ياسر أيوب
بعيدًا عن ويمبلدون وأمريكا المفتوحة ورولان جاروس وأستراليا المفتوحة كأكبر وأهم وأشهر بطولات العالم للتنس.. يبقى كأس ديفيز بطولة عالمية وحيدة وكبرى للبلدان وليست للأفراد.. وعلى الرغم من أن التنس كان من أولى الألعاب التى تعلمها المصريون من الإنجليز فى نادى الجزيرة أولًا، ثم أصبحت لعبة أساسية وضرورية فى أى نادٍ يتأسس فى مصر سواء أندية مصرية أو فرنسية ويونانية وإيطالية.
وأن مصر بدأت تنظم بطولاتها المحلية للتنس فى القاهرة والإسكندرية منذ 1890 ونظمت بطولتها الدولية منذ 1925 وبدأت تشارك فى كأس ديفيز للتنس منذ 1929.. فإن مصر لم تحلم مطلقًا بالفوز بكأس ديفيز إلا مرة وحيدة فى 1950.. وكانت حين منح الملك فاروق الجنسية المصرية لبطل التنس التشيكوسلوفاكى ياروسلاف دروبنى، الذى هرب من بلده بعد الانقلاب الشيوعى.
وتخيل الملك أن هذا اللاعب الدولى الكبير هو الذى سيفوز لمصر بكأس ديفيز ثم فوجئ فاروق بأن لوائح كأس ديفيز تمنع مشاركة ياروسلاف بعَلَم مصر لأنه سبقت له المشاركة بعَلَم تشيكوسلوفاكيا.. واكتفى ياروسلاف بأن يمنح مصر بطولة ويمبلدون مرة ورولان جاروس مرتين.. ومثلما يبقى التنس فى مصر إحدى أكبر ألغازها الكروية حيث لم تملك مصر فى هذه اللعبة إلا نجومًا قليلين فى الماضى والحاضر رغم تاريخ طويل وعريق وتجربة أطول عمرًا وأكثر انتشارًا وازدهارًا من الاسكواش على سبيل المثال.
فإن بطولة كأس ديفيز نفسها تبقى إحدى أكبر قضايا الغش والخداع فى تاريخ الرياضة العالمية وليس التنس فقط.. فلم يكن الأمريكى ديفيز هو الذى اخترع البطولة التى حملت اسمه، وتم بالعمد تجاهل أصحاب الفكرة الذين فكروا فى هذه البطولة ووضعوا نظامها.. وبعيدًا عن اللغز المصرى والغش الأمريكى، فهو دائمًا خبر سعيد أن يحقق التنس المصرى انتصارات دولية.
وفى بطولة كأس ديفيز الحالية.. وفى القسم الثانى للمجموعة العالمية.. فازت مصر، الأسبوع الماضى، على أوروجواى 3/1 فى نادى كارسكو فى مونتيفيديو.. وكان جميلًا أن تشيد صحافة أوروجواى بأداء لاعبى مصر.. محمد صفوت وكريم مأمون وعمرو السيد وفارس زكريا وأكرم السلالى.. ومثلما كان إسماعيل الشافعى، نجم مصر الكبير، رئيس اتحادها للتنس، وكل أعضاء الاتحاد فخورين بانتصارات لاعبيه.
كانت هالة البشلاوى، سفيرة مصر فى أوروجواى، سعيدة بالتزام وجدية وانتصارات نجوم بلدها فى مونتيفيدو.. وأُجريت القرعة، أمس الأول، وأسفرت عن مواجهة فى إبريل المقبل بين مصر والإكوادور لتحديد مَن منهما ستتأهل للقسم الأول للمجموعة الدولية.. والمؤكد أن أبطال المنتخب المصرى الحالى يحلمون ويريدون تكرار إنجازى 1982 و1985 حين تأهلت مصر لما قبل نهائى المجموعة الأوروبية.
نقلا عن المصرى اليوم