د. أمير فهمى زخارى المنيا
 الملك فؤاد فوجئ بوجود عرافة كانت تتجول في الحدائق وتنبأت له بمستقبل حافل وملك مزدهر.. وقد طلبت منه أن يحافظ على أول حرف في اسمه حرف الفاء ويطلقه على أولاده وذريتهم من بعده....

فأمر الملك بوضع حرف الفاء لتزيين أجزاء مختلفة من القصر وأعلى البوابات وأطلق أسماء تبدأ بحرف الفاء على جميع أولاده:
أولاد الملك فؤاد الأول والملكة نازلي:
فاروق الابن الأكبر وله أربع شقيقات:
1- الأميرة فوزية بنت فؤاد الأول
2- الأميرة فايزة بنت فؤاد الأول
3- الأميرة فائقة بنت فؤاد الأول
4- الأميرة فتحية بنت فؤاد الأول

إخوة غير أشقاء من الملك فؤاد والأميرة شيوه كار التي طلقها الملك فؤاد في 1898 وهما:
-  الأميرة فوقية بنت فؤاد الأول

وتابع الملك فاروق استخدام حرف الفاء في تسمية زوجته الملكة فريدة ثم الاميرات فوزية وفريال وفايدة...
ولكنه عندما تزوج ناريمان وأنجب منها الامير أحمد فؤاد لم يتبع نفس التقليد... فجاءت نهاية ملكه ونفيه خارج البلاد مع ثورة 1952..

كيف مات الملك فاروق؟
توفي في ليلة 18 مارس 1965، في الساعة الواحدة والنصف صباحًا، بعد تناوله لعشاء دسم في «مطعم إيل دي فرانس» الشهير بروما، وقيل أنه اغتيل بسم الأكوانتين (بأسلوب كوب عصير الجوافة) على يد إبراهيم البغدادي أحد أبرز رجال المخابرات المصرية الذي أصبح فيما بعد محافظًا للقاهرة، والذي كان يعمل جرسونًا بنفس المطعم بتكليف من القيادة السياسية والتي كانت تخشى من تحقق شائعة عودته لمصر.

في تلك الليلة أكل وحده دستة من المحار وجراد البحر وشريحتين من لحم العجل مع بطاطا محمرة وكمية كبيرة من الكعك المحشو بالمربى والفاكهة، شعر بعدها بضيق في تنفس واحمرار في الوجه ووضع يده في حلقه، وحملته سيارة الإسعاف إلى المستشفى وقرر الأطباء الإيطاليون بأن رجلًا بدينًا مثله يعاني ضغط الدم المرتفع وضيق الشرايين لا بد أن يقتله الطعام.

روت الاميرة فريال في لقائها مع قناة دريم بانه قتل إثر تعرضه لسم يسبب توقف القلب وان ترى ان التشريح لم يكن ليثبت شيئا.

بينما روت اعتماد خورشيد في مذكراتها اعتراف صلاح نصر لها بتخطيطه لعملية القتل، ولكن لم تتم تحقيقات رسمية في ذلك، ورفضت أسرة الملك تشريح جثته مؤكدة أنه مات من التخمة.

هل تؤمن بالعرافة.. هل تؤمن بان نهاية الملك فاروق كانت بسبب عدم تسميه ابنه الأخير باسم يبدأ بعرف الفاء كما قالت العرافة لوالده الملك فؤاد !!!؟؟؟؟

يقول الكتاب المقدس:
العِرافة هي التنبؤ بأمور عديدة قبل أن تحدث، إمّا بادعاء الوحي الكاذب، أو بقراءة الكف أو الفناجين أو التطلع في النجوم أو باقي عمليات السحر والتفاؤل التي يعتبرها الكتاب حيلًا شيطانية ورجاسات نُهي عنها الشعب. وهي عادة شائعة في الشعوب الشرقية منذ أقدم العهود إلى اليوم..

أمّا الله فيحسم الأمر ويقول: إنّه لم يُرسِل علماء الغيب والعرّافين إلى شعبه. “لأنَّه هَكذا قالَ رَبُّ الجنودِ إِلهُ إسرائيلَ: لا تَغُشُّكم أنبِياؤكُم الّذينَ في وَسَطِكُم وعَرّافوكُم، ولا تَسمَعوا لأحلامِكُم الّتي تتَحَلَّمونَها. لأنَّهم إِنَّما يَتَنبّأونَ لَكُم باِسمي بالكَذِبِ. أنا لمْ أُرسِلهُم يقولُ الرَّب” (إر 29: 8-9). وبناءً عليه، لا يتجاوب الله مع العرّافين، “فيَخزَى الرّاؤونَ، ويَخجَلُ العَرّافونَ، ويُغَطّونَ كُلُّهم شَوارِبَهُم، لأنَّه لَيْسَ جَوابٌ مِنَ الله” (مي 3: 7)؛ ويُحارِب طرق السّحرة والعرّافين، “مُبَطِّلٌ آياتِ المُخادِعينَ ومُحَمِّقٌ العرّافينَ” (إش 44: 25).

"لا يوجد فيك.. من يسأل جانًا أو تابعه ولا من يستشير الموتى. لأن كل من يفعل ذلك مكروه عند الرب" (تث 18: 10 - 12).

أردت من كتابه هذا المقال اليوم أن أقول التّحذير الضروريّ وهو:
إنّ اللّعب في أمور علم الغيب قد يقود إلى حالات روحيّة خطيرة، مثل السُّكنى بالشياطين أو الأمراض العصبيّة والنفسيّة الحادّة. ويا للأسف، هناك كثيرون منغمسون في علم الغيب، ويزداد عددهم بشكل مُطرد يوماً بعد يوم. فهناك من لا ينطلق إلى عمله صباحاً قبل أن يتأكّد من حظّه وطالع برجه، وهناك من يستشير العرّافة والبصّارة لأخذ القرارات الشخصيّة أو المهنيّة الهامّة.
ربنا يحفظكم ... تحياتى.
د. أمير فهمى زخارى المنيا