محرر الأقباط متحدون
الصلاة وأهميتها وضرورتها كانت محور رسالة وجهها الكاردينال ماريو غريك الأمين العام لسينودس الأساقفة إلى أساقفة العالم، دعا فيها إلى الصلاة والتحفيز على الصلاة من أجل الجمعية العامة القادمة لسينودس الأساقفة حول السينودسية، وذلك كمشاركة حقيقية وفعالة للمعمَّدين جميعا في السينودس.
وجه الأمين العام لسينودس الأساقفة الكاردينال ماريو غريك رسالة إلى الأساقفة في جميع أنحاء العالم محورها الصلاة، وذلك مع اقتراب انطلاق أعمال الجمعية العامة العادية السادسة عشرة لسينودس الأساقفة والتي اختير موضوعها "من أجل كنيسة سينودسية: شركة، مشاركة ورسالة" وسيفتتحها البابا فرنسيس في ٤ تشرين الأول أكتوبر القادم. وذكَّر الأمين العام في البداية بأن شعب الله، وكما جاء في أداة العمل للسينودس، قد بدأ في السير منذ أن دعا البابا فرنسيس في ١٠ تشرين الأول أكتوبر ٢٠٢١ الكنيسة بكاملها إلى السينودس، واليوم قد وصلنا إلى مرحلة أساسية أخرى في المسيرة التي بدأت باستشارة شعب الله، قال الكاردينال غريك.
تحدث الأمين العام بعد ذلك عن الصلاة فقال، مستعيرا كلمات الأب الأقدس في نية الصلاة لشهر تشرين الأول أكتوبر ٢٠٢٢ أنه بدون صلاة لن يكون هناك سينودس. وشدد الكاردينال غريك على كون السينودس في المقام الأول حدث صلاة وإصغاء لا يشمل فقط أعضاء الجمعية العامة بل كل شخص معمد وكل كنيسة خاصة، فجميعنا مدعوون في هذه اللحظة إلى الاتحاد في شركة الصلاة وفي التضرع المثابر إلى الروح القدس كي يقودنا في التمييز الذي يطلبه الرب اليوم من كنيسته. وهكذا يوجه الأمين العام هذه الرسالة إلى الأساقفة من أجل أن تُرفع من الكنيسة بكاملها بلا توقف صلاة من أجل البابا فرنسيس ومن أجل أعضاء السينودس جميعا. وواصلت الرسالة داعية أساقفة العالم بالتالي إلى الصلاة من أجل السينودس وإلى أن يحثوا على الصلاة كل جماعة في كنائسهم الخاصة وخاصة الجماعات الرهبانية. وتابع الكاردينال أن الصلاة هي أحد أشكال مشارَكة كل أسقف في العمل الجماعي وعلامة على الاهتمام بالكنيسة الجامعة.
وفي حديثه عن الصلاة قال الأمين العام لسينودس الأساقفة إنها تأخذ أشكالا عديدة يتم التعبير من خلالها عن الأبعاد المختلفة لحياة كنيسة سينودسية، وأضاف أن الصلاة هي قبل شيء إصغاء. وذكَّر في هذا السياق بحديث البابا فرنسيس خلال إطلاقه المسيرة السينودسية عن أن السينودس يوفر لنا فرصة أن نكون كنيسة في إصغاء وأن نتوقف من أجل الإصغاء. وتابع الكاردينال ماريو غريك أن الخطوة الأولى في الصلاة هي الإصغاء إلى كلمة الله وإلى الروح القدس، وهذه هي بالتالي الخطوة الأولى لكل معمَّد للمشاركة في السينودس.
تحدث الأمين العام بعد ذلك عن كون الصلاة عبادة وتوقف عند أنه وبعد الإصغاء يأتي الصمت المتعبد والاندهاش أمام ما يقول الله لكنيسته وما يحفز فيها الروح القدس. وتابع الكاردينال أن ما تم القيام به في المسيرة السينودسية حتى الآن يقودنا إلى الاندهاش وإلى تحويل نظرة الحزن المستسلمة إلى رسالة فرِحة لمن اكتشف حضور القائم في حياته.
وجهُ آخر للصلاة حسبما واصل الكاردينال ماريو غريك هو كونها شفاعة، وقال في هذا السياق أن علينا الثقة في فعالية الشفاعة والتي لا تعني أن نُخضع مشيئة الله لرغبتنا بل أن نطلب من الرب أن ينير قلوبنا بقوة روحه، روح الحياة، كي نتمكن من التمييز وأن نفعل ما يريد. الشفاعة تعني أيضا إعلاننا أمام الله مشاركتنا، قال الكاردينال، وتابع أن الصلاة من أجل جمعية السينودس ومن أجل جميع أعضائها، وفي المقام الأول الأب الأقدس الذي كثيرا ما يطلب منا الصلاة من أجله، تعني القيام بأسمى أفعال المشاركة.
وأحيرا تحدث الأمين العام عن كون الصلاة شكرا، أي اعترافا بأولية أفعال الله ونعمته في كل أعمالنا وفي حياة الجماعة المسيحية. وذكَّر بتشديد البابا فرنسيس على أن صلاة الشكر تبدأ من هنا تحديدا، من الاعتراف بأن النعمة تسبقنا، فقد فُكِّر فينا قبل أن نتعلم التفكير وقد كنا محبوبين قبل أن نتعلم أن نحب، وكنا مرغوبين قبل أن تبزغ في قلوبنا أية رغبة حسبما ذكر الأب الأقدس. وأضاف الكاردينال أن صلاة الشكر هي علاج فعلي كي ننتقل من الانغلاق على الذات إلى الانفتاح على اكتشاف ما يواصل الله عمله في الكنيسة.
وفي ختام الرسالة الموجهة إلى الأساقفة في العام بأسره أكد الأمين العام لسينودس الأساقفة الكاردينال ماريو غريك أنه من خلال صلاة الإصغاء والعبادة والشفاعة والشكر ستكون الجماعة الكنسية كلها حاضرة بقوة الروح القدس في الجمعية العامة للسينودس التي هي حدث يشمل المعمَّدين جميعا. وأراد من جهة أخرى من الأساقفة أن يشددوا الصلاة من أجل السينودس بشكل خاص في الأحد الأول من تشرين الأول أكتوبر القادم، الأحد الخامس والعشرين في الزمن العادي. وألحق الأمين العام لهذا الغرض برسالته بعض النصوص التي يمكن استخدامها في الصلاة العامة وفي البركة الختامية.