كتب - محرر الاقباط متحدون
أجرى قداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، مقابلته العامة مع المؤمنين في ساحة القديس بطرس وتابع خلالها سلسلة تعاليمه حول الغيرة الرسولية متحدثا عن الطوباوي الفنزويلي خوسيه غريغوريو هيرنانديز سيسنيروس (١٨٦٤ – ١٩١٩) المعروف في وطنه بـ "طبيب الفقراء".
استهل قداسة البابا فرنسيس مقابلته العامة مع المؤمنين مشيرا إلى مواصلة الحديث خلال تعاليمه عن شهود شغوفين بإعلان الإنجيل، وقال نتوجه اليوم إلى أمريكا اللاتينية وتحديدا إلى فنزويلا لنتعرّف على شخصية الطوباوي العلماني خوسيه غريغوريو هيرناندز سيسنيروس. من مواليد ١٨٦٤.
تعلّم الإيمان خصوصا من أمّه التي - وكما كان يقول - علّمته الفضيلة منذ الصغر وجعلته ينمو في معرفة الله.
وأضاف الأب الأقدس أن المحبة قد وجّهت حياة الطوباوي خوسيه غريغوريو: إنسان طيب، كان يتمتّع بذكاء كبير، وأصبح طبيبا واستاذا جامعيا وعالما. ولكنه كان قبل كل شيء طبيبا قريبا من الأشد ضعفًا، وعُرف في وطنه بـ "طبيب الفقراء"، كان يعتني دائما بالفقراء.
وأضاف أنه فضّل غنى الإنجيل على غنى المال وبذل حياته في مساعدة المعوزين، وكان يرى يسوعَ في الفقراء والمرضى والمهاجرين والمتألمين. كما أن النجاح الذي لم يبحث عنه أبدا في العالم، قد ناله ولا يزال يناله من الناس الذين يدعونه "قديس الشعب"، و"رسول المحبة" و"مرسل الرجاء".
كان خوسيه غريغوريو إنسانا متواضعا ولطيفا ومستعدا للخدمة، قال البابا فرنسيس خلال مقابلته العامة مع المؤمنين، وأضاف أنه كانت تحرّكه رغبة العيش في خدمة الله والقريب.
وإذ دفعه هذا الحماس، حاول مرات عديدة أن يصبح راهبًا أو كاهنا، غير أن مشاكل صحية عديدة منعته من ذلك، ولكن ضعفه الجسدي لم يقده إلى الانغلاق على نفسه، بل أصبح طبيبا يهتم باحتياجات الآخرين. وأشار الأب الأقدس من ثم إلى أن الغيرة الرسولية لا تتبع تطلعاتنا الخاصة إنما الاستعداد لمخططات الله. وهكذا، أدرك الطوباوي خوسيه غريغوريو أنه من خلال الاعتناء بالمرضى سينفذ مشيئة الله، من خلال مساعدة المتألمين وإعطاء الرجاء للفقراء والشهادة للإيمان لا بالكلام بل بالمثال.
وأضاف البابا فرنسيس أن خوسيه غريغوريو قد استمد كل هذا الحماس وهذه الغيرة من يقين وقوة. اليقين هو نعمة الله. لقد شعر هو أولا بالحاجة إلى النعمة.