محرر الأقباط متحدون
كانت الصلاة من أجل الدعوات وتشابك الأيادي للصلاة ومدها لمساعدة الآخرين محور الكلمة التي وجهها البابا فرنسيس اليوم إلى المشاركين في لقاءات تنظمها الجمعيتان الرهبانيتان الآباء روغاسيونيست قلب يسوع والراهبات بنات الغيرة الإلهية.
استقبل البابا فرنسيس قبل ظهر اليوم الاثنين المشاركين في لقاءات تنظمها الجمعيتان الرهبانيتان الآباء روغاسيونيست قلب يسوع والراهبات بنات الغيرة الإلهية. وفي بداية كلمته إلى ضيوفه أعرب الأب الأقدس عن سروره للقائهم بينما يتأملون في ويعملون من أجل مسيراتهما انطلاقا من الجمعيتين العامتين. وأشار قداسته إلى تطرق المشاركين في هذه اللقاءات إلى مواضيع عديدة مثل تكريس الذات والهوية الكاريزمية والشركة الأخوية والرسالة، وهذه كلها جوانب هامة في الحياة الرهبانية، قال البابا ويتطلب التأمل فيها قدرة على الإصغاء والتمييز بالصلاة والتقاسم، والشجاعة للبقاء في أمانة للتحفيز الأصلي للقديس أنيبالي ماريا دي فرانشا مؤسس الجمعيتين، مع التنبه إلى احتياجات عالم في تغير.
وتابع البابا فرنسيس أنه يريد التأمل اليوم حول نقطة واحدة تشكل جذور رسالتهم في الكنيسة، وهي أيضا النذر الرابع للرهبنة أي الصلاة من أجل الدعوات. وشدد الأب الأقدس على كون الصلاة الخط الذي يَعبر حياة القديس أنيبالي، وذكَّر قداسته بأنه أنيبالي قد تنبه إلى دعوته، والتي وصفها القديس بالمفاجئة والأكيدة والتي لا يمكن مقاومتها، بينما كان يتعبد أمام القربان الأقدس، حيث استنار بحكمة الصلاة. وتابع البابا فرنسيس أننا حين نكون أمام الله بوداعة وخشوع غالبا ما نتلقى فهما محددا لمعنى حياتنا، وفي الصلاة الأمينة والمثابِرة، وفي العبادة بشكل خاص، يكتسب كل شيء تناغما ويتم إدراك الأهداف بشكل أكثر وضوحا ونجد في الرب القوة والنور لتحقيق هذه الأهداف حسب تصميمه. وذكَّر الأب الأقدس هنا بكلمات القديس أنيبالي الذي قال إنه بدون تلك النار الداخلية، الحياة الروحية والصلاة والتوبة، لا يمكن القيام بأي عمل صالح بالفعل. وأضاف البابا أن هذه كانت خبرة القديس أنيبالي إلا أن هذا ينطبق على الجميع، فبدون الصلاة لا يعرف الشخص إلى أين هو متوجه. من الضروري بالتالي، واصل الأب الأقدس، أن يكون هناك حوار طويل مع الرب كل يوم والتضرع إليه قبل أية لحظة هامة أو لقاء أو قرار.
وواصل الأب الأقدس أن القديس أنيبالي كان يستلهم من مقطع محدد من الإنجيل، ذلك الذي يحدثنا عن قول يسوع "الحَصادُ كثيرٌ ولَكِنَّ العَمَلَةَ قَليلون. فاسأَلوا رَبّ الحَصادِ أَن يُرسِلَ عَمَلَةً إِلى حَصادِه" (متى ٩، ٣٧ـ ٣٨). لقد ملأ هذا المقطع قلب القديس بالغيرة، قال البابا، وواصل أن أنيبالي ماريا قد بدأ من منطقة فقيرة في مدينته، ميسينا الصقلية، ليوسِّع نشاطه انطلاقا من الشفقة التي، ومثل يسوع، شعر بها إزاء بشرية فقيرة في الجسد وفي الروح، وأدرك أن أول ما يجب القيام به هو الصلاة. وهكذا، من الصلاة، روح أفعال القديس الرسولية وأعمال المحبة التي قام بها، تأسست الجمعيتان الرهبانيتان بنات الغيرة الإلهية أولا ثم روغاسيونيست قلب يسوع. وعاد الأب الأقدس هنا إلى دعوة كان قد وجهها البابا بولس السادس إلى الرهبان الروغاسيونيست حيث أشار إلى أن اسم الجمعية في حد ذاته، أي المصلين، يجعل هويتهم الرسالة والصلاة كمتعبدين ومتضرعين من أجل الرسالة الأسمى والأجمل، استحقاق وإعداد الدعوات من أجل ملكوت المسيح. ودعا البابا القديس حينها الرهبان إلى أن يكونوا أخصائيي الله، وقال البابا فرنسيس لضيوفه إنه يجدد اليوم هذه الدعوة لا إلى أن يكونوا أخصائيين بمعنى دارسين للتقنيات وإلإحصائيات والنظريات بل دارسين لتلك الخبرة التي تنضج بالصلاة وأعمال المحبة. وتحدث الأب الأقدس هنا عن أيادٍ متشابكة للصلاة وممتدة لتساعد الآخرين، هكذا تصبحون أخصائيي الله، هذه هي رسالتكم، قال قداسته لضيوفه. وتابع أن الرب يدعوهم اليوم أيضا وأن هناك الكثير من الشباب الذين هم في حاجة إلى شهادات وتوجيهات تتمتع بمصداقية تكشف لهم جمال حياة مكرَّسة للمحبة. وأضاف الأب الأقدس: ساعدوهم على أن يقولوا نعم.
وفي ختام كلمته أراد البابا فرنسيس توجيه الشكر إلى الجميع على ما يقومون به، على شهادتهم، ثم شجعهم على مواصلة الصلاة من أجل الدعوات، كما وسألهم ألا ينسوا أن يُصلّوا من أجله.