محرر الأقباط متحدون
استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم السبت السادس عشر من سبتمبر في القصر الرسولي في الفاتيكان مؤمنين من كوريا الجنوبية في ذكرى استشهاد القديس اندريا كيم تايغون، ولمناسبة مباركة تمثال لهذا القديس تمّ وضعه في إحدى الحنايا الخارجية لبازيليك القديس بطرس.

وجه قداسة البابا فرنسيس كلمة عبّر فيها عن سروره للقائهم في يوم استشهاد القديس أندريا كيم تايغون لمائة وسبع وسبعين سنة خلت، ولمناسبة مباركة تمثال لهذا القديس تمّ وضعه في إحدى الحنايا الخارجية لبازيليك القديس بطرس، وقال: أشكر الرب على شهادة حياة وإيمان هذا القديس الكبير. ووجه الأب الأقدس تحية شكر خاصة إلى جميع الذين عملوا من أجل تحقيق هذا المشروع لاسيما الكاردينال لازارو يو هونغ سيك؛ والمطران ماتياس ري وونغ هون رئيس مجلس الأساقفة.

وذكّر البابا فرنسيس بزيارته كوريا الجنوبية في أغسطس ٢٠١٤ للقاء الشباب المشاركين في اليوم السادس للشباب الآسيوي، وأشار في الوقت نفسه إلى أنه زار في تلك المناسبة مزار سولمويه في البيت حيث ولد فيه القديس أندريا كيم وأمضى طفولته، وقال إنه قد صلّى هناك بصمت لاسيما من أجل الشباب. وأضاف أنه حين يفكّر في الحياة التي عاشها هذا القديس الكبير، يتذكّر كلمات يسوع "إنَّ حَبَّةَ الحِنطَةِ الَّتي تَقَعُ في الأَرض إِن لَم تَمُتْ تَبقَ وَحدَها. وإذا ماتَت، أَخرَجَت ثَمَراً كثيراً" (يوحنا ١٢، ٢٤). وقال البابا فرنسيس إنها كلمات تساعدنا على قراءة القصة الجميلة لإيمانكم، مشيرا إلى أن القديس أندريا كيم، أول كاهن شهيد كوري، قد قُتل وهو في سن الشباب، بعد فترة قصيرة من سيامته الكهنوتية. وأضاف أن شخصيته تدعونا إلى اكتشاف الدعوة الموكلة إلى الكنيسة الكورية وإليكم جميعا، وقال: إنكم مدعوون إلى إيمان مضطرم، إذ تحرّكه محبة الله والقريب، يصبح عطية.

وسلط البابا فرنسيس الضوء على الحماس الكبير الذي كان لدى القديس أندريا كيم من أجل نشر الإنجيل، لافتًا إلى أنه كرس حياته لإعلان يسوع بدون التراجع أبدا أمام المخاطر، وعلى الرغم من الآلام الكثيرة. كما وأشار في كلمته إلى تثمين دور ومواهب العلمانيين وتحدث عن أهمية توسيع مساحة التعاون الرعوي من أجل المضي قدما، معا، في إعلان الإنجيل، وقال إن الرغبة في إعطاء العالم رجاء الإنجيل تفتح القلب على الحماس وتساعد على تخطي حواجز كثيرة. وتابع الأب الأقدس كلمته داعيا إلى إعادة اكتشاف دعوتهم كـ "رسل سلام" في جميع مجالات الحياة، لافتًا إلى أن القديس أندريا كيم قد تمكّن من أن يكون بذرة سلام لكثيرين وقال: نكل إلى القديس أندريا كيم حلم السلام في شبه الجزيرة الكورية التي هي دائما في فكري وصلاتي.

كما وذكّر البابا فرنسيس في كلمته بأنه قد أعلن عن انعقاد اليوم العالمي القادم للشباب عام ٢٠٢٧ في سيول، متمنيا أن يستعدوا بحماس لنشر كلمة الله. وأشار إلى أنه على الرغم من العمل الرعوي الكبير الذي يقومون به بحماس، فإن شبابا كثيرين تغريهم الاستهلاكية، وشدد على الاعتناء بهم والبحث عنهم والتقرب منهم والإصغاء إليهم، وقال: أعلنوا لهم جمال الإنجيل كي يصبحوا شهودا فرحين للحقيقة والأخوّة.  

وفي ختام كلمته خلال استقباله صباح السبت السادس عشر من أيلول سبتمبر مؤمنين من كوريا الجنوبية في يوم استشهاد القديس أندريا كيم تايغون لمائة وسبع وسبعين سنة خلت، ولمناسبة مباركة تمثال لهذا القديس تمّ وضعه في إحدى الحنايا الخارجية لبازيليك القديس بطرس، شكر قداسة البابا فرنسيس الجميع على هذا اللقاء وقال إنه يصلّي من أجلهم، سائلا شفاعة القديس أندريا كيم والقديسين الشهداء الكوريين كي يحمونهم. وختم كلمته قائلا أطلب منكم ألاّ تنسوا أن تصلوا من أجلي.