محرر الأقباط متحدون
كانت هيئة كاريتاس المغرب في طليعة الهيئات والمنظمات الإنسانية التي باشرت في إرسال المساعدات إلى السكان المنكوبين جراء الزلزال في المناطق الجبلية، وقال بهذا الصدد مدير الهيئة إن الوضع يتبدل بسرعة وتتبدل معه الاحتياجات. في غضون ذلك أطلقت كاريتاس إسبانيا حملة تضامن مع المغرب، وأكدت المنسقة الدولية أن حجم الدمار هائل مشيرة إلى وجود صعوبات في بلوغ الأشخاص المنكوبين.
الكارثة الطبيعية التي لم تشهد البلاد مثيلا لها وقعت ليل الجمعة الفائت، وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن ألفين وتسعمائة شخص وفقاً لآخر حصيلة للضحايا، في وقت يستمر فيه البحث عن ناجين تحت الأنقاض، ويُرجح أن ترتفع الحصيلة خلال الساعات أو الأيام المقبلة. للمناسبة أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع الكاهن المكسيكي أوسكار أرتورو، مدير كاريتاس المغرب، المتواجد في مراكش منذ صباح الأحد الفائت.
قال أرتورو إن متطوعي كاريتاس المغرب كانوا أول الواصلين إلى المناطق الجبلية التي ضربها الزلزال، موضحا أن الهزة خلفت دماراً هائلا، وقد فقد الناجون كل ما كانوا يملكون، حتى الأموال التي انتهت تحت الأنقاض. ولفت أيضا إلى الانقطاع في التيار الكهربائي وعدم توفر مياه الشرب، كما أن البيوت تضررت ولم تعد صالحة للسكن. وعلى الرغم من الخوف من الهزات الترددية يرفض السكان مغادرة مناطقهم، فقرروا أن ينصبوا الخيم على مقربة من بيوتهم التي تحولت إلى أكوام من الأنقاض.
بعدها لفت مدير كاريتاس المغرب إلى أهمية الدور الذي تقوم به الهيئة الساعية إلى توفير المساعدات المادية والنفسية للسكان المنكوبين، كما تعمل على تقييم الخسائر. ومع ذلك – مضى يقول – تبقى الاحتياجات كبيرة، إذ إن مناطق بأسرها تحتاج إلى مولدات الكهرباء، فضلا عن الفُرش والأغطية واللوازم الأولية. وعبر عن قلقه حيال الأشخاص المشردين، لاسيما في المناطق الجبلية، حيث بات الشتاء على الأبواب، لافتا إلى أن الوضع يتطلب إيجاد حلول ناجعة لمن فقدوا بيوتهم في الزلزال.
ولم يُخف أرتورو ارتياحه حيال مبادرات التضامن العديدة مع الشعب المغربي، التي جاءت من كل حدب وصوب. وقال إنه من المؤثر جداً أن نتأمل بقوة الطبيعية التي دمرت كل شيء، لكن لا بد من التأمل أيضا بقوة التضامن حيث أقدم الكثير من الأشخاص العاديين على شراء اللوازم الضرورية وصعدوا إلى الجبال كي يتقاسموا ما لديهم مع مواطنيهم المنكوبين. وأطلق في الختام نداء إلى الجماعة الدولية طالباً منها أن تقف إلى جانب الشعب المغربي ومساعدته على إعادة بناء حياته.
مقابلة أخرى أجراها موقعنا الإلكتروني مع المنسقة الدولية لكاريتاس إسبانيا ماري هيلين بيلانجون، التي أوضحت أن الهيئة الخيرية الكاثوليكية أطلقت – يوم السبت الفائت – حملة للتضامن مع المغرب في أعقاب الزلزال المدمر. وأشارت إلى أن العاملين الإنسانيين يمكنهم بلوغ المدن المتضررة، شأن مراكش، على الرغم من الأنقاض المتراكمة على الطرقات. بيد أن المشكلة الأساسية تكمن في صعوبة الوصول إلى المناطق الجبلية، التي كان بلوغها صعباً قبل الزلزال. وأوضحت أن الكارثة الطبيعية ألحقت خسائر بشرية ومادية في تلك المناطق التي يتعذر الوصول إليها لغاية اليوم.