Oliver كتبها
-الرب يسوع بعدما زلزل أوثان مصر وقت هروبه.أسقط ثمار الشر التى تأصلت فيها.أرجف القساوة و أوجع عبادة الضلال.لأنه رأى أن يشفى مصر من قساوتها.هكذا هو الرب يصنع فى الشعوب كما فى آدوم و فى آشور و فى آرام.هذه التى رتب لها خلاصاً لأنه مات من أجل الخطاة.
 
-كل معمودية تبدأ بالإستشهاد أولاً.نجحد الشيطان و كل حيله و قوته و فنونه .نشهد بالمسيح و بالثالوث المعظم و بالخلاص بدم القدوس.بعدها نعتمد لأجل سكني الروح القدس و ثباته فينا.هذا نفس ما يحدث فى الإستشهاد بالدم لذلك لا تختلف معمودية الماء في الكنيسة عن معمودية الدم فى ساحات الإستشهاد.
 
-لهذا لما جاء أوان معمودية مصر.بدأت بالإستشهاد أولاً.ليتغير تاريخها .تبدأ شهورها  بتوقيت  تولى دقلديانوس الظالم عرش الإمبراطورية الرومانية و تفرغ لإراقة دم المسيحيين.سالت المعموديات دماً فى شوارع الشرق.شهد الروح فى الذين إعتمدوا بالماء و شهد الدم للدم. دم الشهداء دم المحبة و الإيمان شهد لدم المسيح المخلص.تعانق الشهداء مع المسيح المصلوب بغير إفتراق.هكذا صارت معمودية مصر رغم مغالب الوحوش التى إنتشبت فى جسد الكنيسة.
-لم يكن عصر دقلديانوس سوى حرث الأرض.تقليبها.تفتيتها.لكي تنغرس فيها بذار الرهبنة و أبطال الروحيات فى عصر الرهبنة الأول .الإستشهاد هو أب الرهبنة.مؤسس أصولها.هكذا بدأ الزرع الإلهى يتمم خطة خلاص الشرق.إضطهاد كشف أعظم ما فى المسيحيين من ثبات فى المسيح يسوع  ثم سلام يكشف أعظم ما فى روحانياتهم ثم هرطقات تكشف أعظم ما فى إيمانهم و تقواهم.لا شيء يحدث بالصدفة فى التدبير الإلهي للأفراد و للشعوب.كانت و ما زالت الأجيال تتابع و كل جيل هو سطر واضح فى الخطة الإلهية.
 
-كان توت هو إله الحكمة و مقسم الزمن.لهذا فالأقباط القدماء جعلوا جلوس دقلديانوس هو مقسم الزمن بين تاريخ و تاريخ.و إحتفلوا برأس السنة أول شهر توت. لذى يبدأ فيه الفيضان السنوى ( توقف بعد بناء السد العالى) لكن كانت رؤية الأقباط أن هذا التاريخ هو الذى شهد فيض الإضطهاد.فيض دماء المؤمنين إنه شهر يبدأ فيه تعبير (الإرتواء الروحى) .
 
-الكنيسة منذ تاريخ قديم لم تنشغل فى هذا اليوم بسير الشهداء بقدر ما أرادت لهذا اليوم أن يكون بداية الوجبات الروحية التي تتغذى عليها طول السنة.بدء تقسيم القراءات الروحية على أيام السنة.رأس أعيادها و تاج السنة تخصص لتقييم الخدمة و تعميد المؤمنين الجدد ليكونوا على مثال الشهداء.كانت رؤية الكنيسة أنها تجهز خرافاً للذبح فلم يكن لديها رفاهية الإحتفالات الحالية.
 
-إرتباط بعض الأكلات بالأعياد ليس له اصل فى الكنيسة و لا يستمد وجوده من روحياتها أو تعليمها بل هو مستمد فقط من عادات الشعوب التي كانت تحتفل قديماً بما هو متاح فى موسم الإحتفال دون أن تسبغ عليه تفسيرات روحية غير دقيقة و غير أصيلة مهما تفنن البعض فى ربطها بالمعانى الروحية .
 
-كل كنائس العالم لديها يوم (على الأقل)  تحتفل فيه بالشهداء لأنهم أعظم من الباباوات و أسمى من القديسين.بدأ الإستشهاد لأجل  الإيمان بشخص الرب يسوع بيوحنا المعمدان.لعل هذا أحد أسباب قول السيد المسيح أنه لم يقم بين مواليد النساء أعظم من يوحنا.حيث أدت شهادته لحق المسيح إلى حنق و غيرة و رفض.أما  الشهيد إستفانوس فقد صار أول شهداء الكنيسة.و نحن نؤمن أنه لن يصير جيل على الأرض بدون الإستشهاد.ما زال سيف الظلم مشهراً فى وجه شعب الله.ما زالت الحناجر المملوءة سماً تهتف أصلبه أصلبه.كل أيام حياتنا على الأرض مخصصة للشهادة للسيد المسيح رب الأرباب.