د. أمير فهمى زخارى المنيا
" الكلاب تنبح والقافلة تسير".. ما القصة وراء هذا المثل؟
لكل مثل شعبي أصل وحكاية جعلته يترسخ بأذهان الناس ويتناقل بين الأجيال حتى وصل إلينا في يومنا هذا، فتجد الكثير من الأمثال الشعبية التي نتداولها دون أن نعرف معناها، ولعل أبرزها هو "يخلق من الشبه أربعين".

أصل المثل "يخلق من الشبه أربعين":
تعتبر مقولة "يخلق من الشبه أربعين" من الأمثال الشعبية التي يستعملها الناس في للتعبير عن التعجب عند رؤيتهم لشخصين أو أكثر بينهم تشابه كبير وملحوظ دون أن يكون بينهم صلة قرابة.

إنّ أصل كلمة (أربعين) فارسي، وهي تعني الكثير، وليس المقصود منها عدد معين، حيث إنّ خالق البشر يستطيع أن يخلق أكثر من أربعين، لذلك فإن القصد من الكلمة المبالغة.

واستدل البعض على معنى ذلك بالعديد من الأمثال الأخرى في نفس هذا السياق منها، (الجار حتى البيت الأربعين)، و(عيار الشبع في الطعام 40 لقمة)، لذلك أصبح لهذا الرقم شهرة كبيرة في الاستعمال عند العرب.

أصل المثل " الكلاب تنبح والقافلة تسير":
جاء المثل من ظاهرة تحصل للقوافل. حين تمرّ القافلة بالقرب من مجمعات سكنية ريفية أو بدوية، فإن كلاب الحراسة في تلك المجمعات تنبح لأنها مدرّبة على النباح حين يقترب أي غريب.

المقصود بالمثل حرفيا هو أن نباح هذه الكلاب لا يؤثر على مسير القافلة، فهي تستمر في طريقها رغم النباح. وهذه الكلاب ستستمر بالنباح حتى تبتعد القافلة، توقف القافلة لن يمنع الكلاب من النباح.

المقصود مجازا هو أن كلام الحاسدين والحاقدين والعوازل بحد ذاته لن يؤثر على الأفعال العظيمة أو الإنجازات القيمة، ما يؤثر في الحقيقة هو التوقف عن العمل خوفا من كلام هؤلاء لا الكلام نفسه، وهذا التوقف لن يُسكت المتقولون، ما سوف يسكتهم هو الابتعاد عنهم والوصول إلى الهدف. الكلام هنا يُشبَّه بنباح الكلاب (بالطبع لا يُقصد به النصائح المخلصة بل التعليقات الحقودة أو الغيورة أو الحسودة) والعمل بالقافلة.

وللحديث بقيه ... تحياتى.
د. أمير فهمى زخارى المنيا
-----------------------------------------------------------------------------------------
المصدر:
- الكاتب الأدبي سيد خالد في كتابه "قصص الأمثال".