Bernard Moritez
( 1895- 1939 )
إعداد/ ماجد كامل
يمثل المستشرق الألماني برنارد موريتز Bernard Moritez ( 1895- 1939 ) أهمية كبيرة في تاريخ الدراسات الأشتسراقية في مصر ، فلقد كانت له العديد من الكتابات الهامة في مجال علوم الاستشراق Orientalism . كما كان دور كبير في تطوير دار الكتب الفضل في تطوير دار الكتبخانة الخديوية ، من خلال تطوير قاعة البرديات بها ، كما تم في عهده نقل مبني دار الكتب من درب الجماميز إلي باب الخلق . كذلك أيضا كان عضوا في ما يعرف ب"لجنة الآثار القبطية " التي تكونت عام 1903 ، ولكن لم يكتب لها النجاح كما سوف نري في ذلك المقال :-
أولا : - تاريخ ميلاده ونشأته وأهم كتاباته :
أما عن برنارد موريتز نفسه ، فهو كما جاء عنه في كتاب " المستشرقون " لنجيب العقيقي " مدير مكتبة المعهد الشرقي ببرلين ، ثم مدير دار الكتب الوطنية بالقاهرة ، وقد طوف في الشرق من العراق إلي المغرب بحثا عن الجغرافيا التاريخية ، وصور ووثائق دير سيناء ، وأودعها عند قنصل ألمانيا عندما رجع إلي برلين ( 1914 ) فصادرها الإنجليز وأحرقوها ظنا منهم أنها وثائق جاسوسية .... ومن آثاره : قطع عربية من تأليف اهل زنجبار وعمان ، ومجموعة الخطوط العربية من القرن الأول الهجري حتي عام 1000 ،وتشتمل علي 188 لوحا . ... وجغرافية الجزيرة العربية الطبيعية والتاريخية (هانوفر 1925 ) والتحفة السنية بأسماء البلاد المصرية لابن الجيعان ( متنا وترجمة ألمانية ) . وصنعة الحي القيوم في تاريخ الفيوم لابن عثمان النابلسي الصفدي . ومن دراساته : البتراء ( منوعات الكلية الشرقية بجامعة القديس يوسف في بيروت 1908 ) . وابن سعيد الصقلي ، والآثار العربية في سيناء ( نشرة المعهد المصري 1910 ) وفرمانات سليم الأول ( 1915 ) وقواعد العربية ( 1915 ) ومن تاريخ الجزيرة العربية ( الشرقيات 1935 ) . وله بعض الكتابات في المجلة الشرقية الألمانية .
( لمزيد من الشرح والتفصيل : نجيب العقيقي : المستشرقون ، الجزء الثاني ، صفحة 757 ) .
ولقد كتب عنه أيضا الدكتور عبد الرحمن بدوي في موسوعته عن " المسشرقون " فقال عنه " مستشرق ألماني ، وصار في 1896 مديرا لدار الكتب المصرية بالقاهرة ، واستخرج من مخطوطاتها 188 لوحة فوتوغرافية تمثل مختلف الخطوط وأصدرها في مجلد بعنوان الخطوط العربية Arabic Paleography ( 1906 ) . تجول في العالم العربي كله من العراق حتي مراكش . وأهتم بالجغرافيا التاريخية . ومن ثمار هذا الاهتمام أصدر في 1923 كتابا عن "جزيرة العرب " فيه دراسات ثمينة عن الجغرافيا الطبيعية والتاريخية لشبه الجزيرة العربية ..... وأصدر مورتس في 1892 مجموعة من الكتابات العربية الماخوذة من عمان وزنزبار
( عبد الرحمن بدوي : موسوعة المستشرقين ، صفحة 575 ) .
ولقد ذكرت أحد المواقع أنه ولد في 13 سبتمبر 1859 ، وتوفي في 22 سبتمبر 1939 عن عمر يناهز 80 عاما .
نماذج من كتاباته :-
خلال عام 1916 ، نشر موريتس ألبوم صور من فلسطين وشمال الجزيرة العربية وسيناء ، وهو ألبوم ضخم يتألف من 195 صور لمشاهد من الشرق الأوسط التقطها موريتس بنفسه . ويحتوي الألبوم علي مناظر للقدس ومكة والمدينة والحجاز وجدة في شبه الجزيرة العربية ، والبتراء في الأدرن ، وجبل سيناء في مصر . ويظهر الألبوم كذلك مناظر للأجزاء الخارجية لمعابد ومساجد وبقايا آثار ، ومناظر لشوارع في مكة والمدينة ؛ وقري صغيرة ومناظر للصحراء ؛ وصور جماعية غير رسمية لعرب يبنون سكة حديد الحجاز ، والصور مصحوبة بنص توضيحي كتبه موريتس باللغة الالمانية ، وتمت ترجمته من موقع مكتبة الكونجرس الأمريكية .
جهوده في دار الكتب :-
أولا : نقل مبني دار الكتب من درب الجماميز إلي باب الخلق :
طالب الدكتور موريتز في تقرير رفعه إلي وزير المعارف في 24 يوليو 1897 بضرورة الإسراع في بناء مبني جديد للدار ، لأن المكان القديم للكتبخانة لا يمكن وقايته من الحريق ، كما أن سعته غير مناسبة لإستيعاب المزيد من الكتب ، كذلك الدور الأول فيه رطب جدا مما يسبب ضررا بالغا للكتب والمخطوطات . وفي عام 1899 ،وضع الخديوي عباس حلمي الثاني ( 1874- 1944 ) حجر الاساس لمبني الكتبخانة ، وخصص الطابق الأرضي منه لدار الآثار العربية . وبالفعل انتقلت إليه الدار في عام 1903 ، وفتح أبوابه للمترددين عليه في أول عام 1904 ( أيمن فؤاد سيد أحمد :- دار الكتب المصرية : تاريخها وتطويرها ، أوراق شرقية للطباعة والنشر ، 1996 ، الصفحات من 26- 28 ) .
ثانيا : اقتناء مجموعة من أوراق البردي :-
يرجع الفضل الأول إلي موريتز في اقتناء دار الكتب لمجموعة من البرديات العربية ، ومن بينها مجموعة الأوراق التي حصل عليها في كوم اشقاو ، والتي تمدنا بعدد وفير من مراسلات قرة بن شريك ( 700- 715 م ) أحد ولاة مصر في العصر الاموي . ولقد نشر المستشرق الألماني كارل هنريش بيكر Carl Heinrick Becker ( 1876- 1933 ) ، كما نشر الأمير ليون كايتاني Leoni Catanai ( 1869- 1926 ) بعض النماذج المصورة لهذه الأوراق ، كما نشر موريتس بعض منها في كتابه " علم الخط العربي " . وللأسف الشديد كان الكثير من هذه الأوراق في حالة سيئة ، فعكف العالم النمساوي الشهير أدولف جروهمان Adolf Grohman ( 1887- 1977 ) ، علي تجميعها وترميميها ، وكان مجموع ما تمكن من دراسته هو 444 ورقة فقط نشرت ستة مجلدات صدرت باللغة العربية ما بين 1934 و1947 ، بالإضافة إلي مجموعة أخري معدة للنشر في ثلاثة أجزاء ( أيمن فؤاد سيد أحمد : دار الكتب المصرية :تاريخها وتطورها ، أوراق شرقية للطباعة والنشر والتوزيع ، 1996 ، صفحة 47 ، 48 ) .
ثالثا -تكليف المستشرق الإنجليزي ستانلي لين بول بوضع فهرس وصفي لمسكوكات دار الكتب :
قام العالم موريتز بتكليف العالم الانجليزي الشهير ستانلي لين بول Stanly Lane –Pool ( 1854 – 1931 ) بوضع فهرس للمسكوكات التي تملكها دار الكتب ، وذلك علي غرار الفهرس الذي وضعه لمجموعة النقود العربية والإسلامية بالمتحف البريطاني ، ولقد تم إنجاز الفهرس وطبعه في لندن عام 1897 علي نفقة الكتبخانة ( مشيرة جمال اليوسفي : دار الكتب المصرية سيرة ..... ومسيرة ، الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية ، صفحة 198 ) .
رابعا :- اكتشاف وإضافة مسكوكات جديدة إلي رصيد المسكوكات التي قام ستانلي لين بول بفهرستها :-
ففي الفترة ما بين أعوام ( 1898- 1902 ) ، أضيف إلي قسم المسكوكات مجموعة من الدنانير الفاطمية التي عثر عليها في تل أشمون الرمان ( أحدي قري مركز دكرنس محافظة الدقهلية ) ، كما أهتم بشراء مجموعة جديدة من الدراهم ، ونتيجة لهذه الإضافات المتوالية ، وصلت مجموعة هذه المسكوكات في نهاية عام 1903 إلي 3260 قطعة ، مما جعلت مجموعة المسكوكات في دار الكتبخانة تضاهي المجموعات الموجودة في متاحف ومكتبات أوربا وعلي الأخص في لندن وباريس . ( أيمن فؤاد سيد أحمد :- نفس المرجع السابق ، الصفحات 50 ، 51 ) .
تكليف المؤرخ الشهير "توفيق إسكاروس " ( 1871- 1942 ) بوضع فهرس لقتنيات المكتبة البطريكية :
ففي عام 1903 ، قام عالم الآثار الفرنسي " جان كليدا Jean Cledat ( 1871- 1934 ) ، بتأسيس ما عرف "جمعية تاريخ الآثار المصرية بالقطر المصري " فكون لجنة من العلماء الآتي أسمائهم :-
1- الفريد بتلر :-Alfred Butler ( 1850- 1936 ) .
2- سومرز كلارك :- Somers Clark ( 1841- 1926 ) .
3- برنارد موريتز :-Bernhard Moritez ( 1859- 1939 )
4- ماكس هرتز : -Max Hertz ( 1859- 1919 ) .
( توفيق إسكاروس :-مكس هرتس باشا وفضله في حفظ الآثار العربية ، مجلة الهلال ، 1 يوليو 1919 ، العدد رقم 10 ،صفحة 925 ) .
وفي سبيل تفعيل عمل تلك اللجنة ، كلف برنارد موريتس باعتباره مدير الكتبخانة الخديوية توفيق إسكاروس ( وكان يعمل وقتها مديرا للقلم الأجنبي بالكتبخانة ) بعمل حصر مبدئي لمقتنيات المكتبة البطريركية بكلوت بك ، فقابل البابا كيرلس الخامس (1874- 1927 ) بابا الكنيسة القبطية رقم 112 ، وكان هو البطريرك وقتها ، وعرض عليه الأمر . فرحب قداسته جدا ، بل زاد علي ذلك وطالبه بتنظيم فهرس المكتبة البطريركية ووضع لوائح للاستعارة بها علي غرار اللوائح الموجودة بالكتبخانة الخديوية .
ولقد قام توفيق إسكاروس بالقيام بالمهمة علي خير وجه ، علي الرغم من أن عمل اللجنة نفسها لم تعمر طويلا (دونالد مالكوم ريد: فراعنة من ؟ ترجمة رؤوف عباس ، المجلس الأعلي للثقافة ، المشروع القومي للترجمة ،الكتاب رقم 708 ، 2005 ، صفحة 385 ) .
بعض مصادر ومراجع المقالة :-
1-نجيب العقيقي : المستشرقون ، الجزء الثاني ، صفحة 757 .
2-عبد الرحمن بدوي : موسوعة المستشرقين ، دار العلم للملايين ، بيروت ، الطبعة الثالثة ، يولية 1939 ، صفحة 757 .
3-أيمن فؤاد سيد أحمد :- دار الكتب المصرية تاريخها وتطورها ، أوراق شرقية للطباعة والنشر والتوزيع ، 1996 .
3-مشيرة جمال اليوسفي : دار الكتب المصرية سيرة .. ومسيرة ، مراجعة د . عماد أحمد هلال ، دار الكتب والوثائق القومية ، 2009 .
4-توفيق إسكاروس :- مكس هرتز وفضله في حفظ الآثار العربية ، مجلة الهلال ، 1 يوليو 1919 ، صفحة 925 .
5-دونالد مالكوم ريد : فراعنة من ؟ ترجمة رؤوف عباس ، المجلس الأعلي للثقافة ، المشروع القومي للترجمة ،الكتاب رقم 708 ، 2005 ، صفحة 385 ) .