشف مجدّدًا طعم الالتزام في سبيل الأخوَّة، والجُرأة مجدّدًا لمخاطرة المحبة في العائلات وتجاه الأشخاص الأكثر ضعفًا، ولأن نكتشف مجدّدًا في الإنجيل نعمة تحوّل الحياة وتجعلها جميلة. لننظر إلى مريم، التي أزعجت نفسها إذ وضعت نفسها في مسيرة وتعلمنا أن الله هو هكذا تمامًا: هو يزعجنا ويضعنا في حركة ويجعلنا "نرتكض"، كما حدث لأليصابات. ونحن نريد أن نكون مسيحيين يلتقون بالله بالصلاة والإخوة بالمحبة، ويرتكضون ويهتزون ويقبلون نار الله لكي يسمحوا بعدها بأن تُحرقهم أسئلة اليوم، وتحديات البحر الأبيض المتوسط، وصرخة الفقراء، "واليوتوبيات المقدسة" للأخوة والسلام التي تنتظر أن تتحقق.
وختم البابا فرنسيس عظته بالقول معكم أرفع الصلاة إلى العذراء مريم، Notre Dame de la Garde، لكي تسهر على حياتكم، وتحرس فرنسا وأوروبا بأسرها، وتجعلنا نرتكض بالروح. وأريد أن أفعل ذلك بكلمات أحد شعرائكم: "أرى الكنيسة مفتوحة.
ليس لدي ما أقدمه ولا ما أطلبه. جئت فقط يا أمي لأنظر إليكِ. لأنظر إليكِ وأبكي من السعادة، وأنا أعلم هذا: أنني ابنكِ وأنكِ هنا.جئت لأكون معك يا مريم في هذا المكان الذي أنت فيه، لأنك هنا على الدوام، ببساطة لأنك مريم، ببساطة لأنك موجودة، لكِ الشكر يا أم يسوع المسيح.