د. أمير فهمى زخارى

ورد في متى 7: 14 ما أضيق الباب وأكرب الطريق الذي يؤدي إلى الحياة، وقليلون هم الذين يجدونه. 
وورد في 11: 29 و30 احملوا نيري عليكم وتعلَّموا منّي، لأني وديع ومتواضع القلب، فتجدوا راحةً لنفوسكم، لأن نيري هيِّن وحملي خفيف. هل هذا تناقض.
هل نير المسيح ثقيل ام خفيف ؟ ( متي 7: 14 و متي 11: 29-30 وانجيل لوقا 13: 24 ) وما هو معنى كلمه نير؟
كالعادة لا يوجد تناقض بين الاعداد فكل منهم يتكلم عن امر مختلف ولكن له علاقة.
فالرب لم يقل مره ان نيره ثقيل وناقضها او نسخها بانه قال ان نيره خفيف هذا لم يحدث . 
ولم يقل الرب مره ان باب الوصول الي الملكوت واسع وعاد مره فنسخ هذا الكلام بانه قال ان باب الوصول الي الملكوت ضيق.
فالفعل نير المسيح خفيف جدا لأنه بدافع المحبة ولا توجد فرائض اجباريه في المسيحية فنحن نصوم ونصلي ونعطي للفقراء ونحارب الخطايا حبا في المسيح وليس اجبارا والمسيح يعين ضعفنا ويكمل كل نقص ويعطينا القوه علي محاربة الخطية ولكن في نفس الوقت من يسير مع المسيح يسير ضد العالم ولان العالم ضده فيضع عراقيل وتجارب ومحاربات .
 فمن يسير مع العالم وشهواته يفتح له العالم ابوابه الواسعة ليتمتع بشهوات العالم وبالطبع يخسر نفسه ولكن من يسير مع الله ضد شهوات العالم عليه ان يسير في الطريق الكرب والباب الضيق وهو محاربة الشهوات.
شرح كلمة ( نير | أنيار )
النير هو الخشبة المعترضة فوق عنق الثور أو عنقي الثورين المقرونين أو على الأبقار لجر المحراث أوالمركبات أو غير ذلك.
والجمع "أنيار" (عد 19 : 2 وتث 21 : 3). 
وكان النير يربط بقيود حول أعناق الحيوانات (لا 26: 13 و1 صم 6 : 7 ، حز 34 : 27 ). ثم أصبح يُسْتَعمَل لتكبيل حرية الأسرى واضطهادهم وعلامة لاستعبادهم (تك 27: 40 و1 مل 12: 24 واش 9: 4 وار 27: 8 إلخ..). 
وكان كَسْر النير يعني الانطلاق من العبودية والتحرر من الأسر (ناح 1: 13). واستعمل النير في الكتاب المقدس بمعان رمزية. فقال المسيح: "احملوا نيري عليكم.. لان نيري هيِّن" (مت 11: 29-30). واستعمل رمزيًا أيضًا، بمعنى العبودية (أع 15: 10) وهو لا يزال يُسْتَعْمَل كذلك، كرمز للاستعمار والعبودية، إلى اليوم، في لغات كثيرة، ومنها العربية.
وكانت الأنيار تختلف في أشكالها باختلاف الغرض منها، وعدد الحيوانات التي تربط إليها.
وقد أمر الرب إرميا النبي أن يضع لنفسه ربطا وأنيارًا ويجعلها على عنقه إنذارًا لملوك الدول الواقعة إلى الغرب من نهر الفرات ، لوضع أعناقها " تحت نير ملك بابل"، أي الخضوع له ( إرميا 27 : 1 - 11، 28: 10-14).
وتستخدم الكلمة مجازيا - في الكتاب المقدس - للدلالة على من يرزحون تحت أثقال مختلفة، مثل الضرائب (1 مل 12: 4 و11 و14)، أو الاستبعاد للغير (تك 27: 4)، أو لأمم أخرى (إش 47: 6، إرميا 17: 😎 أو الاستعباد للخطية (مراثى 1: 14)، والتحرُّر من مثل هذه القيود كان يُعَّبر عنه بـ"كَسْر النير" (إش 9: 4، حز 30: 18 و34: 27) . 
كما يقول الرب عن الشعب المرتد عنه، إنهم قد "كسروا النير جميعا وتقطعوا الربط" (إرميا 5: 5) أي قطعوا علاقتهم بالرب ولم يعودوا خاضعين له .. كما يقول إرميا النبى: "جيد للرجل أن يحمل النير في صباه" ( مراثي 3 : 27 ) أي أن يعيش في خضوع للرب منذ صباه.
ويقول الرب يسوع: "تعالوا إليَّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم. احملوا نيري عليكم وتعلموا مني لأني وديع ومتواضع القلب، فتجدوا راحة لنفوسكم، لأن نيري هين وحملي خفيف" (مت 11: 28-30).
ويحذر الرسول بولس المؤمنين، قائلًا: "لا تكونوا تحت نير (أي مرتبطين معًا) مع غير المؤمنين" (2 كو 6: 14)، وأيضًا: فاثبتوا إذًا في الحرية التي حررنا المسيح بها، ولا ترتبكوا أيضًا بنير عبودية"، أي بالخضوع للناموس كوسيلة للبر بعد أن حررهم المسيح (غل 5: 1 - أرجع أيضًا إلى أع 15: 10).
آمين يارب ...